#ساعي_البريد
ولِدَ باسم في عائلةٍ فقيرة، وكان والده عمّار يعمل في صيد السمك ووالدته هبة تعمل مدبرة منزل لأحد أغنياء الضيعة، أما خواته ماري وإيليان يدرسون في المدرسة. وعندما أصبح في الثانية عشرة من عمره توفي والده غريقاً في البحر وهو يصطاد. عندها طرقت المسؤولية أبوابه وأصبح هو المسؤول عن أمِّه وخواته. فترك المدرسة وأصبح يتنقل من عملٍ إلى آخر، فتارةً كان يعمل في بيع الورد في الشارع، وتارةً يعمل في بيع المأكولات ليجني المال ويجلب الطعام لأهله.
بقي على هذه الحالة لسنوات، يرى رفاقه الذين درسوا معه يجتازون الصف تلو الآخر، أما هو تركها صغيراً وعندما يراهم يخرجون من المدرسة يجلس على أقرب مقعد ويبكي، فهو كان من الطلاب المتفوقين لكن الظروف أجبرته على حياةٍ أُخرى.
ذات يوم بينما كانت هبة في عملها في منزل منصور الهندي الذي كان يملك أراضٍ كبيرة مزروعة دوالي عنب ويملك معمل نبيذ مشهور في البلد، وبينما كانت هبة تنظف المنزل سمعته يقول لمدير المعمل: الوضع الإقتصادي في البلد أصبح في الحظيظ وعلينا تدارك الأمر، أريد حلّاً! فقال رواد (مدير المعمل): سيدي لدي حل مناسب. فقال منصور: ما هو؟ قل بسرعة. فقال رواد: هناك تاجرٌ كبير يأخذ منتوجات المصانع الكبيرة ويصدرها إلى الخارج. فقال منصور: وماذا ننتظر، فالنقابله ونعرض عليه بضاعتنا. فقال رواد: علينا أولاً يا سيدي أن نرسل له رسالة نطلب منه موعداً لمقابلته. فقال منصور: إذن فالتفعل! فقال رواد: سيدي نحن الآن في موسم القطاف وجميع العمال في البساتين. فقال منصور: وما العمل؟ فتدخلت هبة وقالت: عذراً يا سيدي أنا لم أقصد لكني سمعت حواركم ولدي إقتراح إذا سمحتم لي؟ فقال منصور: أتتنصتين علينا يا إمرأة؟ فقالت: لا يا سيدي أقسم أني سمعت كلامكم دون قصد. فقال رواد: منصور بيك إنتظر لو سمحت، ماذا عندكِ؟ فقالت: يا سيد رواد إذا كنتم تريدون أن تصل رسالتكم فلدي من يوصلها. فقال رواد: من هو؟ فقالت: ولدي باسم. فقال منصور: إبنكِ؟! قالت نعم يا سيدي. فقال رواد: سيدي هذا أفضل حل أضع الرسالة في ضرفٍ مختوم ونرسلها معه لذاك التاجر، ما رأيك؟ فقال منصور: إفعل ما تراه مناسب ولكن كن حذراً وحذره من أي خطأ، وإذا أتم المهمة أكرمه عند عودته. فقال رواد: أمرك سيدي وطلب من هبة أن تذهب وتنادي باسم.
