آشي، لوم

77 3 19
                                    

ممسكة بمصباح قديم مهترئ وهي تسير بين الاشجار، وتحمل بيدها الأخرى سكين تبعد به كل من يحاول أذيتها.

توقفت عند شجرة كبيرة، يوجد عليها سهم بلون أحمر علمت أن بهذه المنطقة عليها التوقف، لكن إذا أرادت الموت فلتتقدم

رفعت يدها تتحسس الشجرة وهي تتأمل تفاصيلها، لاحظها مجموعة من الشبان يسيرون بهذه الحدود لا لشيء سوى التطفل، ليهمس أحدهم :

- إنها تيا الوريثة

ضحك الآخر بسخرية ونطق :

- إنها فتاة هزيلة كيف لها أن تخلص المملكة من ذلك الوحش

تنهد صديقه وتحدث بهمس مجددًا :

- أنت لا تعرفها ويجب أن تتحدث بصوت منخفض غضبها مرعب

تحرك ثلاثتهم عائدين لقريتهم الصغيرة في الجانب الآخر بعيدًا عن هذه المملكة الميتة، كانت تستمع لحديثهم لكنها لم تعطيهم أي أهتمام، جلست بجانب الشجرة وهي تفكر في الخطوة القادمة.

هي الفتاة المنشودة يجب أن تخلص مملكتها من هذا الكابوس.

تيا الفتاة الشابة في منتصف العشرين ذات شخصية مرحة تحب الخير للجميع لم يخطر في بالها قط أنها ستوضع هنا، بالفعل كانت تستعد لهذا الوقت.

لكنها لم تتوقع أنه سيأتي بهذه السرعة، أو انه سيكون هكذا مرعب مخيف لهذه الدرجة، شعورها بالوحدة هنا جعلها تفكر مليًا في عدم عودتها لوالدتها لن تتحمل والدتها هذا ولكنها مُرغمة على فعل هذا، ظلت تنظر للسماء وهي تتنهد بعمق وعجز، تريد أن تُنهي هذا سريعًا، وتعود إلى احبائها في أقرب وقت.

نهضت صباحًا على صوت بعض العصافير والقليل من أشعة الشمس، فكرت كثيرًا قررت المكوث هنا إلى الغد ليلة أُخرى على الرغم من شجاعتها وقوتها إلى أنها لا تريد لهذا أن يحدث بسرعة، سيكون هذا أخر يوم لها ربما، لهذا قررت العودة للقرية لتودع والدتها وأصدقائها جيدًا.

***

صدم الجميع لرؤيتهم تيا تعود فارغة اليدين، والمملكة لم يصدر منها صوتًا، تقدم الحكيم مارجيل منها بغضب :

- كيف تعودين دون فعل شيء؟ هل ربيتكِ على هذا !

أخرج كلماته وهو يصك على اسنانه، رفعت نظرها نحوه بعدم مبالاة وأجابت :

- أُريد رؤية أحبائي، لا نعلم هل سأعود أم لا لهذا دعني وشأني.

تأفف منها، لتبتعد عنه وتذهب نحو والدتها تحتضنها بقوة.

- تيا هل ستعودين ؟

ابتسمت لصديقتها مارلا وربتت على يديها الممسكة بهما :

- نعم، ولماذا لا أعود، أنتم كل ما لدي سأفعل كل شيء، للعودة لكم.

احتضنتها مارلا وهي تعلم جيدًا أن ما خرج منها ماهو إلا مواساة، في عمقها تعلم بيقين أن هذا لن ينتهي على خير.

التضحية الخالدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن