القصة

1.1K 79 12
                                    

طبيبي المريض
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أقف في منتصف الطريق بعد أن تخطت الساعة منتصف الليل.. أحاول إيقاف سيارة كي تقلني إلى المنزل... بعد الإنتهاء من العملٍ  شعرت بـ الاحباط يصيبني عندما ذهبت آخر سيارة سريعًا من أمامي كأنها
لا تراني حتى... افرك كتفاي بيدي و أنا
أحاول بث الدفيء بهما... ألتفت برأسي يسارًا و يمينًا أحاول رؤيه أي شيء من ذلك الضباب فنحن الآن في منتصف شهر كانون الأول ... و لكنِ وجدت ضوء ساطع من بعيد يبدو أنه تابع لـ سيارة
تهللت اسارير وجهي الآن سوف أجد طريقة للذهاب للمنزل بعد يوم عمل شاق في المشفى.. تلك المشفى التي على وشك أن تصيبني بـ الجنونٍ  في القريب العاجل... تقدمت خطوتين إلى الإمام اشير بيدي كي تتوقف السيارة... ما لبث أن وجدت سائقها يقترب مني يخفف من سرعته.... شقت إبتسامة عابرة مرمى وجهي ما لبث أن اختفت عندما رأيت صاحب السيارة... ليحل محل  الإبتسامة الذعر .. تراجعت للخلف خطوتين و أنا أحاول التماسك أنه هو « طبيبي المريض »

ذلك الطبيب الذي كان يعمل في مشفى تابعه للأمراض النفسية بعدها اغلقت المشفى بعد أحوال غامضة و كثرت حالات الانتحار بها...و الآن يبدو أن الحالات التي كان مسؤول عنها اثرت به و هو من أصبح يتعالج تحت إشرافي...لكن قصته تجعلني اشعر بعدم الارتياح... غريب الاطوار للغاية... يخبرني أنه قاتل لا يقتل أحد قبل أن يعلمه عن حاله يشعر بالتلذذ من سماع أصوات الصراخ...ذلك الشخص لا يبدو طبيعي... و عندما اخبرت مديري بما يقول... أخبرني أني من فهمت خطأ فهو على علاقة وطيدة به منذ أيام ما كان يدرس تحت إشرافه عندما كان طالب و أنه تحدث معه قبل أن يرسله إلي و يعلم أنه يعاني من اكتئاب بعد وفاة زوجته شعرت بالتشوش بالفعل و لكن ما قطع حبل افكاري هو عندما وجدته يخرج رأسه من نافذةٍ  السيارة يغمغم بابتسامة باردة:
-دكتورة سارة اتفضلي اوصلك

ابتلعت لعابي الجاف و رسمت على وجهي إبتسامة مرتعشة و غمغمت بصوت حاولت جعله قدر الإمكان طبيعي.. تمسكت بحقيبة يدي كي اقلل من ارتجافها.. في تلك اللحظة تمنيت لو لم أكن تحركت من المنزل اليوم يا ليتني سمعت حديث والدتي باخذ اجازة اليوم:
-شكرًا...دكتور أحمد اتفضل أنتَ...

رد علي باتزان يجيب و أعينه بالكاد تشقها خطين صغيرين دلالة على إبتسامة باردة لا روح فيها:-
-إزاي بس؟! الساعة دلوقتي 12 مش هتلاقي تاكسي دلوقتي و يا ستي اعتبريني تاكسي.. اتفضلي

شعرت بالتردد الذهاب معه و بمفردنا أمر ليس بمريح ابدًا خاصةً بعد تحدثه معي في جلسة  العلاج النفسي و لكن ليس لدي أمر آخر خاصةً  بعد ما استمعت صوت عواء جرو أشبه بـ الذئب و الساعة الآن على وشك الدخول في الواحدة لـ أنفيّ بـ رأسي سريعًا فكرة ذهابي معه شبه مستحيله كالبشري الأحمق الذي يذهب للفضاء بدون اكسجين و قولت بصوت جادي حازم و قد حاولت اكتساب الشجاعة:
- شكرًا اتفضل أنتَ...مش عايزه اعطلك و أنا هروح لوحدي

طبيبي المريض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن