الجزء الاول

101 11 59
                                    

🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸 الليل 🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
دائما ما تعجبت من ذلك الكيان الغريب .. يمر علي طوال عمري بلا ترحاب ولا مودة بيننا .. دائما ما بغضته .. دائما ما كرهت وقت قدومه .. في صغري اسميته الضيف الثقيل وكان كذلك .. يأتي فيقطع علي ما أحب من اللهو .. دائما ما كان يحضر وكأنه سلطان تحكم بأمي فيرغمها علي منعي من الخروج .. يصدر " فرمانه " أن ضعيه في الفراش بحجته البلهاء ( اني قد تعبت ) .. يا لك من بغيض ما ادراك انت بي ؟! من اعطاك القدرة للتحكم بحياتي ؟! تمر الأيام ويتكرر اللقاء كل يوم حتي كبرت وأصبح ذلك الضيف لا يأتي بمفرده لا بل أصبح يصحب معه رفقائه الاعزاء _ ياالله كم اكرههم _ أمثال : طفولتي التعيسة ، ذكرياتي المؤلمة المحرجة ، جراحي التي لم تلتئم بعد كيف تلتئم ودائما ما يذكرني بها ذلك البغيض ما بك يا هذا ؟! ماذا فعلت لك حتي اني لا اعرفك من انت ماذا تريد مني ؟! بربك من انت ؟!
_ ياله من عار ، ألم تعرفني بعد انا رفيقك ، صديق طفولتك البائسة ، خليل جراحك الدامية ، و أنيس وحدتك البشعة
لكني لا اريدك ، لا استلطفك يا هذا اغرب عني !
_ لا يهم يا صديقي .. فقد كتب عليك وعلي أن نظل سويا .. سيتكرر لقاؤنا هذا الي اليوم الذي سيكون فيه لقاؤنا هذا هو كل يومك .. سأكون انا الوحيد الموجود معك ، لذا أنصحك أن تعتاد علي الآن لا احد يعلم ربما يكون يومك قريبا ...
_ ماذا !! ماذا تقول يا هذا؟! عن أي يوم تتحدث ؟! لا أفهم تلك الطريقة الغامضة تكلم أيها البغيض عن اي يوم تتكلم !!
_ ماذا يا عزيزي ؟ أنسيت انك ستموت يوما  ام ظننت أنك من المخلدين هههه ..
_ لكن ما شأنك انت بموتي نعم ما شأنك !!
_ يا عزيزي ما أنا هل تعلم ؟
_ نعم بالطبع انت ضيفي الثقيل .
_ يا لك من ولد فظ ! حسنا وادعا الآن حان موعد رحيلي ولكن اعلم اني سآتي لك مجددا اتمني أن تصبح اصدقاء لكي تعتاد علي سريعا فيما بعد ؛ لأنك ستعتاد علي شئت ام ابيت
أطل الصباح ، وانا مازلت أحاول إغلاق عيني بعد تلك المعركة التي دائما ما خرجت منها محطما منهزما ، لا أعرف ماذا سيحل بي بعد ذلك .. ولكن انا علي يقين أني أخاف الليل جدا ...

الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن