طيب الله أوقاتكم، هذه القصة كنت قد نشرتها على حسابي القديم، بعنوان لحظات صعبة.. لكن لبعض المشاكل في الحساب القديم قمت بعمل حساب جديد ونقل قصصي عليه مع بعض التعديلات والترتيبات.. على كل حال.. اتمنى ان تلامس قصتي قلوبكم، وأن تنال إعجابكم.
شرفوني بتعليقاتكم، وبنجماتكم الجميلة🥰~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تلك الليلة..
كنت أقف مع والدي في أحد ممرات المشفى..
عيناي كانتا مسمرتان على ذلك الباب..
إنه الباب الذي أدخلوا منه أخي ممددًا على السرير!
يخضعونه لعملية إنقاذ طارئة
أدخلوه منذ دقائق ولم يخرج بعدها..
وأنا وأبي في حالة يرثى لها
أحسستُ بثيابي المبللة من تحت معطف والدي..وللحظات، عادت رائحة البحر تحاصرني..
وعادت تواجهني صورته حين كان أمامي!
حين فعلها قبل أن أصل إليه!
سحقًا، كله بسبب ذلك الادمان..
ذلك المرض والعجز الذي كان فيه..
لكن الذنب في النهاية ذنبي!
فهو لم يكن قد شفي من مرضه تمامًا
كيف لم أحسب الحساب لما حصل!
أشعر أني انا من رماه في البحر..
وذنبي هذا يلهب روحي!
لانني حين أحسست أنه غير طبيعي
لم أبعده...
لم أتمسك به جيدًا..
لم أقنعه بالبقاء..
أنا من أخذه إلى هناك!!
أنا بيدي سلمته للبحر بغباء!وكما تتمايل الصور فوق الماء، تمايلت أيام طفولتنا فوق طوفان ذاكرتي..
تذكرت حين كنت أخرج الى الحديقة فأراه يدخن، او حين أدخل غرفته فأجد علب السجائر تحت وسادته والغرفة تسبح في الدخان!
كان يدخن سرًا، وأنا كنت أعلم ولكني لم أبح، ولم أكشف سره، فمن حبي له خشيت أن يغضب أبي منه فيعاقبه..
ومن جهلي، وسذاجتي.. لم أدرك أن غضب أبي أهون بكثير من السم البطيء الذي كان يتناوله!إلى أن جاء اليوم الذي أصيب فيه بمرضه
كان التهابًا رئويًا حادًا جدًا!!
جعله يعيش على أجهزة التنفس أشهرًا طويلة..
بالاضافه لبرامج إعادة التأهيل..
لم يكن ليصل إلى هذه المرحلة من المرض لو أنه تحدث.. ولم يكن سيصل إليها لو أنني لاحظت مرضه.. لكني لم ألاحظ.
كانت فترة مأساوية .. فترة مرض اخي
لكنه بدأ يستعيد صحته، كما تستعيد الأشجار الذابلة حياتها.. ببراعم صغيرة، وببضع أغصان خضراء بين زحام الأغصان اليابسة العارية من الأوراق.. كان يتماثل للشفاء، رغم جهاز التنفس الذي يلازمه أينما ذهب.قلت ما دام أخي قد تحسن
وأصبح بمقدوره الخروج من البيت
سأدعوه لأكل وجبة طعام شهية في مطعم يحبه.. احتفالًا بعودته إلى الحياة..
استطعت إقناعه بالخروج بصحبتي فقط
وقد اشترط الذهاب الى مكان هادئ كالبحر
فوافقت وليتني مافعلت...في تلك الليله...
كنا نجلس على أحد المقاعد الخشبيه على ذلك الممشى الخشبي الملامس للبحر...
وكان اخي جالسًا وجهاز التنفس متصل بأنفه وقنينة الاوكسجين بجانبه.._ محظوظ أنا لأنكِ أختي..
_ وأنا محظوظة لأنكَ أخي.
_ لا تقولي هذا.. فلم أجلب لكم سوى الحزن والمشاكل..
_ نحن عائلتك يا عزيزي.. إن لم نحتوِك ونساعدك فمن سيفعل؟
_ لو أن حياتي تنتهي فحسب.. سيكون هذا أفضل من استمرار المعاناة
_ اصمت، لاتقل هذا الكلام إن شئت افديك بروحي!
_ وماذا سيفعل بها شخص هزيل وعاجز مثلي؟
_ كل شيء سيكون بخير يا أخي.. ستعود اليك صحتك.. أنت تتعافى!
_ أجل... أتعافى..
أنت تقرأ
لحظات غرق
Short Storyحين يستولي اليأس على احدهم، ويقيده إدمانه المريض.. ماذا قد يفعل؟ في هذه القصة.. تتحدث الفتاة عن اخيها، صاحب القصة.. الذي عانى الكثير خلال مرضه ثم.... ثم ماذا؟!! قصة قصيرة ذات احداث مؤثرة✨💚