.عبق المسك.
الفصل الأول
في إحدى المحطات الإذاعية الخاصة أوشك وقت البرنامج على الإنتهاء فتحدثت غادة لإختتام فقرات برنامجها قائلة: ودلوقتي هنطلع فاصل وهنسمع آخر أغنية في برنامجنا النهاردة للفنانة الجميلة أصالة. ووضعت الإعلان الصوتي، وضبطت الأغنية لتبدأ بعد الفاصل مباشرة ووقفت تجمع أغراضها داخل حقيبتها في عجالة من امرها وخرجت بسرعة من الإستديو وماهي إلا لحظات وكانت تغادر المبني متوجهة لسيارتها التي ما إن وصلتها حتى أدارت محركها وغادرة بسرعة أثارت عاصفة ترابية خلفها للحاق بطفلتيها فلقد حان موعد خروجهما من المدرسة وقامت بتشغيل الراديو لتسمع الأغنية التي وضعتها بختام برنامجها وكانت أغنية خانة الذكريات لأصالة وبدأت تدندن كلماتها مع غناء اصالة.
(يلاعادى مش حكاية
يلا عادى مش حكاية
يعنى مش طالبة دراما
مش حتفرق شيء معايا
حتى مش حتسيب علامة
اما اعراض انسحابك
من حياتى مش قضية
مش حلومك مش هعيش جوا شخصية الضحية
يلا عادى يلا عادي
و يلا عادى هى جت على جرح يعنى
ما الجراح بالكوم فى قلبى عادى يعنى
و يلا عادى هى جت على جرح يعنى
ما الجراح بالكوم فى قلبى عادى يعنى
بس كان فى شبر فاضى
حط جرحك فيه و زود
اسمى جوا الخانة ماضى
و جرحى فى خانة التعود
و فى خانات الذكريات
حط اسمك فى المواجع
تحت خانة الملحوظات
اكتب ان الجرح واجع
و فى خانات الذكريات
حط اسمك فى المواجع
تحت خانة الملحوظات
اكتب ان الجرح واجع
اما فى الخانة هنرجع
اكتب انه معدش نافع
انت حاجة من الحاجات اللى فى حياتى كتيرة
لو بترتيب الخانات انت فى الخانة الاخيرة
انت حاجة من الحاجات اللى فى حياتى كتيرة
لو بترتيب الخانات انت فى الخانة الاخيرة
انت جاهل فى المشاعر والكلام وياك خساره
فى امتحان الغدر قادر تبقى اول و بجداره
و فى خانات الذكريات
حط اسمك فى المواجع
تحت خانة الملحوظات
اكتب ان الجرح واجع
و فى خانات الذكريات
حط اسمك فى المواجع
تحت خانة الملحوظات
اكتب ان الجرح واجع
اما فى الخانة هنرجع
اكتب انه معدش نافع
و يلا عادى هى جت على جرح يعنى
ما الجراح بالكوم فى قلبى عادى يعنى
و يلا عادى هى جت على جرح يعنى
ما الجراح بالكوم فى قلبى عادى يعنى)
كانت غادة تردد كلماتها والتي كانت كل كلمة تمس وترا مجروحا بقلبها فهي خرجت من زواج فاشل منذ ثلاث سنوات مضت تذكرت كل معاناتها وآلامها النفسية والجسمانية معه تذكرت يوم فقدت جنينها سيل عارم من الذكريات إجتاح قلبها وعقلها لم تنتبه منه إلا وهي تصطدم بسيارتها في سيارة أخرى كانت مصطفة أمام المدرسة وكانت تلك السيارة لإحدى اولياء الأمور.
اوقفت سيارتها وهي واثقة أنها ستواجه مشكلة كبيرة مع صاحب تلك السيارة ستنتهي بهم في قسم الشرطة.
