البارت الرابع

13 2 0
                                    

في مكان ليس بعيد عنها جلس على الأريكة وهو يضع بعض الثلج بيد ويمسك الهاتف باليد الأخرى ويتحدث : لا معلومات لدي عنها لا صورة لا اسم لا شيء سأعطيك عنوان الشارع وانظر إن كانت هناك كاميرات مراقبة أرسلها لي لأرسل لك صورة الفتاة وتبحث عنها مفهوم
صمت لفترة ليستمع إلى المتحدث وهو يقول : نعم هو ضروري جدا أريد أن أعرفها .
أغلق الخط بعدما حصل على وعد بأن كافة الفيدوهات ستكون غداً بحوزته ليحصل على صورة لها
كان مبتسم ببلاهة وهو يتذكر الموقف كيف استطاعت إيقاعه أرضاً ، ابتسم بخبث ليقول : لن أنكر أنني كنت أنوي التحرش بها ولكنها حقاً صدمتني
قهقه بصوت عالي وتوقف عن الضحك عندما أتاه اتصال أتاه صوت : سيد أكرم أعتذر عن الإزعاج ولكن الفتاة ترفض أي طعام
زفر بضيق وهو يقول : أجبروها لا أريدها أن تموت ، سأتزوج من هذه الفتاة إياكم أن يصيبها مكروه هل فهمتم ؟
أغلق هاتفه بدون أن يسمع الرد وزفر بضيق : أكره دلع الفتيات ، ألم يروا فتاة اليوم كم كانت قوية لدرجة أن تسقطني أرضاً
عاد ليبتسم قبل أن يقف ويتجه لغرفته ليغرق في نوم عميق