فنفذت على الفور وذهبت. وبعد مرور بعض الوقت أتت ومعها إبنها وكان رواد قد كتب الرسالة. فقال له: ما أسمك؟ فقال باسم سيدي. فأكمل رواد: إسمع يا باسم سأعطيك عنوان شخص وعليك تسليمه هذه الرسالة، وإذا أوصلتها وعدت بالجواب سأكرمك. فرح باسم وقال: أنت تأمر يا سيدي وسأنطلق على الفور. أخذ الرسالة وبدأ برحلته وقطع المسافات حتى وصل إلى منزل ذلك التاجر وفقاً للعنوان الذي أعطاه إياه رواد. دخل الفيلا وأصبح ينظر حواليه ويقول: يا الله ما أجملها! حتى وصل إلى بابها فقرعه ففتحت الصانعة فقال لها: أريد مقابلة السيد علّام، فقالت: تفضل، ونادت سيدها. فقال علّام: من أنت؟ وماذا تريد؟ فقال باسم: سيدي لدي رسالةٌ من السيد منصور الهندي صاحب معمل النبيذ في ضيعتنا. فقال علّام: أعطني إياها. فسلمه باسم الرسالة، وعندما قرأها قال علّام: إسمع، عُدْ إلى سيدك وقل له أنني أنتظره غداً عند الرابعة مساءً في مكتبي. فقال باسم: عذراً سيدي لكن هل تكتب لي عنوان المكتب لأوصلها للسيد منصور؟ فقال: لا مانع وكتب العنوان في رسالة. فحملها باسم وعاد إلى الضيعة، وعند وصوله ركض نحو المعمل لمقابلة السيد رواد. فقال له رواد: أهلاً بباسم، قل لي ماذا حدث؟ فقال باسم: يريد مقابلة السيد منصور غداً في مكتبه والعنوان بهذه الرسالة. فأخذها رواد وقال له: ممتاز يا باسم تعال معي. وعند وصولهم إلى فيلا السيد منصور قال رواد: سيدي، السيد علّام ينتظرنا غداً الساعة الرابعة في مكتبه. فقال منصور: ممتاز. وأضاف: هل أكرمت باسم؟ فقال رواد: لا يا سيدي من فرحتي أردت أن أزُفَ إليك الخبر أولاً. فقال منصور: لا عليك إذهب وأعطيه حقّه. فقال رواد: إتبعني إلى المعمل يا باسم، فنفذ وتبعه. وعند وصولهم طلب من المحاسب أن يعطيه المبلغ الذي جهزه له. فأخذ باسم المال وخرج وبدأ يعد النقود، فلم يصدق كمية المال الذي حصل عليها، فركض إلى البيت وقال لأمه: أمي، أنظري أعطوني مالاً كثيراً. فقالت: هذا حقك يا بني، وأنا فخورة بك لأنك أوصلت الأمانة.
نظر إليها وصرخ وجدتها، وجدتها. فقالت هبة: وما هي التي وجدتها؟ فقال: وظيفتي الجديدة يا أمي. فقالت: وظيفتك الجديدة؟ وما هي؟ فقال باسم: نعم يا أمي، سأعمل ساعي بريد فوالله لن أجني هكذا مبلغ لو بقيت أعمل لأربعون يوماً في الشوارع. فقالت هبة: نعم إنها مهنةٌ جميلة وتجني الكثير من النقود، لكن كيف ستبدأ لتعرفك الناس؟ فقال: أولاً سأشتري غداً محفظة وثياب ساعي البريد، ثمَّ سأبتاع طاولة وأطبع كروتٍ بإسمي مع عنواني وأوزعها في كل المنطقة. فقالت: الله يرضى عليك ويوفقك يا بني. في اليوم التالي، إستيقظ باكراً، تناول فطوره وانطلق لينفذ خطته، أما هبة فجهزت بناتها وأرسلتهم إلى المدرسة وذهبت إلى عملها وعند وصولها جهزت القهوة لمنصور وزوجته، وعندما جلبتها قال منصور: أهنؤك يا هبة بباسم، فلقد أصبتِ الإختيار. فقالت: شكراً سيدي فأنا وباسم بخدمتكم، وإذا أردتم إرسال أي شيء فهو حاضر يا سيدي. فقال: شكراً لكم. وبعد مرور ساعات إبتاع باسم جميع الأغراض، وأخذ البطاقات من المطبعة وبدأ بتوزيعها على منازل أهل الضيعة. وعند الساعة الرابعة إلتقى منصور ورواد بعلّام في مكتبه واتفقوا بأن يصدر النبيذ إلى الخارج مقابل مادي توافقوا عليه. فعادوا إلى الضيعة والفرحة تملأ قلب منصور. مرّت الأيام وأصبحت الناس ترسل كل ما يريدون من رسائل وأغراض مع باسم، وأصبح هو يجني الأرباح.
