سحر

3.4K 367 130
                                    

متجاهلةً الأنظار نحوها أطلقت الصاعقة مرة أخرى من بين يديها ، راقبت الطريقة التي يحترق بها الذئاب ثم يتحولون إلى رماد أسود ببطئ شديد ، السحر الذي يكاد لا يراه الآخرون لقوته يحدث أمام عينيها ببطئ شديد.

حركت أصابعها بخفة كي تعتاد على الأمر ، لم تستخدم قواها منذ زمن بعيد جداً ، و على عكس المرة الأخيرة و رغم أصابعها المتيبسة، لا يوجد أدنى ندم أو شفقة في قلبها

حولت نظرها لليكان الذين ينظرون للمكان الذي كانت تشغله الذئاب بتعبير غير مصدق ، لقد كانوا على حافة الإندثار منذ ثوان فقط ! لكن الوقت لايزال مبكراً جداً ليقولوا أنهم تجاوزوا الخطر

نظرت لحالتهم بتمعن ، كلهم مصابون بجراح خطيرة أقلها كسر ضلع أو إثنين ، و رغم ذلك لا يبدو أنهم يخططون للتراجع ، يحاربون من أجل هذا القطيع -إلى آخر نفس- حتى الإناث قد أظهروا مخالبهم في مواجهة هذا العدو الذي دخل أرض الجليد

لمعت عينيها بإهتمام و هي ترى هذه العزيمة ، لا يحاربون من أجل البقاء على قيد الحياة ، بل من أجل الوطن!

تتساءل ما الذي مر به الألفا كي يترك قطيعه في هذه الحالة ، ما هذا الشيء المهول الذي هز كيانه!

تحس بطاقة مظلمة تقترب ، لا بد أن البقية قادمون لتقاسم الغنائم ، لكنهم لم يضعوا وجودها في الحسبان ، و لا حتى هي قد فعلت 

نزلت من مكانها و إقتربت من ريزاند الذي ينظر لها في ذهول ، ليس فقط جمالها ، بل تلك الهالة القدسية التي تحيط بها تصيبه بنوع من الهذيان ، ملامحها ليست باردة و لا غير مبالية بل...فارغة!

كما لو أن هذا الجسد لا يحمل أي نوع من المشاعر ، لا يعلم حقا أي شيء أكثر خطراً الآن ، العدو وراءهم ، أم هذه اللونا الجميلة أمامهم.

وصلت كاليثيا إلى الأسفل لتصبح أمام أعين كل أفراد القطيع سامحةً لهم بإلقاء نظرة فاحصة عليها ، حتى الأطفال الذين كانوا يبكون في وقت سابق توقفت تنهيداتهم للحظات.

إبداع أبولو لم يكن يوماً شيئا يستهان به ، لذا حسن كاليثيا ليس كالقمر تراه كل ليلة ، بل تجسيد لجحيم هيدز ، لا تتاح لك فرصة رؤية سوى مرة واحدة و أخيرة.

لم تتحدث كاليثيا لبضع ثوانٍ أخذت تنظر فيها حولها ، كل فرد كانت تقع عليه نظراتها الخالية من العاطفة كان يتوتر بشكل لا إرادي ، لكن ذلك ليس ما يهمها ، هناك شيء ما خاطئ هنا!

أعادت نظرتها لريزاند الذي لا يزال في ذهول و سألت بهدوء "اين بقية القطيع؟"

لم يجب البيتا مباشرة بل تزايدت دقات قلبه الغير منتظمة و كأنه يقاتل ضد الذئاب ثانية ، كيف يمكن لصوت أحدهم أن يكون عذباً هكذا! حتى العنقاوات لم يكن لهم صوت بهذا الجمال!

لم يكن هذا حال ريزاند بل كل الأفراد الذين كانوا بجانبه لم يستطيعوا المساعدة في إبتلاع ريقهم 

The Last War حيث تعيش القصص. اكتشف الآن