استيقظت وهي تشعر بنشاط لم تشعر به منذ يومين ، نظرت إلى الساعة المجاورة لسرير أختها لتجدها تدق على العاشرة والنصف ، نهضت مسرعة وهي تقول : يجب أن أكون بهذا النشاط إذا نمت طوال هذا الوقت ، يا إلهي سمر ، أمسكت هاتفها لتتصل بأشرف ، أتاها الرد بعد ثواني لتقول بسرعة : هل يوجد أي أخبار ؟
أشرف : للأسف ، ليست عند أحد من صديقاتها ، لم تستعمل أي بطاقة ،لم تسافر ، لا أثر
مريم : هذا مستحيل ، أين ستذهب
صمتت قليلا لتفكر : أشرف هل يمكن أن تكون ذهبت إلى روما أنها تظن أنني هناك ؟
أشرف بنفي : لا ، لقد أخبرتك لم تسافر أبداً ، كما أن الورقة التي تركتها تدل أنها ستنتظرك لا أن تذهب إليك .
مريم : هذا صحيح ، أعلمني إن حدث جديد
أشرف: لا تقلقي ، اهتمي بنفسك
أغلقت الهاتف وهي تشعر بالضيق : سمر أين أنت ؟
مشت بعض خطوات لتصدم قدمها بشيء صلب
مريم : اللعنة ، ماذا أصابني اصطدم بكل ...
ابتلعت كلمتها وهي ترى ما الذي اصطدمت به ، كانت حقيبة أختها ، جمعت فيها بعض ثيابها
مريم : إذا لم تأخذ ملابسها بالكامل ، أين ذهبت
اتصلت بأشرف للمرة الثانية لتقول بسرعة عندما أتاها الرد : سمر مخطوفة وليست مختفية .
أشرف بصدمة : ماذا ؟؟ كيف
مريم : وجدت حقيبة ملابسها لم تأخذها ، يبدو أنها كانت تنوي المغادرة حقاً ولكنها غيرت رأيها وتم اختطافها في ذلك الوقت
أشرف : من يمكن أن يختطفها ؟
مريم : من سيكون ، أعمامي بالطبع
صمت لفترة ليقول : ربما ليسوا هم ، أتعلمين ما الذي بيدي الآن ؟
قالت بلهفة : ماذا ؟
أشرف ليقول بصدمة : بعض التحريات من أصدقائنا بخصوص ليلة إصابتك بكتفك .
مريم : وما الداعي كلانا نعرف أن أعمامي من قاموا بها ولكن لن أستطيع الإثبات
أشرف بنفي : لا لم يكونوا هم ، بل المنشار
صمتت فترة لتقول : المنشار ؟؟ أليس غريباً إصابتي والمنشار وسمر ؟ أليس مثلث غريب ؟
أشرف بحيرة : ما الذي تقصدينه بمثلث غريب ؟
أجابته بعد فترة : أقصد لم يكون مثلث غريب في حين أنه يمكن أن يكون مربع منطقي إذا أضفنا أعمامي
أشرف : هل تقصدين أن أعمامك لجأوا إلى المنشار للتخلص منك ؟
مريم : نعم ألا يبدو منطقي ، ألم أكن ذاهبة إلى ذلك المكان لأحصل على دليل ضد أعمامي ، لقد كان مجرد فخ ، استدعوني إلى هناك وهم يعرفون أنني سأذهب ليقوم رجال المنشار بقتلي
أشرف : إن كان ما تقولينه صحيحا ، لما خطفوا سمر ؟
مريم : سيساومني عليها سيظن المنشار أنه سينتقم مني بأختي وأعمامي ربما يأخذون شيئاً مني أسهم أو ما شابه .
أشرف : إذا كان هذا صحيحاً ، فأنت في خطر كبير يجب أن تختفي
مريم برفض : لا سمر في خطر ولن أختفي سأواجه والآن أريد منك أن تراقب كافة كاميرات المراقبة في جميع الشوارع المحيطة سمر لم تستعمل سيارة أريد أن أرى في أي شارع تم إختطافها ، أريد أن أعرف أين هي ، وأطلب من رجلين من رجالنا أن يراقب أعمامي بل وأولادهم أيضاً .
أشرف : حسنا ً ، يجب أن أخبرك ، الملف الذي جمعته ضد أعمامك يمكن أن يفيدك يمكن أن تهدديهم بالسجن
مريم : نعم ، لقد حان وقت التخلص من قصة هذا الميراث
أغلقت الهاتف وهي تقول : اعذرني أبي لم أكن أرغب بتهديد أخوتك ولكنها سمر .
لتفكر قليلاً المنشار ، أخطر رجل أعمال هذا لقبه بكل تأكيد ولكنها لا تعرف اسمه الحقيقي ولا حتى شكله لم تقابله نهائياً ، قبل شهر أخذت منه أحدى أهم الصفقات ، حذرها الكل ولكنها لم تكترث كانت تعلم أنها يجب أن تخاطر إذا أرادت الاستمرار في عالم الأعمال
بدلت ملابسها لترتدي قميص أبيض وبنطال أسود وحذاء رياضي كانت طريقة لبسها أشبه بملابس الرجال .
خرجت من غرفة أختها لتجد أخيها سامي يدرس
ابتسمت وهي تتجه إليه : سامي ، كيف الدراسة ؟
سامي بتوتر : أحاول أن أركز ، هل هناك أخبار عن سمر ؟
رفضت أن تخبر أخيها بنظرية الخطف فقالت : لا تقلق سنجدها ربما عند أحد صديقاتها .
وضعت يدها على كتفه وهي تقول : لا تقلق ، يجب أن تدرس جيداً ، لا تنسى ستكون أنت رئيس مجلس الإدارة حالما تنتهي دراسة الجامعة
لاحظت تردد أخيها فقالت : هل هناك شيء ما ؟
قال بعد فترة : لا أرغب بدراسة إدارة الأعمال
نظرت بحنية له وهي تقول : يمكنك أن تدرس التخصص الذي تريده وأنا سأعلمك ما تريده
هز رأسه نفياً : لا ، لا أريد الشركة أرغب أن أكون ملاكم
ابتسمت له : حسناً يمكنك أن تكون ملاكماً وصاحب شركة ألا يمكن
سامي : أختي ، لتبقي أنت على رأس الشركة لقد تعبتِ فيها وأنت من أسس الفروع الخارجية كلها أنتِ كبرت الشركة إن فيها جهدك أنت سيكون من الظلم أن أكون أنا رئيس مجلس الإدارة لأنك ستوزعين الورث
لم ترغب بأن تجادلك خاصة بأنه ما زال صغيراً وربما هذه أحلام طفولته : حسناً سنتحدث في هذا لاحقاً، ولكن لا تنسى يمكنك أن تكون أي شيء تريده
شكرها بابتسامة وحضنها
مريم : لا أصدق هذا أنت أطول مني بالرغم من أنني أكبر منك ب13 سنة هذا ظلم
ضحك عليها وهو يقول : أنت قصيرة ، ما ذنبي ، حتى سمر أطول منك
نظرت له بقهر وكانت تريد قول شيء قبل أن تقاطع والدتها تلك اللحظة الأخوية :ماذا هل استطعت غسل دماغ أخيك لتكون الشركة كلها لك برضاهم
رد سامي عليها : أمي أنا من لا يرغب بإدارة الشركة وليس هي من تحاول أخذها مني
قالت والدته بصدمة : ماذا هل ستسمحون لها بأخذ الشركة كلها والأملاك ، هل أنتم مجانين
مريم بحزم : أمي لا داعي لهذا الكلام ما زال هناك وقت لتوزيع الورث
قالت أمها : وأنا لماذا لا تعطيني حقي في ورث زوجي أليس لي الثمن
مريم : أمي سمر مختفية وأنت تتحدثين بالورث ؟؟
قالت والدتها بسخرية : أحسنتِ لقد غيرت الموضوع
مريم : حقاً لن أتناقش معك الآن
والتفت لتغادر المنزل لتسمع سامي يقول : أختي إلى أين ؟
مريم : الشركة لأتابع العمل وأتابع تطورات موضوع سمر
أمست والدتها بكتفها المصاب بحدة لتصرخ مريم بحدة وألم
نهض سامي بسرعة على صوتها وهو يقول : هل أنت بخير
قالت أمها بقهر : أنت حقاً تستطيعين التمثيل لم أفعل شيء لك .
سامي بصدمة : لا ، أختي هناك دم على قميصك
كانت تشعر بألم ، عرفت أن إحدى الغرز قد فتحت تناولت الجاكيت الخاص بأخيها وهي تقول : سأخذ هذا لا داعي للقلق علي
سامي : أختي ما هذا الدم ؟
مريم : لاحقاً عزيزي ، يجب أن أغادر الآن
غادرت بسرعة لتجد أشرف ومجموعة من الحراس على الباب
مريم : سنذهب إلى هاني .
أشرف : هل هناك شيء ما ؟
مريم بألم : لقد فتحت إحدى غرزي
فتح أحد الحراس الباب لها لتدخل بسرعة ويركب أشرف في مكان السائق ويرحل مسرعة تتبعه سيارتين من الحرس
اتصل في طريقه إلى هاني وأبلغه بحضوره
هاني : أنا في المشفى حالياً ، أحضرها إلى هنا
أشرف: وماذا عن التحقيق ؟
زفر هاني بضيق وهو يقول : لا أعلم ، حسناً إذهبوا إلى بيتي سنلتقي هناك
أشرف : حسناً ، شكراً لك
هاني : لا داعي ، هي صديقتي

