•Chapter 1•

9 1 0
                                    

ومَا نهايةُ حُزنٍ الا بدايةَ فرَح مُخبأ وما نهايةُ فرحٍ الا بدايةَ شَقاء جدِيد فَ إن تصبرُ تؤجَر وإِن تجزعَ فقد خسِرت اختبارَ ربِّك وما لِهذه الخُسارة الا حِرماناً من أجرِ الصبرِ علي الشّقاء وفرحَ العوضِ علي الصّبر💙
______________________________________

Chapter 1
.....:إطلاق
........
.....:احسنتي ايتها الرائد،كل الطلقات في منتصف الدائرة تستمرين في ابهاري كالعادة.
.....:شكرا مدرب طارق،ناولته السلاح وهمت ذاهبة.
طارق:مياسين!
مياسين:نعم!
طارق: علي الاقل توقفي عن تجاهل معرفتك بالأمر.
مياسين:مدرب،قلت لك مسبقا،لا افكر بتلك الترهات لذلك توقف انت عن الضغط علي وإلا سأبلغ الاداره بأنك تصب تركيزك علي وليس علي عملك.
*ألقت بتلك الجمل عليه مع نظراتها الخالية من اي مشاعر تذكر ثم ذهبت من امامه،هي تعلم أن طارق يحبها منذ أن انضمت للفرقة ولكنها أيضا علي علم بأنه جبان كل همه أن يطبق القوانين بخضوع أو يخالفها تحت التهديد أيضا بخضوع ليست لديه شخصية أو حتي ضمير لذلك لم تلقي بطلتنا بالا لمشاعره حينما ألقت بتلك الكلمات عليه،ولكن....،أهذا هو السبب الأساسي و الوحيد لرفضها الدخول في علاقة معه؟هذا ما ستخبرنا به الأحداث*
دخلت مياسين الي شقتها الخالية من الحياة،صمت قاتل قابلها لحظة فتحها للباب ليخبرها مجددا بأنها وحيدة،ذهبت الي غرفتها ثم الي الحمام لتسمح لجسدها بأن يستريح قليلا،خرجت من الحمام،ارتدت عبائتها وأدت فرضها ثم نقت قلبها بتلاوتها لكتاب الله ثم همت ذاهبة لتغير ملابسها فأمامها طريق طويل.زينت جسدها بحلية سوداء حالكة تناسب ظلمة مشاعرها التي تزداد سوداويتها خاصة في هذا اليوم وقادت سيارتها الي مناخ اخر مختلف عن المناخ الذي تعيش فيه حاليا،مناخ لا تراه سوي يوما كل سنة وكم تبغض هذا اليوم ولكن أنه القدر،وفي أثناء رحلتها تلك دعوني اشرح لكم تلك الظلمة والوحدة التي تعيش بها.
مياسين محمد غالب،فتاة مصرية قصيرة القامة مقارنة بباقي زميلاتها،ذات بشرة قمحية اللون،عينان بلون البندق يشعان كالذهب حين تعرضهما لأشعة الشمس،رموش كثيفة حادة كالسيف،انف متوسط الحجم ووجه بيضاوي الشكل.تستيقظ تلك الفتاة ذات الإثني عشر عاما من نومها وتخرج من غرفتها لتقابل جسد والدتها المسترخي علي الأريكة وملامحها ملائكية نائمة بهدود،ابتسمت بتلقائية ولكن سرعان ما ضحكت علي حالة والدتها فهي كانت علي بعد أنشأت فقط من الوقوع من علي الأريكة فهمت ذاهبة لإيقاظها وهي تضحك وفي مخيلتها ملايين الخطط تحاك عن كيفية افزاع والدتها وهي نائمة وتضحك أكثر حينما تتخيل ردة فعلها.ولكن؟!هل كل ما نخطط له يسمح لنا القدر بتنفيذه؟أكل ما يشتهيه المرء يتحقق؟الإجابة معروفة بالتأكيد لذلك شاء الله أن يغير قدرها بعد ضحكها هذا لتكون اخر ضحكة من قلبها وما بعدها محض مجاملة لا اكثر.لم تجب والدتها عليها،تلاشي الضحك الي صدمة والصدمة الي محاولات لايقاظها والمحاولات الي تجمد أصاب عقلها من فرط الصدمة ثم يغيثها عقلها بعد تجمده لسويعات لتستنجد بالصرخات لتنادي علي اخوانها ليغيثانها،جلبوا الإسعاف...ولكن لا مفر من مشيئة الرحمان وتدابيره لاقدارنا،توفت والدتها ليترك ذلك اليوم فجوة داخل قلبها تتسع كل يوم عن ذي قبل بل كل دقيقة عن ما قبلها،وبعدها تيقنت خير اليقين بأن من اخترع مقولة أن الوقت كفيل بشفاء الجروح ما هو سوي كاذب،فجرحها ازداد مع كل نبضة من قلبها وفجوتها ابي الزمان أن يرممها حتي بعد مرور أعوام علي تلك الحادثة.