إلى أن وصل إلى ذلك اليوم المشؤوم، إلتقى به رجلٌ كبير من الضيعة المجاورة وقال له: يا بني لدي هذه الحقيبة وبداخلها مئتي ألف دولار وأريدك أن توصلها إلى المدينة إلى السيد فاروق الهاوي صاحب معمل الهاوي لإنتاج المواد الغذائية، وسأعطيك ألف دولار مقابل ذلك، فوافق على عرضه وأخذها. لكن الذي لم يكن يحسب له أن جاره في الحي سمع كلامهم وأغراه المبلغ الذي في الحقيبة، فانتظر حتى المساء ودخل منزل باسم وسرقها.
في اليوم الذي بعده، استيقظ باسم لتوصيل الأمانة لصاحبها، فتح دولاب ملابسه ليأخذها فلم يجدها، فأصبح يفتش في جميع أرجاء الغرفة عليها ولكن دون جدوى. خرج من الغرفة وصرخ لأمه وقال: هل رأيتي أي حقيبة في غرفتي؟ فقالت: لا يا بني، أي حقيبة؟ فأصبح يولول ويصرخ ويقول: اخترب بيتي، اخترب بيتي ويبكي. فقالت له هبة: يا بني قل لي ما قصة هذه الحقيبة؟ فقال: يا أمي فيها مبلغ كبير من المال وعلي إيصاله إلى المدينة، وإن لم أجدها انتهت حياتي. فقالت له: لا تقلق يا بني أنا سأفتش معك عليها، وفعلوا ذلك حتى مرّ الوقت ولا أملٌ يُرجى. فقالت أمه: يا بني إذهب إلى صاحب الحقيبة وأخبره بما حدث، علّه يساعدك على إيجادها. فقال لها: يا أمي كيف سأخبره، لن يصدقني وسيتهمني بها. فردّت عليه: الله موجود يا بني ولن يتركك، إذهب وقل بصدق ما حدث وتوكل على الله. وهذا ما فعله، وعندما وصل إلى صاحبها قال له: صباح الخير سيدي. فرد عليه السلام وقال: هل أوصلت الحقيبة؟ فقال: صراحةً يا سيدي حدث معي أمر وأريدك أن تسمعني. فاستغرب وقال: أمر ماذا؟ وماذا جرى للحقيبة؟ قال باسم: سيدي عندما أعطيتني إياها البارحة، أخذتها ووضعتها في غرفتي لآخذها اليوم إلى العنوان الذي أعطيتني إياه، وعندما استيقظت اليوم، جهزت نفسي للإنطلاق وعندما فتحت خزانتي لم أجد الحقيبة. فقال الرجل: لم تجدها؟ إلى أين ذهبت بها؟ سرقت النقود وأتيتَ إلي لتخترع قصة لا يصدقها إنسان؟ أنظر لديك ساعتين إما أن تعيد لي الحقيبة أو توصلها للعنوان دون مقابل وإلا سترى شيئاً لم تراه في حياتك. فقال باسم: أقسم بالله سيدي أنّي لا أكذب، ولا أعلم أين ذهبت الحقيبة، أقسم بشرفي سيدي. فقال لا تقسم ولا شيء، نفذ ما قلته لك ولا تناور. وعندما أصرّ باسم على ما حدث وكانت هي الحقيقة، فلم يصدقه الرجل واتصل بالشرطة، ومشكلة باسم أنّ رئيس المغفر صديق هذا الرجل وكان دائماً يستلم منه الهداية. بعدها أتت الشرطة واعتقلوا باسم واقتادوه إلى السجن.