فنزلت سريعا من سيارتها معتذرة منه وتركته دون ان تنتظر الرد متوجهة للمدرسة لإصطحاب إبنتيها فلحق بها صاحب السيارة وهو يستشيط غيظا من تلك المتعجرفة واعترض طريقها ووقف امامها فأجبرها على الوقوف قائلا بلهجة شديدة العصبية: إنتي ست قليلة الذوق وماعندكيش دم وكمان مابتعرفيش تسوقي يبقى اللي طلعلك رخصة واحد حمار.
كانت كلماته كمياه مثلجة إنسكبت على رأسها في شهر ديسمبر فتجمدت مكانها مندهشة لجرأته ووقاحته فكيف يحدثها بتلك العجرفة وينعتها بكل تلك الصفات.
ولكنها نظرت إليه نظرات إحتقار وتركته وتوجهت للداخل لتأخذ بناتها وغادرت المدرسة على الفور تحت نظراته العاضبة متوعدا إياها برد قاس على تعديها عليه.
لم تدرك غادة أن هذا الرجل هو أيضا خرج لتوه من علاقة زواج فاشلة بعدما كان مرتبط بزوجة مسيطرة ومستبدة إستحوذت عليه وقامت بإلغاء شخصيته ووجوده طوال تلك السنوات .
أما بالنسبة لعماد فهو أيضا لم يدرك أن غادة سبقته هي أيضا وخرجت من علاقة زواج فاشلة ولكنها تحاول الآن ان تتعافى من هذا الفشل ولكن ترى هل سيحتدم الصراع بينهم أم سيكون للقدر رأي أخر؟
ذهب كل منهم في طريق غادة ذهبت ببناتها لإحدى المطاعم كما وعدتهم من قبل كمكافأة لهم على تفوقهم بإختباراتهم الشهرية.
وعاد عماد بإبنه إلى منزل والدته مرة أخرى فبعد إنفصاله عن زوجته وبعد إنقضاء عدتها تزوجت من رجل آخر وتركت إبنها له وسافرت مع زوجها إلى إحدى دول الخليج، غير آبهةٍ بمصير صغيرها.
فلقد وهب عماد حياته لرعاية إبنه فلم يعد يهتم سوى بعمله صباحا وبطفله الصغير باقي ساعات اليوم وقرر عدم الزواج مرة أخرى فيكفيه مارآه وما واجههه في زواجه الأول.
جلست غادة وعماد كل منهم مشغول بمسؤلياته ولايعلم كل منهم لما كانت صورة الآخر تقفز الى عقله بين الحين والآخر
[٢٣/٥ ١١:٥٩ م] Emy Adel: ذهب كل منهم في طريق غادة ذهبت ببناتها لإحدى المطاعم كما وعدتهم من قبل كمكافأة لهم على تفوقهم بإختباراتهم الشهرية.
وعاد عماد بإبنه إلى منزل والدته مرة أخرى فبعد إنفصاله عن زوجته وبعد إنقضاء عدتها تزوجت من رجل آخر وتركت إبنها له وسافرت مع زوجها إلى إحدى دول الخليج، غير آبهةٍ بمصير صغيرها.
فلقد وهب عماد حياته لرعاية إبنه فلم يعد يهتم سوى بعمله صباحا وبطفله الصغير باقي ساعات اليوم وقرر عدم الزواج مرة أخرى فيكفيه مارآه وما واجههه في زواجه الأول.
جلست غادة وعماد كل منهم مشغول بمسؤلياته ولايعلم كل منهم لما كانت صورة الآخر تقفز الى عقله بين الحين والآخر
وفي المساء دخلت غادة غرفتها بعدما إنتهت من روتينها المنزلي الممل وجلست تكمل مقالها فبعد إنفصالها عن زوجها عادت لحياتها العملية مرة أخرى وكانت مدركة أنها لن تقوى إلا إذا إستقلت ماديا بعيدا عن أحكام المجتمع البالية الرثة والتي تواجهها معظم المطلقات في هذا المجتمع السطحي.
ولكن ترى ماذا واجهت غادة لتصل إلى ماهي عليه الآن؟ وما الذي مر به عماد ليصبح على تلك الشخصية ؟ وهل سيكون لكل منهم تأثير على حياة الآخر؟