الجزء الثاني و الأخير

3.2K 118 26
                                    

الإرث- الجزء الثاني و الأخير

حملها بين ذراعيه و هي تبكي تريح رأسها على كتفه بينما يدها الأخرى متشبّثة برقبته كأنها وجدت الأمان بين يديه إنتفضت : يوسف ؟! لقد تأخرت عليه كثيراً لابد أنه شعر بالخوف الآن!

نظر إليها متعجبّاً : لقد سألتِني عنه ثلاث مرات و أخبرتكِ لا بأس لقد أخذه الحارس للفندق و قد إتصل بي ثم يجب عليكِ القلق على نفسكِ قدمكِ ملتويه و جسدكِ حرارته مرتفعة و حالكِ كالمشرّدين!
.
.
.
.
وصل الفندق ترجّل من السيّارة ووقفت هي بصعوبة على قدمها فمدّ ذراعه إليها : أمسكي . نظرت إليه فتأبطت ذراعه تتكأ عليه عند المشي لا يُسرع و إنما بخطواتٍ بطيئة ، كان قد أعطاها سترته تقيها فملابسها مبللة ، وصلا الغرفة حيث إستقبلهما يوسف و إحتضنته سحر تقبله بلهفه : آسفة عزيزي آسفه لإنني تركتك طول هذا الوقت ! ، أسندها يمان لتجلس على السرير و يذهب لإحضار كيس من الثلج يضعه على مكان تورم قدمها ، إستلقى يوسف بجانبها يحتضنها و يسأل ببراءة : أتؤلمكِ خالتي ؟ هل كنتي تركضين ؟ في أحد المرات كنت قد أسرعت بالركض في الحديقة فإلتوت قدمي ووقعت لكن حملني عمي يمان بين ذراعيه و ساعدني هل حملكِ إيضا ؟ ، تذكرت سحر عناقها و تعلقها برقبتة و كيف يمان إلتقطها من الأرض إبتلعت ريقها فسألها يوسف : خالتي لقد أصبح وجهكِ وردياً ؟ أجابته سحر : عزيزي هلّا أحضرت لي كأس من الماء ؟ ربما القليل من الماء سيُهدّئ من إحمرار وجنتيها لكن زادها الأمور سوءاً حين وضع يمان يده على جبينها يتفحص حرارتها
يمان يحدّق إليها بتساؤل : لابد أنكِ بردتي من وجودكِ تحت المطر لمدّة طويلة سأخبرهم بإحضار الدواء . إستقام وكلّم أحداً في الهاتف : هاه مرحباً بابا عارف .. نعم كنت أريد سؤالك كيف تخفض حرارة شخص أصابته الحمّى ؟ ، صمت بابا عارف لمدة متعجّباً حتى حدثه يمان مرّة أخرى فأجابه عارف : نعم بني أنا هنا... همم .. يمكنك إعطائه الدواء من الصيدلية و تخفيض الحرارة بالكمادّات.. حسناً .. إعتني بها . أغلق بابا عارف الهاتف مبتسماً فهو يعلم أن يمان لا يعتني بأحد ولا يهتم لأحد فقط هذه المرأه التي شغلت باله لشهرين دون أن يُدرك ، ساعده يوسف في تحضير الكمادات بينما سحر تغيّر ملابسها بالحمام بصعوبة فقد سيطرت الحمّى مسببةً دواراً و إرتجاف جسدها ، وضع يمان على جبينها فوطة مبللة باردة و ناولها الدواء حيث سهر طول الليل و لم ينم ، حتى إنخفضت حرارتها مراقباً إياها بين فترة و أخرى يتفحّص الحرارة ، تمتّع بجمالها حتى و هي مريضة خدّيها محمرّين و تنام كالمَلَك ، وديعة مسالمة ، إستلقى بجانبها يفصل بينهما يوسف ، إبتسم إبتسامة خفيفة و أغمض عينيه .

الحفل المقام في قاعة فاخرة الذي يضم أفراداً فاحشي الثراء رؤساء شركات تجارية يتم عقد صفقات الشراء و البيع بالإضافة إلى عقود غير قانونية كالمتاجرة بالأسلحة و المخدرات نادراً ما كان يمان يذهب لمثل هذه الحفلات فالرؤساء يأتوا مع زوجاتهم و تقريباً يكاد يخلو الحفل من العازبين و يمان معروف هناك فتسأله النساء لم هو وحيد لماذا ليس لديه إمرأه فيحاولن التقرب منه فإنه يفيض كاريزما و حضور قوي مما يجذب النساء من الطبقة المخملية لكن دائماً ما يَصدّهنَّ عنه فإنه لا يثق بتاتاً بجنس حوّاء .

إرثي و حبيبتي / مكتملةWhere stories live. Discover now