و كان لي لساعة واحدة قط أسود ، أدخله القدر من النافذة الخلفية للحياة ،و كنت قد سعدت جدا بمعرفته ، كان هادئ جدا مثل الأمواج ،و كان سعيدا مثل الإكتئاب و لكنه كان طيب القلب يحب شرب عصير البرتقال ..يمكن التصور و القول بأن ذلك القط ،كان مختلفا عن باقي القطط ، إعتبرته رفيقا عند الحاجة ،بل و إعتبرته جزء عظيم من حياتي .. و لكن قطي مثل معظم القطط ،كان كثير الحركة ،يحب مساحته ،يحب اللعب لوحده ،يحب الخروج للطبيعة و الإستمتاع فيها و كنت أحترم مساحته ،و كانت جدتي تدعو الرب أن يحميه. كنت أشرب عصير البرتقال معه أحيانا ، في وضح النهار في صيف يوم حار ،في شقتي مطلة على البحر ،و كان يشرب معي عصير العنب الذي أحبه في ظلمة شتاء بارد ،في شقتي المطلة على الجبل .. قطي رحل الأن ، من النافذة الخلفية التي دخل منها أول مرة ،قطي رحل و ترك القليل من الذكريات ،القليل من الخدوش ،القليل من خيبات الأمل ،فقط مثله كان بإمكانه أن يعرف أفضل من ذلك ،أفضل من يترك روحه تتيه في هذا العالم ،أفضل من أن يخرج من النافذة الخلفية ،أفضل من أن يدخل منها في أول مرة..