بعد نصف ساعة كان كلاً من هاني ومريم في منزله
دخل إلى منزله لتستقبله زوجته باستغراب : هاني ماذا حصل ؟ لماذا أتيت مبكراً
لتصدم أكثر وهي ترى مريم تدلف من ورائه : مريم ماذا يحصل ؟
هاني بارتباك : شمس ليس الوقت المناسب للأسئلة
وضع مريم على الأريكة وطلب منها أن تخلع الجاكيت وتكشف عن كتفها
شهقت شمس وهي ترى الدم في كتفها وقالت : مريم ماذا يحصل معك
كانت مريم تشعر بألم كبير وتحاول أن تمنع صرخاتها
وبعد فترة قال هاني : حسناً ، كل الأمور على ما يرام
رأى وجه مريم قد صبغ باللون الأصفر من شدة التعب ليخرج حبة دواء ويعطيها إياها
ولكن سحبها قد أن تأخذها ليسألها : هل تناولت شيئاً
فكرت مريم بإرهاق لتقول بعد فترة : أخر شيء تناولته كان قبل أن تعرف باختفاء سمر أي قبل يوم ونصف
هاني : أحسنت ، تعتنين بنفسك جيداً ، ما الذي تفعليه يا فتاة بنفسك
التفت إلى زوجته وهو يقول : عزيزتي هل يمكنك تحضير شيء ما ؟
أومأت برأسها وهي تقول : أكيد
وانطلقت خارجة من الصالة متوجهة إلى المطبخ لتحضير بعض المأكولات لتعود بعد فترة وهي ترى مريم تجادل هاني بأنها يجب أن تغادر
مريم : يجب أن أرحل يا هاني
هاني : حسناً، يمكنك أن ترحلي بعد أن تتناولي شيء لن أسمح لك بقتل نفسك ، تأكلين تأخذي الدواء وترحلي ، هل اتفقنا ؟
قالت مريم عندما رأت شمس : حسناً
تناولت الطعام معهم ليعطيها الدواء بعدما انتهت ، أخذت الدواء وبلعته مع بعض الماء لتسأله: ما هذا ؟
قال ببساطة : بعض الفيتامينات
مريم : شكرأ لك .
هاني : لا بأس عليك الإهتمام بصحتك
نهضت لتقول : والآن يجب أن أغادر .
انتظري قليلاً شمس ستعد بعض العصير
مريم : لا داعي .
توجهت إلى الباب لتشعر بدوار خفيف
مريم : أشعر بالدوار
ابتسم هاني وأمسك بها بسرعة قبل أن تسقط : آسف عزيزتي ولكن يجب أن ترتاحي
وحملها ليضعها مرة أخرى على الأريكة
هاني : شمس هل يمكنك العناية بها حتى تستيقظ
شمس بصدمة : ماذا فعلت ؟
هاني ببساطة : منوم ذو فعالية قوية ، يجب أن ترتاح تلك المجنونة
شمس : ماذا يحصل لها ، إنها فتاة جيدة لم كل المصائب عليها
هاني بحزن : هذا قدرها
وخرج بعد أن طبع قبلة على جبين زوجته ، ليجد أشرف ما زال بإنتظارها
هاني : إنها نائمة الآن ستنام 6 ساعات على الأقل
أشرف : نائمة ؟؟؟
هاني : أعطيتها منوم ستقتل نفسها إن بقيت هكذا
أشرف : هذا جيد ، حسناً سأذهب أعلمني إن حصل شيء
غادر بعد أن طلب من أحد رجاله البقاء لحمايتها

ورث بالدمWhere stories live. Discover now