البارت السادس

1.7K 38 7
                                    

رواية خفايا القلوب
بقلم/مريم مصطفى
البارت السادس

صرخات متتالية وهى تبكى بحسرة على ابنتها
:يابت بطة فوجى يالهووووواى ظلت تصرخ بحدة
تجمع على صوتها جميع من بالمنزل
الحاج:في اي يارحمة
صرخت رحمة وهي تشير اتجاه ابنتها الراقدة على الفراش:البت من الصبح مفاجتش وبتنزف
هب عبدالله الواقف وهو يري صدمة أخيه وأبيه:لي اي اللى حصلها
نظرت فاطمة بخزى وهي تفرك في يديها بخوف شديد:أصل أصل
مصطفى بعصبية وقلق ينهشه:أصل اي يارحمة عملتى اي في البت
هبت صباح بحدة:عملنا زي مابنعمل في كل البنته وزي مالدين آمرنا يكش بس بت رحمة هي اللى خرعة
رجفة احتلت أجسادهم فلم يأمرنا الدين يوما بأن نقتل البراءة ولم يفرضها علينا ولو كانت فرضا كان سيفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام لبناته
صاح الحاج عبدالقادر بقوة قاطعا هذا الصمت:ابعت جيب داكتور ياعبدالله بسرعة
قاطعه صوت رحمة الصارخ بشدة:يالهووووواى ياخراب بيتى البت جطعت النفس ياحبيبتى يابنتى يالهوى عليا وأخذت تصفع وجنتيها بشدة تبكى شعور الذنب بداخلها يقتلها على مااقترفته في حق ابنتها
صاح الحاج مرة أخرى:بسرعة ياولدى
&&&&&&&&&&&&&
بينما في القاهرة
تقف أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها من مساحيق التجميل التى زادت من جمالها تأملت نفسها في هذا الفستان الأسود وحجابها باللون النبيتى وحذاء بكعب من نفس لونه ووضعت أحمر شفاه بلون الحجاب والحذاء
فتحت باب الغرفة لتجده يقف ينتظرها وهو ينظر في ساعته
عبدالرحمن بصدمة:اي اللى انتى حطاه دا
روان ببرود:حاطه اي
عبدالرحمن بغضب وهو يضغط على يديه:بلاش برودك دا ومتستفزنيش اتفضلى امسحى القرف اللى على وشك دا وخلينا نخلص بدل قسما عظما مانخرج خالص
نظرت له بخنق وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ذهبت للغرفة لتزيل مستحضرات التجميل وهى تلعنه في سرها فاهى ارادت ان تظهر معه بصورة تشرفه وتجعله يتباهى بها
&&&&&&
وقف الطبيب ينظر إليهم بأسي بعد أن انتهى من فحصها
:شدو حيلكم
عبدالله بصدمة:هي حصلها اى يادكتور
الطبيب:سيولة في الدم بسبب إن العملية اتعملت بجهل وللأسف أنا مضطر أقدم بلاغ لأن دى جريمة بيعاقب عليها القانون
صرخت بعنف تصفع وجنتيها بشدة بعد كلمات الطبيب:يالهوى انا اللى موتك بإيدى يابنتى انا اللى عملت فيكى كدا منك لله ياصباح منك لله أشوف فيكى يوم انتى السبب في اللى حصل لبنتى اه ياجلب أمك اه
ظلت تصرخ بعنف
وقف مصطفى لايستطيع تصديق مايحدث فاابنته وحبيبته وفلذة كبده لن يراها مرة أخرى لينظر إلى أمها بغضب شديد ذهب اليها وهو يجذبها من شعرها بعنف:انتى السبب انتى السبب امشي من هنا مش عايز اشوف وشك تانى
كادت أن ترد عليه ولكن لايوجد ماتقوله فاهو عنده جميع الحقوق
لتصرخ هذه المرة أقوى وهى تنادى بإسمها لعلها تجيب اشتاقت لصوتها وهى تنادى عليها أخذت تهتف بعصبية:يارب ليه مااخدتنيش جبل مااعمل اللى عملته دا يارب منك لله ياصباح
صاحت بها نهال بقوة:ماتلمى نفسك وأمى عملتلك اى هي غلطانة يعنى عشان خافت على بتك
نكزتها صباح لتصمت
اقتربت سعاد من رحمة الملقاة على الأرض تنتحب بشدة:شدى حيلك
&&&&&&&&&&
أخذ هاتفها بالرنين اثناء عودتها بالسيارة
عبدالرحمن وهو يشير إلى هاتفها:ردى
روان:دا بابا تلاقيه عايز يتطمن علينا لما أروح هكلمه
ولكن رن الهاتف مرة أخرى
عبدالرحمن بشك:لا ردى اكيد فيه حاجة مهمة
ردت على الهاتف
روان:ايوا يابابا
عبدالله:روان تعالو البلد بسرعة
روان بقلق من صوت والدها:خير يابابا مال صوتك
عبدالله:بطة بنت عمك في ذمة الله
