في تلك الليلة اختارت النيران أن تضيء أرجاء الحي بحريق إلتهم ذلك المبنى الشاهق لتمتلئ السماء بدخان غطى ضياء القمر !! مهلا ولكن لا يوجد قمر!! فهذه ليلة "محاق " ربما اختارت السماء ارتداء الأسود حدادا لما يحدث في هذه الليله !!~
جلست هي قرب صديقتها وعيناها الزرقاوتين قد أصبحتا كمرآة لتلك النيران التي تبعد عنهما بضعة أمتار ..
كان القلق باد على وجهها تلك الفتاة الشقراء التي قد أصيبت بحروق في جسدها وبعض الجروح تهز صديقتها التي قد إمتلأ جسدها بالحروق والجروح فحالتها لا تقارن أبدا بحالة صديقتها !! مبتلتان بالمياه من أعلى رأسيهما حتى أخمص قدميهما..ينتظران أن تأتي النجدة وتخلصهما مما قد ظناه مجرد كابوس مزعج !! ولكن هيهات فالواقع أحينا ما يكون أسوأ من أن نصدقه !!
الفتاة الشقراء: إيمي أرجوكي تماسكي حتى يأتي جاك بالمساعدة تماسكي ولو قليلا !!
قالتها وهي تنظر إلى صديقتها التي جلست على ركبتيها وهي تمسك صدرها بقوة بينما كانت تستعمل "بخاخ" الربو باليد الأخرى عسى ولعل أن يفيدها
إيمي: "ليزا" عزيزتي -تسعل بقوة- أنا أعرف أن هذه نهايتي سأموت قبل أن تصل المساعدة أنا أعلم ذلك لذا -كح كح- أ أرجوكي إن مت فلا تلقي اللوم على نفسك فأنا من اخترت ذلك بنفسي -قالتها بكل يأس لترتسم ابتاسمه حزينة على وجهها الشاحب-
ليزا: ولكن لماذا لماذا فعلتي ذلك لماذا اخترتي حياتك ثمنا لحياتي أرجوكي لا تموتي أرجوكي إيمي أتوسل إليك - إمتلأ وجهها بالدموع لتنظر إلى صديقتها التي بدأت بإغلاق عينيها ببطء بعد أن سقطت على الأرض -
ليزا: إيمي إيمي لا تموتي لا تتركيني وحدي في هذا العالم البائس إيمي أين أنت ياجاك أتوسل إليك تعال بسرعة
قالتها بيأس وقد رصعت دموعها أرضية الباحة الخلفية لأحد المباني" ..!!"
~~~~~~~~~~~
لنعد قليلا إلى الوراء قبل بضعة ساعات ....
كانت تدندن بسعادة بينما كانت تربط ربطة عنقها الحمراء "تنورة سوداء في نفس مستوى الركبة قميص أبيض وجاكيت أسود " هذا ما كانت ترديه تلك الفتاة الشقراء التي قامت بإسدال شعرها الذي يصل إلى منتصف ظهرها
طرق أحدهم الباب لتأذن له بالدخول
إتكأ ذلك الشاب ذو الشعر الأسود على الباب بينما نظر إليها بنظرة تقول " جادة ؟؟
"نظرت إليه بطرف عينيها وهمت بالخروج ولكن أوقفها هو بكلامه ..
الشاب: ليزا أنت لن تذهبي هكذا صحيح ؟
ليزا: على حسب معلوماتي هذا ما يرتدونه في المناسبات الرسمية كإفتتاح وما شابه !!
الفتى: آآآآخ منكي ألن تتركي الرسمية ولو قليلا إرتدي فستانا اسود على الاقل" قالها ساخرا"
ليزا: جاك أنا اليوم في أفضل حالاتي لا تعكر مزاجي أريد أن أفتتح سلسلة الفنادق اليوم بمزاج جيد !!
جاك: كما تريدين ... " على كل أردت منك أن ترتدي الأسود في يوم إفتتاح قبرك " أسر بها في نفسه بينما ارتسمت ابتسامه خبيثة على وجهه خارج المبنى ...
فتح لها السائق باب الليموزين الخاص بها لتجد صديقتها تنتظرها بالداخل أما جاك فجلس في المقعد بجوار السائق
الفتاة: رسمية جدا كما هي العادة !!
أنت تقرأ
Black night...Black end ~
Short Storyفي تلك الليلة اختارت النيران أن تضيء أرجاء الحي بحريق إلتهم ذلك المبنى .... دموع ...يأس ... وصدمه ترجعك لأرض الواقع بعد فوات الاوان !!