إذا كنت تسعى إلى الحرية، يجب أن ينهار عالمك قبلهاانا اكرّس تقدمي، لأواصل التقدم نحو هذا الطريق المظلم، لأرى الجنة تلوح لي..
-
857
نسمة ريح خفيفة تجرف معها أوراق الشجر المتساقطة ،يصاحبها صوت حفيف وسط مرجٍ أخضر ،منطلقة نحو فتاة تجلس وحيدة، متّكئة على شجرة ،ممسكةً بوشاحها الأحمر وكأنها تستمد منه العطف والدفئ..تجري نحوها طفلة صغيرة بالكاد تستطيع المشي
"امي"تنظر إليها فتاتنا ذات الوشاح وبكل حب تحملها إلى حضنها وتبدأ بالهمهمة بتهويدة هادئة بهدوء هذا المكان..
"كم يستطيع المرء أن يعيش بشوقٍ مما حلمَ به في طفولته؟
أعِد تلك الفصول اللتي انقضت منذ ذلك اليوم،
بحرارةٍ يلتف حول عنقي المرتجفة،
كم هي المدة اللتي استطيع الصمود بها في ذلك البرد؟"لم تستطع حبس دموعها وبدأت تهطل كالمطر؛
نظرت إليها طفلتها بأعين بريئة متعجبة من بكاء والدتها المفاجئ، أمسكت وجهها بأناملها الصغيرة،
ثم بدأت بمسح حبات اللؤلؤ من أعينها"أمي، لماذا تبكين؟"
سألت متعجبةاجابتها بصوتٍ مبحوح
"هذه التهويدة تذكرني بأشياء قديمة فقط، لا تشغلين بالك بي"ابتسمت بتثاقل ثم اردفت
"الستِ جائعة؟ سأحضر لكِ اكلتك المفضلة"حملتها ودخلت بها إلى كوخٍ صغير على مقربةٍ من تلك الشجرة
في مساء تلك الليلة، يُطرق باب الكوخ، لتهلّم مسرعة إليه وتفتحه، دخلت فتاة بملابس ريفية بشعرٍ اشقر طويل وعيون زرقاء، ممسكةً ليّد طفلة تشبهها بعيونٍ عسلية
"هيستوريا!"
اندفعت الشقراء نحوها تضمها بأشتياق
"ميكاسا! مرّ وقتٌ طويل"
لاحظت جسماً يجلس على كرسي أمام المدفئة واندفعت نحوه ورفعته إليها لتردف بابتسامة:
"كالا، لقد كبرتي واصبحتي نسخةً مصغرة عن أمك"
اردفت ذات الوشاح
"يومير كبرت أيضاً، إنها تشبهك كثيراً""اشتمُّ رائحة طيّبة..همم ماذا لدينا هنا"
"طبخت طعامكِ المفضل، فأنتي تتركين كل أعمالك وتأتين إليّ، وأيضا تلك المسافة ليست هيّنة، بالتأكيد انتِ ويومير جائعتين"
YOU ARE READING
The Price Of Freedom - ثمن الحرية
Historical Fictionالارض تزلزلت وطغى عليها اللون الأحمر البشرية تتذكر جيداً ذلك المشهد المأساوي -سوف نقاتل حتى تحترق اجنحتنا بذلك اللهيب الحارق- إليك بعد مأساة دكُ الأرض بـ خمسة عشر شتاءً.. - توضيحات : - أحداث هجوم العمالقة بعد انتهاء المانجا مع تغيير...