الفصل الثالث

8 0 0
                                    

خيانة في ضواحي باريس 3
و عندما استيقظت تيسير من نومها وجدت نفسها قد حل عليها المساء سألت في قرارة نفسها "ما كل هذا النوم أين أنا؟ معقول نمت طيلة اليوم ؟ لم أذهب للجامعة لم أتأكد مما سمعت؟ ومن هؤلاء يا ترى؟ "وتنظر لجيرانها في اندهاش شديد: من أنتم؟
الأستاذ فرج: لا تقلقي نحن جيرانك بالشقة المجاورة وجئنا لك عندما شاهدناك من الشرفة عندما أغمي عليك
تيسير"مازالت مندهشة": ماذا بعد؟
فرج: جئنا بالطبيب الذي أسعدنا بخبر حملك مبارك عليك طفلك ولكن عليك بالراحة وعدم الحركة
تيسير"مندهشة":لكن لابد من سفري لباريس في الحال لأمر هام
في صباح اليوم التالي استيقظت تيسير من نومها تاركة كل شيء وراء ظهرها وذهبت لمكتب حجز تذاكر الطيران قامت بحجز تذاكر للذهاب والإياب لباريس
وفي الثانية من ظهر هذا اليوم رن جرس هاتفها وهي عائدة من مكتب حجز التذاكر رن هاتفها المحمول:ألو
تيسير:ألو من معي؟
الصوت المجهول:أنسيتي صتي بتلك السرعة؟
تيسير"في صوت حازم": ماذا تريد مني؟
المجهول: أنا لا أريد با أنت من تريدين مني
تيسير"نفس الصوت الحازم":الآن أعطني العنوان
المجهول: ليس قبل أن تعطيني خمسة آلاف دولار
تيسير"تتلعثم":لكن من أين آتيك بهذا المبلغ الكبير,أعطني العنوان إلا أبلغت عنك الشرطة في الحال
المجهول :هاها ماذا ستقولين للشرطة؟
تيسير"تنفعل":ليس من شأنك اعطني العنوان
المجهول: ادفعي أولاً وأغلق الهاتف
بعد خمسة أيام حزمت تيسير حقيبتها واتجهت لمطار برج العرب إلى باريس وتوجهت لتوها للفندق الذي كان مأواي قبل الزواج سألت موظف الاستقبال فقال بالفرنسية "لقد غادر الفندق منذ فترة ولا نعرف له عنوان " قامت باستئجار غرفة لها في نفس الفندق المتواضع الذي يتكون من طابق احد فقط به بعض الغرف الضيقة التي لا تسع سوى شخصين وحمام ضيق للغاية لا يتسع لشخص بدين وضعت حقيبتها جلست تفكر"والآن ماذا بعد؟ من أين أبدأ الآن؟من أسأل هنا؟لا أعرف"ثم ذهبت تيسير لموظف الاستقبال :مساء الخير"بالفرنسية"
الموظف: مساء النور تفضلي
تيسير: ألم تعرف أين يتزوج الشباب العرب المقيمين هنا في باريس ؟
الموظف: في مقر السفارة المصرية هنا
تيسير: أيمكن أن تعطيني العنوان؟
أعطاها الموظف العنوان

نفس اليوم- القاهرة- الثانية عشر ليلاً:
كان حارس منزل المنتزة نائماً في ذلك الوقت هو وزوجته وأولاده و أغلق الأبوب وكان هناك ثلاث شباب يرتدو ثياب سوداء يكسو جووههم الأقنعة السوداء عندما وجدواجميع الأبواب مغلقة ولم يستطعو فتحها إلا بأدوات النجارة لكن بلا جدوى فتسلقوا المواسير الجانبية للمنزل حتى وصلوا للطابق الثالث مكان منزل تيسير فقاموا باستخدام"المفك" لفتح النافذة الرئيسيةللمنزل وتسللوا بهدوءبالداخل قاموا بتفتيش المنزل وصولا لغرفة نومها وخزينة الملابس التي بها المصوغات الخاصة بها وظلوا يبحثوا حتى عثروا عليها أخذوها وخرجا من المنزل كما دخلوه