روان بصدمة:اي امتى وازاى
عبدالله:لما تيجى هفهمك كل حاجة أهم حاجة بكرا الصبح تبقو هنا عشان الدفنة بكرا
روان:حاضر
عبدالرحمن بخوف من هيئتها:في اي
روان وقد تغلبت دمعاتها لتسقط وهى تردد:إن لله وإن اليه لراجعون
عبدالرحمن:مين اللى مات
روان:بطة بنت عمو مصطفى
عبدالرحمن بصدمة:البت الصغيرة
روان:اه لتزيد دموعها بالهطول وهى لاتعلم ماحدث فابمجرد تخيلها للموت يصيبها الهلع من فقدان من بحياتها
جذبها لاحضانه وهو يمرر يديه على ظهرها لعلها تهدأ وهو يهدهدها بكلمات لعله ينسيها مايحدث لها:خلاص دا قضاء ربنا واهى راحت للأحسن مننا كلنا
حتى هدأت تماما وأكملو طريقهم في العودة للمنزل
عبدالرحمن:حضري شنطتك عشان هنسافر بعد الفجر
روان بهدوء:حاضر
اقترب منها وهو يمسك بيديها:متزعليش مبيهونش عليا اشوفك زعلانه كدا
روان وقد تجمعت الدموع بعينيها:صعبان عليا أمها وأبوها أوى وهى كمان حبيبتى دى لسه طفلة عندها سبع سنين وأكيد طنط رحمة هتموت عليها وعمو مصطفى روحه كانت فيها
عبدالرحمن:دا قاء ربنا ياروان وأكيد اللى ربنا بيعمله هو الأحسن لينا ربنا يرحمها ويغفرلها
روان:اللهم امين انا هدخل احضر الشنط
عبدالرحمن:تمام
&&&&&&&&&&
وصلوا إلى منزل عائلة السباعى
دلفت روان وخلفها عبدالرحمن ليجدو نساء البلد جميعها هنا وزوجة عمها وبناتها يجلسون وحولهم مجموعة من النساء يتسامرون بلامبالاة لوضعهم وجدت رحمة تجلس فى ركن بعيد دموعها تهطل دون صوت وحولها سيدات يحاولون مواساتها اقتربت روان منها وهى تتألم لرؤيتها بهذا المنظر تتذكر وفاة والدتها وتلك الليلة المؤلمة لوفاتها اقتربت منها بسرعة وهى تنظر لها بحزن
روان:شدى حيلك مينفعش تبقي كدا
أنهت كلماتها وهى تحتضنها لعلها تستطيع التخفيف عنها
اطلقت رحمة العنان لصرخاتها والدموع بعينيها تجرى بلا توقف حاولت روان أن تجعلها تصمت ولكن هاهى تأتى اللحظة لحظة الوداع الدائم، ذهاب بلا عودة
هبطو بالتابوت محمل بجسد الصغيرة بداخله يحمله والدها وعبدالحميد وعبدالله وأحد أخوات أمها
صرخت رحمة تحاول الوصول إليهم:سيبوها شوية والنبى سيبوها متخلوهاش تمشي دلوقتى اقتربت من الحاج عبدالقادر الواقف بجمود يتطلع لما يحدث بعيون متألمة ولكن سيبقي قويا يجب أن يبقي قويا انحنت رحمة على أقدامه تمسكها بشدة:ابوس رجلك خليهم يسيبوها شوية مش عيزاها تمشي
أمسكتها إحدى السيدات بقوة بينما ذهب الرجال لإتمام الدفن وهى تبكى بشدة
********
بينما هناك من تقف تتذكر هذا المشهد جيدا كما لو كان أمس
:ماما والنبى ياماما ردى عليا متسبنيش ياماما ياماما
جاء صوت والدها من خلفها:خلاص ياروان لازم تطلعى مفيش وقت
روان بصراخ:متقولش كدا هي بتهزر معانا اصلا تلاقيها نايمة وعاملة مقلب فينا بس بس هي بتهزر تمشي فين بس يلا ياماما بقى قومى
*******
ضربتها هذه الذكرة المؤلمة بشدة وهى تتذكر كل ماحدث مواقفهم سويا تشعر بقلب رحمة الممزق لفراق حبيبتها فاهى أيضا مرت بفراق الأحباء
&&&&&&&
بينما المنزل تعلو فيه أصوات القرءان الكريم هناك من تقف بغرفتها تصرخ تتمنى لو يتوقف هذا الصوت
ليخرج صوتا قويا منها:اجفلو البتاع دا أها يادماغى أخذت تتقلب في الأرض يمينا ويسارا ليبتعد هذا الصوت عنها لتصرخ مرة أخرى :اجفلووو مش طايجة أسمعه ااااااه
&&&&&&
طبعا انا اتأخرت لأن البارت اتكتب زي النهاردة واتحذف فاانا بعتذر جدا وكمان نفسي اتسدت عن الكتابة البارت دا كتبته وانا بعيط من المشاهد اللى فيه وأخيرا

قراءة ممتعه ومستنياكم تخمنو مين اللى مكنتش طايقة تسمع صوت القرءان دى🙂
منتظرة رأيكم😘♥️

رواية خفايا القلوب بقلم/مريم مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن