دخلت دان المطار وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من التوتر والقلق فهي ولأول مرة في حياتها تفارق والدتها ولأول مرة ايضا تسافر لأي مكان خارج فرنسا والادهى من ذلك انها كانت اول تجربة لها لركوب الطائرة
حاولت ان تهدىء من روعها قليلا ولكن ذلك لم يمنع شرود ذهنها طوال مده جلوسها في المطار وانهاءها لاجراءات السفر
واخيرا اغلق الكاونتر وصعدت الى الطائرة لتنتظر اقلاعها وهي تنتفض من الرعب وعقلها يتذكر كل حوادث الطائرات التي سمعت بها من قبل
حاولت الاسترخاء على كرسي الطائرة فأغمضت عينيها وشعرت بالنعاس يداعب عينيها وفجأة سمعت صوتا رقيقا: من فضلك يا آنسه هذا مقعدي
فتحت دان عينيها لترى شابة جميلة تقريبا من نفس سنها تقف مبتسمة وهي تشير الى المقعد الذي تجلس عليه دان
اجابت دان بابتسامة خجولة: اه عذرا .. تعلمين .. اول رحلة لي واشعر بشيء من التوتر
ابتسمت الفتاة بدورها قائلة: لا تبالي، ماهو رقم مقعدك؟
دان: 77 جي
- حسنا انتي هنا واشارت على المقعد المجاور
فضحكت دان وهي تقول: حمدالله لم ابتعد كثيرا
وانتقلت لتجلس على مقعدها وجلست الفتاة بعدما وضعت حقيبتها في الخزانة العلوية وبدئا يتبادلان اطراف الحديث
الشابة: ما اسمك؟
دان: دانيل يمكنك مناداتي بدان وانتي؟
الشابة: كارل .. من اين انتي يا دان؟
دان: ديجون ..من هنا اعني
كارل: انا ايضا اسكن هنا مع ابي وامي وحصلت على منحة لجامعة اكسفورد لدراسه العلوم البيئية
دان لم تصدق اذنيها وقالت: حقا؟ .. انا اعيش مع امي هنا وحصلت ايضا علي منحة جامعية لدراسة الهندسة في اكسفورد
كارل اذهلها ما سمعته وقالت: حقا؟ هذا ما يسمونه صدفه خيرا من الف ميعاد
ابتسمت دان وتنهدت تنهيده ارتياح فقد شعرت انها ليست وحدها في الغربة وانها تعرفت على صديقة لها في نفس الجامعة مما جعلها تنسى التوتر والقلق ولم تلقي بالا للطائرة عندما بدأت تتحرك وترتفع في الهواء
وطوال الطريق تجاذبت دان وكارل اطراف الحديث وتقريبا كلا منهم عرفت تفاصيل حياة الاخرى وتعاهدوا ان يظلوا اصدقاء في الغربة وان يتقاسموا نفس الحجرة عندما يذهبون الى مجمع سكن الطالبات
ودون ان يشعرا بالوقت جاء صوت الطيار وهو ينبه المسافرين ان الطائرة ستهبط خلال خمسة دقائق
فسكتت كلا منهما واتبعو تعليمات السلامة حتى هبطت الطائرة بسلام فقامت كلا منهما بتفتح الخزانة ليخرجو حقائبهم وخرجوا من الطائرة سويا وهم مبتسمين ومستعدين لحياة جديده في لندن .