صباح اليوم التالي- التاسعة بتوقيت باريس:
دخلت تيسيرمقر السفارة المصرية سألت الموظف المختص :صباح الخير كيف أساعدك؟
تيسير:ممكن أستفسر عن أحد الشباب المقيمين هنا في باريس يدعى "كمال عبد العليم"؟
الموظف"ينظر في جهاز الكمبيوتر": نعم جاء منذ أشهر قليلة ومعه شابة حسناء من أجل الزواج منها وتمت إجراءات الزواج
تيسير: هل تعرف أين يعيش الزوجان ؟
الموظف:نعم في منزل كبير من طابقين في شارع الشانزلزيه"فيللا شيرويت"
وأخذت تيسير التاكسي وصولا للمنزل وجدت المنزل واستأذنت الحراس ودخلت لتجد الزوجة الثانية أمامها في البهو الرئيسي في الطابق الأرضي جاءت لها من الطابق الثاني الذي به الغرف والحمامات نظرت لها نظرة غريبة جداً :أهلا وسهلاً...من أنت؟
تيسير: أنسيت؟ أنا زوجته التي أوصلته للمطار وأنت اقفة تنظري لي بسخرية أين زوجي؟
شيرويت:إنه في فترة الراحة نائم في الغرفة
تيسير: أي راحة تتحدثين عنها فمن المفترض أنه في الجامعة ليدرس الدكتوراه
شيرويت: هذا في الصباح فهو انتهى لليم ويسترح الأن من أجل أن يخرج للعمل في محلاتي
وصعدت تيسير للطابق الثاني توقظ زوجها وتحوشها تيسير من خلفها "إلى أين أنت ذاهبة؟ أخرجي من بيتي استيقظت فوجدت تيسير أمامي كانت دهشة ما بعدها دهشة
تيسير..كيف جئت لهنا وحدك؟
تيسير: سألت في أماكن عديدة حتى وصلت لهنا لأخبرك عن طفلك الذي في أحشائي ربما كان في أحشائي وفجأة وجدت تيسير الدماء على ملابسها اندهشت نظرت لي نظرة متوحشة: أرأيت يا كمال بيه؟لقد انتهى طفلك...لم يعد لدينا طفل وصرخت تيسير:آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه أخذتها للمشفى في باريس
سألت: ماذا هناك أيها الطبيب؟
أجابني: البقاء لله كان هناك طفلا في بطنها توفي للأسف
وعندما أفاقت تيسير في المستشفى في المساء:طلقني أيها الوغد..تتركني أنا وتتزوج؟تترك الحب الجميل الذي كان بينا لأجل .... لا أعرف المهم أريد الطلاق في الحال لأني سأسافر بعد يومين
في صباح اليوم التالي تركنا المشفى متجهين للسفارة بكل هدوء انتهت إجراءات الطلاق وعدت للمنزل لأجده خالياً بحثت عن شيرويت فلن أجدها في المنزل ودخلت الغرفة فوجدت الغرفة خالية من كل ما تمتلك شيرويت من ملابس وسألت الخادمة: أين شيرويت هانم؟
أجابتني:لا أعرف لملمت أشياءها و خرجت دون كلمة واحدة
في التاسعة مساءًا توجهت تيسير للمطار واستقلت طائرة التاسعة مساءا لتي وصلت في الحادية عشر مساء نفس اليوم وصلت منزلها وجدته مقلوب رأساً على عقب وجدت خزينة ملابسها مفتوحة وعلبة مصوغاتها غير موجودة فاندهشت:مصوغاتي
تيسير بصوت عال من الطابق الثالث: يا عم محروس
عم محروس من الطابق الأرضي: أفندم يا دكتورة
تيسير:تعال هنا,ماذا حدث للمنزل في غيابي؟
عم محروس:المنزل؟ لا أعرف لأني كنت نائم وقتها ولا أعي بما حدث
تيسير: تمت سرقة مصوغاتي من منزلي ومن غرفة نومي أين أنت وقتها؟
عم محرس: لم أرى كسور في الباب أو الشباك
تيسير: إذن أنت من سرق؟ وإذ كنت لم تسرق فمن وكيف تسلل لمنزلي؟ سأبلغ الشرطة في الحال
وأمسكت تيسير بمحمولها هاتفت الشرطة: إذا سمحت هناك جريمة سرقة بمنزلي في المنتزة
وجاءت الشرطة تفحص المنزل والظابط "محمود" يفحص الشباك والباب وجد في الشباك آثار مفك وسأل تيسير: أين كنت وقت قوع الحادث؟
تيسير: كنت خارج البلاد
محمود:أنت هنا وحدك ؟
تيسير: نعم زوجي في فرنسا في بعثة لدراسة الدكتوراه التي شارفت على الانتهاء
محمد:هل لك أعداء؟
تيسير:لا أبداً
محمود لعم محروس:وأنت ستأتي معنا لسؤالك
وبعد أيام التحقيقات أفرج عن محروس وعاد للمنزل وقامت الشرطة بالبحث عن المتهمين شهراً كاملا في محافظات الوجه البحري والصعيد حتى عثر رجال الشرطة على أحدهما في مدينة أسوان حاول الهروب بالمركب عندما تم القبض عليه بسؤاله أقر السرقة ودل الشرطة على شركاؤه وكان واحدا منهم يبيع المصوغات في أحد محلات الذهب الكبرى تم القبض عليه وإعادة المصوغات لتيسير والتي أخذتها وانتقلت بها للعيش في منزل الدتها في سيدي بشر
مرت عشرة أشهر وانتهت السنة الرابعة من سنوات البعثة كان علي أن أرجع للقاهرة التي فشلت في الحصول عليها وفكرت وقتها ألا أعود بخيبة أملي فلقد خسرت كل شيء زوجاتي الاثنين دراستي عملي في الجامعة ولن أجد إلا أن أبقى هنا وحدي حبيس الجدران ما بين الكتب المراجع أحاول مرة أخرى

روح الدنيا Where stories live. Discover now