الرضي،لم يسعها سوي أن ترضي فهي مؤمنة بالله فلا يسعها سوي أن ترضي بحكمه وقضائه.عام مر علي وفاة والدتها لم تنسي لثانية مشهد وفاتها حتي شاء القدر أن تشعر بنفس الشعور مع شخص آخر،فجوة أخري احدثها الزمان بقلبها المسكين،جرح اخر غير مرئي قتلها داخليا حينما رأت مشهد وفاة جارتها،ابنة عمها،صديقتها،اختها ومن كانت بمثابة تعويض الله لها عن فقدانها لوالدتها.توفت لتذهب الي عالم آخر بجانب والدتها،تركاها وحيدة،مشاعر سلبية اجتاحت كل انش من مشاعرها وحواسها وحتي بصيرتها،ولكن مجددا لم يسعها سوي الرضي والصبر،اعتصمت بحبل الله،رضت وباشرت حياتها بتعابير وجه عادية بمظهر اللامبالية وبباطن منافي تماما لطبيعة ما تظهره،اظهرت ما يتوجب عليها أظهاره حتي لا تلمح نظره شفقة في عيون اي انسان خلق ولم تكن تلك النهاية......
سبب لمعة الامل التي كانت تزين عيناها كان ابيها،اكملت حياتها بشكل شبه اعتيادي لأجل أباها كان هو أملها والنور الذي ينشر خيوط ضيائه في دنياها،ومجددا ابي القدر أن يبقي في عينيها تلك اللمعة.توفي أباها وهي في العام الثالث من ثانويتها العامة،تبخر الامل ولمعة البريق في عينيها انطفأت أكثر من ذي قبل حتي اجتاح عيناها ظلام حالك ابتلع بندقيتاها،ابتلعت ظلمتها خيوط الضوء لتعيش فعليا في ظلام حالك،ظلام قاتل ابتلع معه اخر ما تبقي في قلبها من مشاعر،تدهورت حالتها الدراسية ولكن لطالما كانت دراستها من أهم أولوياتها ولم تكن لترضي بأن يذهب مجهود ابيها في تعليمها سدي فتداركت نفسها ولكن غيرت مصيرها بيدها،فبعدما كانت تحلم بدراسة الطب قررت أن تلتحق بالشرطة،قررت أن ترسم طريقا آخر لنفسها،طريق تواجه فيه الموت كل يوم،وللياقتها البدنية وذكائها المعترف به توالت عليها الترقيات حتي تولت منصب الرائد في عامها السادس والعشرين أثبتت في تلك السنوات جدارتها وذكائها الخارق،ومخططاتها التي تدهشهم بها كل مرة جعلتها معروفة بأفكارها المبتكرة والتي دائما تكون خارج الصندوق ودائمة التطور لذلك وبمساعدتها استطاعوا ابطال خطط الكثير من المنظمات الإرهابية والإمساك بالكثير منهم وكانت متميزة،فلم تكن أول امرأة تلتحق بالشرطة أو تتولي مثل تلك المناصب ولكن ما لا يستطيع أحد إنكاره أنها اول امرأة تحقق مثل تلك الإنجازات في مثل هذا المجال،لم ترمم تلك الإنجازات فجوات قلبها،لم تعدها الي نفسها القديمة ولم تنسها ظلامها الذي لا مفر منه،ولم تحاول حتي فعل ذلك،مجددا رضت وسترضي مهما ساء الوضع؛فتلك الدنيا هي دار الشقاء،ساذج هو من توقع الراحة فيها،وخسر من استسلم لفكرة أنه يشقي أكثر مما يسعد،تلك هي بطلتنا مياسين موت اعز الأشخاص علي قلبها خلق بداخلها فجوات عديدة وتعقيدات لا عد لها،رفضت فكرة الدخول في اي علاقة حتي تهربت من تشكيل صداقات جديدة،اصبحت تخاف من أن تقترب من أحدهم فتحبه لدرجة كبيرة ثم تفقده بالموت،لم تكن لتحتمل ألم جديد فهي من الأصل لم تشفي من ما مضي ف اختارت ذلك الطريق الباهت الخالي من المشاعر،ولكن لطالما اقتنعت بمنطق تمسكت به طوال حياتها،بأن تلك الدنيا فانية دائمة التقلب،خسر من هرول تجاه تحصيل السعادة فيها،فطالما حييت ستشقي فإن ترضي تسعد،فقط إن ترضي.
Nancy Samir'💙.

The savage and the terroristحيث تعيش القصص. اكتشف الآن