فسح لها مجالاً للذهاب لتلتفت و تعابير الوجه لم تتغير فتسير مسندة جسدها على الحائط لكن قواها قد خارت
لتبدأ بالنحيب بصوت مرتفع فهرع الآخر نحوها مسرعاً مسلماً إياها كفه بهدف مساعدتها،لتمد يدها بتردد ممسكة به ليعيدها لحالها جسد هزل مستقيم و وجه منتفخ
"هل أنتِ بخير"
"شكراً لكَ"
أردفت بهذه الجملة و همَّت ذاهبة لكنها توقفت بسبب أقدامه التي كانت تسير على مسارها
"ألن تتركني أم ماذا؟!"
لكنه لم يهتم بما قالت فضميره كان يأنبه رغم أنه انتقم مما سببته له سابقاً ليلف ذراعيه حول جسدها و يضمها نحو صدره مردفاً بندم
"أنا آسف لم أكن أعلم أن هذا سيحصل"
فشعر بارتجاف جسدها داخله لترفع يديها مبعدة جسده بخفة و تنطق بخفوت
"لا...لا بأس لكن لا تقترب مني رجاءً"
"حسناً لن أفعل لكن دعيني أوصلك حتى اطمئن عليكِ"
كانت ستحاول الرفض لكنه سحبها نحو دراجته طالباً منها الجلوس فوجد أنها تواجه صعوبة بذلك نظراً لارتدائها تنورة تصل لأعلى ركبتيها فابتسم بخفة ليقترب واضعاً يده حول كتفيها و يده الأخرى أسفل فخذها حاملاً جسدها و وضعها على الدراجة ليجلس بمكانه أمامها و يضع خوذته مديراً المحرك مستعداً للانطلاق لكن قبل ذلك استدار لها طالباً
"تمسكي بي كي لا تسقطي"
وجد أنها مترددة من فعل ذلك ليطمئن إياها رادفاً
"لا تقلقِ أخبرتك لن أفعل لكِ شيئاً"
اطمأنت قليلاً لتلف يديها حول خصره و تستند برأسها على ظهره،أوصلها لوجهتها لتنزل بهدوء و لسانها لم يخرج من فمها كل الطريق لتسير و مع كل خطوة تستدير لتلقي نظرة على من ينتظرها حتى تدخل.
مضى اليوم و انتهى الدوام و حان وقت العودة للمنزل و أثناء خروجها فوجأت بوجوده أمام الجامعة يبدو بأنه ينتظرها
ليلوح لها بيده و كأنه يقول "هيا تعالي أنا هنا"
لتأخذها قدميها نحوه لا إرادياً
"ماذا؟!"
"هيا لأوصلك أعلم أنك متعبة"
"لا...لا أريد شكراً لست كذلك"
كانت على وشك الرحيل لكنه أردف بصوت خشن اخافتها
"اصعدي ولا تعاندي"
لتنظر له بقلة حيلة و تصعد غصباً عنها لينطلقوا متجهين نحو المنزل لكن في طريقهم حاول كسر حاجز الصمت بقوله "هل تناولت غدائكِ اليوم"
لكن لم يحصل على رد ليعيد التكلم "ألا تسمعينني؟!"
لكنه أيضاً لم يحصل على رد لينظر للمرآة الجانبية فرأى ذلك الملاك المستند على ظهره و تغط بنوم عميق و شعرها يتطاير على وجهها اللطيف،ليردف بابتسامة تزين وجهه "ألم تقولي أنك لست متعبة"
وصل بها نحو منزلها لينزل بهدوء و يحضن جسدها بسرعة خوفاً من سقوطها نظراً بأنها كانت تستند عليه
حملها نحو الداخل ليبحث عن غرفتها فوضعها على السرير بهدوء و خرج بملل يبحث عن شيء يفعله بينما تستيقظ ليلمح هاتفها الذي كان في حقيبتها فالتقطه و بدأ يتصفح صورها و مع كل صورة ابتسامة صغيرة ترافق وجهه بسبب جمالها الخاطف و اللطيف
ليمر الوقت و يغفو و هو على نغس الوضعية.