أما ناجي جار باسم أخرج الأموال من الحقيبة وطمرها في أرضهم المجاورة للمنزل، وذهب إلى المتجر وابتاع حقيبةٌ جديدة كالتي كانت بها النقود. وقرّر أن يصرفهم رويداً رويداً كي لا يشك به أحد من أهل الضيعة. أما هبة عندما سمعت بما حدث لإبنها توجهت إلى منزل السيد منصور وركعت عند رجليه وقالت: أرجوك يا سيدي أخذوا إبني باسم إلى السجن وهو مظلوم. فقال لها: قومي على رجليك واجلسي وأخبريني بما حصل. فروت لهما القصة فقالت السيدة مريم: لا تقلقي يا أم باسم فأنتِ تعملين لدينا منذ زمن ونعلم كيف هي تربيتك، لذا منصور سيساعدك إهدأي. فاتصل منصور بمحامي المعمل وطلب منه القدوم فوراً. وعندما أتى روت له هبة بما جرى مع باسم فقال: لا تقلقي، أنا سأذهب إلى المغفر وسأتوكل بالقضية. فقال له منصور: أبذل كل جهدك لإخلاء سبيله. انطلق المحامي وعند وصوله طلب مقابلة موكله، وعندما سمع من باسم القصة وتأكدّ من برائته، ذهب مروان إلى رئيس المغفر وأخبره ببراءة باسم. فقال الرئيس: هذا عملنا أيها المحامي ونحن سنعلم إن كان بريء أو لا من خلال التحقيق. وبعد ساعة بدأ التحقيق مع باسم بأشد أنواع التعذيب، ولكنه بقي على موقفه الذي هو الحقيقة.
مرّت الأيام وأسبوعٌ يذهب وأسبوعٌ يأتي، ولا شيء جديد في القضية. إلى أن أتى يومٌ قرّر أبو ناجي أن يفلح الأرض ليزرعها، فطلب من أبو ماجد فلّاح الضيعة بأن يفلحها فقال له أبو ماجد: على الرحب والسعة يا أبو ناجي، عداً إن شاء الله أذهب إليك وأباشر بعملي. في اليوم التالي وبينما كان أبو ماجد يفلح وإذا بشيءٍ يعلّق في السكة فأوقف الجرار الزراعي ونزل عنه ليرى ما هذا الشيء. فنظر ورأى حقيبة فتذكّر القضية وكان متعاطفاً مع باسم فوالده صديقه. فأخذها وانطلق نحو المغفر وقال: سيدي وأنا أفلح بأرض أبو ناجي وجدت هذه الحقيبة فجلبتها إليكم علّها تساعدكم بالتحقيق. فأرسل رئيس المغفر دورية لتجلب أبو ناجي من منزله، وعند وصولهم طلبوا منه مرافقتهم إلى المغفر، وكان ناجي قادم من مشواره فرآهم يقتادون والده فتبعهم. فقال أبو عنان (رئيس المغفر): قل يا أبو ناجي لمن هذه الحقيبة فدخل ناجي المكتب وقال: هذه لي سيدي. فقال أبو عنان: ومن أنت؟ فردّ أنا ناجي وهذا والدي. فأكمل الرئيس وقال: إذا كانت لك لماذا دفنتها في الحقل؟ قال ناجي: أنا لم أدفنها سيدي، أصبحت قديمة فرميتها في الحقل وذهبت لأبو يامن واشتريت من عنده حقيبةً جديدة مثلها ويمكنكم أن تسألوه. وهذا ما حدث أرسل أحد العناصر لأبو يامن واستوضحوا الأمر، وعندما عاد بالجواب أخلى سبيلهم. وبعد ساعة قدم مروان إلى المغفر ليطّلع على أي جديد فأخبره أبو عنان بالحقيبة فطلب منه أن يرسل وراء السيد حسام ويريه الحقيبة للتأكد، كما طلب منه أن يعيد جلب ناجي بما أنه صاحب الحقيبة للمواجهة. وبعد مرور نصف ساعة، قدم حسام ( صاحب الحقيبة) وناجي إلى المغفر. فقال أبو عنان: يا سيد حسام هذا الشاب ناجي قال لنا أن هذه الحقيبة له وهذا بعدما وجدها أبو ماجد الفلّاح في أرض أبو ناجي. أنظر إليها، فتفاجأ حسام وقال: هذه هي يا أبو عنان، هذه الحقيبة التي وضعت بها نقودي. فقال ناجي: لا هذه كانت عندي وأنا رميتها لأنها أصبحت قديمة وابتعت واحدة جديدة والسيد أبو عنان تأكد من الموضوع. فتدخل المحامي مروان وقال: يا سيد أبو عنان إذا أُثبت أن هذه الحقيبة للسيد حسام هذا يعني أننا وجدنا السارق، أما إن لم تكن له فأرجو الإكمال بالتحقيق. وأكمل وسأل حسام: هل لديك إثباتٌ أنّ هذه لك؟ فقال: نعم! لدي إثبات. فأنا وضعتُ في المخبأ السري للحقيبة بطاقةً بإسمي كي أتعرف عليها عندما تصل إلى السيد فاروق الهاوي. فأمر أبو عنان بفتح المخبأ السري ووجدوا البطاقة، عندها تغيّر لون وجه ناجي الذي هو السارق الحقيقي. فقال مروان: ها قد تأكدنا من الحقيبة يا سيد أبو عنان والآن يجب على ناجي أن يخبرنا عن مكان النقود، وإخلاء سبيل باسم. فسأل أبو عنان ناجي عن مكانهم لكنه أنكر أنه من سرقهم، فأمر أبو عنان العناصر بأن يأخذوه إلى السجن والتحقيق معه لمعرفة مكان المال. وطلب منهم إخلاء سبيل باسم بعدما تأكدت براءته. فنفذوا على الفور، وبعد إنتظار في المغفر وبعدما ذاق ناجي أشدّ عذاب اعترف بكل شيء ودلهم على مكان النقود.
إنطلقوا جميعاً إلى منزل أبو ناجي ودخل أبو عنان غرفته وجلب النقود وقال لحسام: سيد حسام هذه هي أموالك، وأعلن أنّ باسم كان مظلوم أمام كل أهل الضيعة. فشكره حسام والتفت لباسم وقال: عذراً يا بني لم أكن أصدقك ولكن الحمدالله اليوم ظهر الحق وأثبِتت براءتك، فأرجو أن تقبل مني هذا التعويض البسيط. فأخذ خمسون ألف دولار من الأموال وأعطاهم لباسم، فشكره وقال: سيدي أنا أقسمت لك من البداية أنني لست المذنب ولكنك لم تسمعني، وها أتى اليوم الذي تأكدت به بنفسك، شكراً لك. ثم شكر السيد مروان عن توكله بالقضية. وعندما انتهوا أقام السيد منصور حفل عشاء على شرف باسم وأهداه مكتب بريد وقال: يا بني يا باسم منذ الغد يمكنك أن توظف عمال ليساعدوك في مكتبك الجديد. فشكره باسم وهبة على هذه الهدية.
بعدها مرّت السنوات وأصبح باسم صاحب أكبر شركة بريد في البلد، وتغيرت حياته وحياة عائلته فغيروا منزلهم وأصبحوا من الناس الأرستقراطيين في الضيعة، وصار باسم رجل أعمال كبير.الكاتب وليد بحمد
YOU ARE READING
ساعي البريد
Randomتتحدث القصة عن شاب أصبح يعمل كساعي بريد وظلمته الدنيا عندما اتهم زوراً بالسرقة وبعدها ضهرت برائته تتابعون أحداثها في الرواية