يقف امام النيل يتطلع الى الليل البهيم فيه ، ذلك السواد الذي يكتنف الضفة الاخرى فيشعره بانه انعكاس لما بداخله من غيرة .. غضب .. وقهر لم يشعر به من قبلفهو رجل ليس كمثل الرجال وعاشق ليس كبقية العشاق ، هو رجل ذله قلبه وقهره عشقه ، هو عاشق مقهور .
اغمض عينيه بقوة مانعا نفسه من ذرف الدموع على كرامته الجريحة ، كبرياءه المهدر وقلبه النازف الما
لن ينسى ابدا اول مرة عيناه وقعت عليها ، خطفته من النظرة الاولى وحينها ظن انها تعمل بائعة في متجر لملابس الرجال ، تبتسم برقة وعيناها تدعوانه بإغواء صريح ، اتبعها مسيرا وليس مخيرا ، وتسوق من المتجر فقط لأنه سعد برفقة تلك الحسناء ، ليكتشف في النهاية انها ليست مجرد بائعة بل هي مالكة المتجر ، وعندما تملكه الذهول منحته ابتسامة متسعة ونظرات براقة وهي تهمس : سننتظرك دائما يا بك ، وكلما احتجت شيء ، تذكر ان يسرا لديها كل ما تحتاج اليه !!
زفر بقوة وهو يلعن ظنه الذي صور له انها خصته بمعاملة مختلفة عن البقية –فقط - لأنه اعجبها ، ولم يكن يعلم انها طريقتها المثلى في التعامل مع اي كائن حي من الجنس الذكوري !!
***
دلف الى إمبراطوريته براس مرفوع وهامة عالية ، يحظى باحترام الجميع رغم انوفهم ، احترام اكتسبه بشراسته في التعامل و بطشه حين الخطأ ، انه رجل جادي .. حازم .. لا يتهاون في حقه ، بعضهم ينعتونه بالماكر والبعض الاخر يقولون انه شرس ، ولكن الاغلبية يرون انه مستبد وديكتاتور لا يرى ابعد من انفه ولا يستمع الى احد .
حيا احدهم براسه وهو يفكر ولماذا يستمع اليهم اذا كان لديه عقل يفكر به ، زفر بقوة وهو يحي اخر كاد ان ينحى له اجلالا ليظنوا ما يشاؤون فهو لن يهتم ابدا .
فمن مثله لا يهتم .. لا يبالي .. لا يشغل راسه بمن هم اقل قيمة منه ، هو "عبد العزيز الشناوي " حفيد الشناوي باشا ، ابن عز بالمنشأ والمولد ، ممن يطلق عليهم ولد وفمه مطعم بالذهب، كبر وترعرع في كنف العائلة ، ولأنه الاكبر من بين الاحفاد الذكور ، اصبح من يملك زمام الامور ، رغم اعتراض الجميع الا انه استطاع خرس السنتهم جميعا ، فهو بارع في ادارة الاعمال واكثر من قادر على ادارة الأنفس .
شاب في ا واخر الثلاثينات ، وسيم .. بملامح حادة .. وذكاء متقد، يمتلك جسد رياضي مفتول العضلات وطول فارع ، انه شاب لا يوجد به غلطة واحدة ، لكنه ليس كاملا فعلاقاته متعددة و ذائعة الصيت ، فرغم جديته الساحقة نهارا ، هو لعوب عابث ليلا ، يهوي الفاتنات ويعشق الحسناوات ، لديه قواعد صارمة بالنسبة الى حياته تنهار كلها في الساعات الاولى من الليل لتعاد وتتجدد مع ساعات الصباح الاولى.
أنت تقرأ
نوفيلا .. عاشق مقهور
Romanceابتسمت بغنج وهي تقترب منه بتؤدة ، تحاول ان تحتوي غضبه المتدفق من حدقتيه تلمس طرف كتفه بأناملها وتهمس وعيناها تنطق بإغواء خاص بها : لا تغضب يا قلب ، الا تعلم مكانتك عندي ؟! سحب نفسا عميقا يحاول ان يسيطر على غضبه المتدفق بأوردته ، عقله يزار بقوة ولكن...