حل الصباح معلناً عن قدوم يومٍ جديد بأحداثٍ جديدة
استيقظت جميلتنا و هي تنظر حولها باستغراب فهي لا تذكر أنها غفت في منزلها لكنها تجاهلت الأمر فنهضت و اغتسلت لترتدي قميصاً صوفياً طويلاً يصل لركبتيها و تنزل بغية تناول شيء يسد جوعها لكنها انصدمت بوجود ذلك الوسيم يتوسد الأريكة و بيده هاتفها فهرولت نحوه و سحبته من يده بهدوء كي لا يستيقظ
نظرت لوجههلثوانٍ و كم كان مظهره لطيفاً و مثيراً بنفس الوقت،امتدت يدها نحوه بتردد لتلامس فكه الحاد و تمررها عليه ليقاطعها فتح عينيه مما جعلها ترتد للخلف بفزع و تتصنم مكانها لكن هنالك من استغل هذا التوتر و أردف بغرور مصطنع "هل أنا وسيم لهذه الدرجة"
أما الأخرى فشعرت بالحرج الشديد و حاولت تغيير الوضع بقدر ما أمكن قائلة
"صباح الخير...هل سترحل أم ستتناول طعام الفطور هنا"
بينما هو يتمدد غير مبالي بكلامها و شعره المبعثر عنوان إثارته و عينيه الشبه مفتوحة تجسد معنى اللطافة
تكلم و النعاس يغلب غلى صوته "هل تسمحين لي بسؤالك"
وضعت ما بيدها على طاولة الطعام و رفعت نظرها نحوه فهي تعلم ما يدور برأسه "ماذا؟!"
"مالذي حصل لك عند ذلك الزقاق و ضعك أشعرني بالذعر"
أشاحت بناظرها عنه للجهة الأخرى مبتسمة بألم مجيبة إياه
"هذه مسألة شخصية بماذا ستفيدك أنت؟"
لكنه نفى ما قالته و بقي يصر عليها حتى نفذ صبرها و تكلمت
كانت عندها تجلس بجانبه و نظره يخترق تلك اللوحة التي أمامه أما هي تنظر لكل الأرجاء متفادية إياه تتكلم بغصة مؤلمة تجتاح حنجرتها
"كنت عندها في سن السادسة والدي متوفى و أعيش مع والدتي،فجأة في أحد الأيام اقتحم منزلنا مجموعة رجال ضخام البنية قاموا بتقيدي بأحد الكراسي و اغتصبوا والدتي أمامي و بعد أن انتهوا من عملهم القذر قتلوها و قيدوها بجانبس و رحلوا تاركين في داخلي سكاكين تجرحني و تنغرس بأعضائي عند اقتراب الجنس الآخر مني و منذ ذلك الوقت...."
صمتت بغية مقاومة الدموع التي أغرقت مقلتيها لكن ألمها كان أكبر من ذلك لينطق الآخر مشفقاً على حالها
"كفى...لقد فهمت"
أخذ نفس عميق بغية إعادة القوة لقلبة و إعادة من أمامه بنفس تلك القوة ليمسك بفكها الصغير مديراً إياه نحوه فتقابلت عينيهما
"إن القدر جمعني بكِ بطريقة سيئة و زرع العداوة بيني و بينك منذ أول لحظة لكن هنالك زهور زُرعت أيضاً جعلتنا نتعمق بعلاقتنا و نعرف بعضنا أكثر و أنا هنا اقسم لكِ بأنني سأفتح لك بستانً آخر مليئاً بالزهور و صفحة بيضاء بعيدة عن كل هذا العالم سأكون فيها ملاكك الحارس الذي يحميكي و يعيدك لما كنت عليه
مد يده و الثقة كانت عنوان كلماته قائلاً
"هل تثقين بي؟"
لم تستطع الكذب على نفسها فتلك الكلمات كانت كافية لاغلاق فراغات حياتها بالكامل و شعرت بلمسة الصدق بكل حرف تطاير من لسانه لتضع يدها بيده بلا وعي مستسلمة بابتسامة عريضة أظهرت اصطفاف اللؤلؤ خاصتها،لكن الفرحة لم تكن ملكاً لها فقط بل الآخر الذي زاوية شفتيه كادت أن تصل لأذنيه بعد أن حصل على ثقة من أحبها بصدق ليحاول المحافظة على هدوءه بقوله
"لن أخذلك يا...."
>[عذراء الشفاه]<
ضحكت الأخرى بصوت رنان على ما قاله متحدثة بابتسامة
"لقد أحببت اللقب...لكن...لطالما تمنيت تجربتها"
"لن أقوم بشيء حتى تشفي و شفاهي ستكون جاهزة"غمزها في نهاية كلامه فضربت صدره بيدها خجلة ليقهقه عليها بخفة.
و هنا قد بدأت قصة حب جديدة كان عنوانها الخوف لن أقول النهاية لأنها البداية لهما.
//Lili//

أنت تقرأ
𝗩𝗶𝗿𝗴𝗶𝗻 𝗟𝗶𝗽𝘀||عَذرَاءُ الشِّفَاهِ
Romanceهذا وانشوت يتحدث عن قصة فتاة تعيش في رهاب لا تستطيع التخلي عنه بسبب ضعفها و ذلك الفتى الطائش الذي يحب الإستمتاع و عدم الإكتراث. فكيف سيلتقيان؟! و مالذي سيحدث معهما؟!