عصفت نسمات الشتاء بقوة تلفح الأرجاء برودةً مع بعثرة شعر تلك الصغيرة التي تكافحها مغلقة عينيها ما أن توقفت للحظة حتى رفعت يدها من معطفها معدلة فروة راسها-يا الاهي البرد شديد حقا!
نظرت بحزن لاوراق الشجر المنثورة على ارضية الرصيف تنهدت بثقل هي لا تنكر انها اشتاقت كثيرا لاوسامو أسبوعين قد مرى ولم تره ولا حتى راسلته حتى أنه لم يحضر الفصل اليوم بعد عودتهم من مخيم التدريب والسبب مجهول كونها قررت الا تسأل
هي الان تسير عائدة للبيت بعدما رفضت مرافقة أران واتسومو لها فهما في راحة اليوم من نشاطات النادي
إشتقت لكْ!
تمتمت بنبرة حزينة لترفع نظرها للأعلى حينما لمحت زوجا حداءا لشخص يقف قبالتهامرارا تحاول منع الابتسامة من الظهور على وجهها لكن محاولاتها جميعا باءت بالفشل بمجرد رؤيتها له يبتسم ناحيتها
-رين تشان!
همس بهدوء لتعض شفتيها مانعة نفسها من البكاء-اهلا بعودتك سامو !
تحدثت بفرح لتتسع ابتسامته الا أن هبوب الرياح القوية افسد سلام اللحظة بينهما
سرت رعشة بجسدها أثر شعورها بالبرد ليقترب الآخر منها
شعرت بشيء يلتف حول رقبتها لتفتح عيناها عليه يلبسها وشاحه الرمادي-قد تمرضين أن اهملت نفسك!
همس بالقرب من وجهها لتتسارع نبضات قلبها بعنف
-شكرا!
شكرته بخجل ليبتسم برضى مبتعدا عنها قليلا واضعا يديه بجيوب بنطاله
-لم أرك اليوم بالفصل!
استفسرت بفضول بعدما لاحظت الصمت الذي طال بينهماابتسم ليربت على راسها متحدثا
-فقط لم ارد العودة للمدرسة لكنني لم أستطيع عدم المجيء لرؤيتكبتردد اجابها رافعا كفه خلف راسه ينظر بعيدا عنها
هيا سأوصلك بطريقي إلى منزلك!
اقترح لتوافق موميءة له بإبتسامة صادقةطوال الطريق كانا صامتين يختلسان النظر لبعض خفية في كل مرة تغيب انظار احدهما عن الآخر حتى غاية أن وصلا لمنزل رين
-شكرا لك!
احنت راسها شاكرة لينفي بيده كانت سترحل باتجاه بيتها لكنه امسكها لتنظر ناحيته باستفسار
نظر هو بالارجاء قليلا متوترا بعدما ترك دراعها بلطف-هل من خطب سامو!
بمجرد سماع نبرة صوتها الهادئة حتى استعاد رباطة جأشه
-رين تشان أنتِ لست مزعجة بالنسبة لي.
بنفس واحد اخرج جملته مغلقا عيناه بتوتر وما أن انتهى قابل وجهها ذو الملامح الهادئة الذي اعتلته الصدمة