- ٤ -

100K 2.2K 205
                                    

- الفصل الرابع -

لقد مرت عشرة أيام كاملة منذ أن أصبحا مقيمان بهذا المنزل، بعد حفل الزواج، بعد كل التحضيرات، كرمه معها ولباقته مع أُسرتها الصغيرة ثم لا شيء.. لا شيء.. جمود وصمت ثم لا شيء!

في البداية وبمجرد دخولهما لهذا المنزل اعتراها الخجل القليل كمثل أي فتاة لم يسبق لها أن تمكث مع رجل لم يسبق لها البقاء معه في منزلٍ واحدٍ معزول، تذكرت كيف تصرف أول ليلة معها، ما إن دلفا إلي أحد المنازل الخاصة التي تطل على الشاطئ الساحر بهاواي تركها ثم توجه للغرفة فتبعته بتريث ظنًا منها أن هذه الغرفة ستكون لهما..

انتظرته بعد أن مكث بالحمام لبضعة دقائق فأخذت تبدل ثيابها بثياب أنثوية مثل التي ترتديها الفتيات بأول أيام الزواج ولكن خجلها وعدم اعتيادها على الأمر أجبرها أن ترتدي الرداء الملائم للملابس فوقها بينما رآته بعدها يخرج من الحمام مرتدياً ملابس نوم مريحة ويجفف شعره المبتل دون حتى أن ينظر لها ولو نظرة واحدة.

تعجبت يومها من طريقته الغريبة وكأن هناك أمرًا ما يحدث معه ولكن ما اقلقها حقًا هو المبالغة في صمته، سكونه وهدوءه الغريبان، وكأنها بالفعل هنا وحدها تمامًا.. كل ما يفعله هو القراءة، بالكاد حتى تراه يتناول الطعام.. وكأنه غير موجود بهذه الحياة معها!

ظنت أنه ربما هذه الأيام الأولى لذلك لم يألف وجودها بعد، انتظرت ثلاث أيام وبعدها حاولت التحدث إليه بعد أن تزينت وارتدت أمامه بعض الملابس التي تظهر مفاتنها دون مبالغة مع المحافظة على اناقتها المعهودة ولكن لم تحصل منه على أي ردة فعل تُذكر، فكان الحديث ممتلئ بالإقتضاب ودفعها ذلك للتراجع.

لم تجد حلًا سوى أن تقابل جفاءه الذي أستمر بعدم إكتراث، لا تراه إلا يمارس الرياضة أو يقرأ مزيدًا من الكتب ويُرتب كل شيء ويُنظمه بطريقة غريبة مبالغ بها.. ولقد آثارت افعاله حنقها لتقرر هي أن تستمتع الأيام الباقية فهي لن تضيع مثل هذه الأيام في أن تلهث خلفه، هي ليست بمعتادة على مثل هذا الأمر، أن تسترضي رجُلًا هو من بادر بشأن هذا الزواج بأكمله لم يكن حلًا بالنسبة لها.

أرتدت فستاناً قصيراً يبرز مفاتنها ولا تزال مُحافظة على أناقتها فهي لطالما استطاعت أن توازن بين أن تكون فاتنة وبنفس الوقت غير مبتذلة ثم قررت أن تتوجه كي تقضي وقتاً بأحدى الملاهي الليلة هنا التي بالطبع ستختلف عن ثقافة بلدها كثيرًا ليكون الأمر على سبيل التجربة لتستمتع قليلاً بتجربة شيئًا جديدًا يكسر مللها بدلًا من المكوث بجانب هذا الجبل الذي لا يُحرك ساكنًا ولن تترك اجازتها التي لا تعلم متى ستستطيع الحصول على مثلها لتذهب هباءًا.

مشت بخطواتها الرشيقة متوجهة حيث يتواجد هو وفكرت أن تخبره أنها ذاهبة للخارج من باب الإعلام وليس أخذ الإذن عله يشعر بأنه يشابه الصخر الصلد الذي لا يفعل سوى الثبات فأخبرته بصوت مسموع:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن