لماذا؟

125 3 5
                                    


أسباب الوجود لا تعد ولا تحصى يغوص في أعماقها الإنسان لإيجاد مايستطيع تصديقه والتشبث به، كل المسألة تحتاج إلى إقناع النفس أن هذا مايجب تصديقه لكن من لا يستطيع إقناع نفسه أن أساس الوجود له معنى، يتخبط بين جحيم أفكاره، يشعر أن لا جدوى من التفكير لكن لا يتوقف، لماذا؟

بمجرد أن يتشتت تفكيري تنقطع الأحبال المبعثرة أشعر بالعجز والبؤس لإعادة شمل هذه الأفكار دون استذكار بداية الفكرة او ماوصلت إليه، اُقبع بالفراغ مجددًا آملًا بإمساك خيط يوصلني لما أريده، تكرار التفكير عذرٌ لشخص بائس لا يمتلك سوى أن يجعل عقله يتآكل من الأفكار فقط من أجل إيقاف الألم الابتعاد عن الواقع المؤلم، يعلم أنه لن يجد نقطة نهاية ترضيه لكن لا يمتنع عن التوقف هل سوف يسأل نفسه مجددًا، لماذا؟

الإيمان الكامل في فكرة معينة دون التشكك بها جهل، كيف لإنسان أن يسلم نفسه كاملًا لفكرةٍ معينة دون أن يلتفت لغيرها؟
أعتقد أن هنالك نفعةٌ للشخص العالق في أفكاره لديه إيمان أن الحياة لا تنحصر في فكرة معينه، يستمر بالضياع بين أفكارٍ يخلقها وأفكار يمحيها، ما الجدوى من هذا كله ؟ حقيقةً لا أعلم، أستمر في الغرق دون أن ابحث عن يد مؤمنة بفكرة معينه تحاصرني في وسطها توقفني عن تعذيب نفسي بالتفكير والاستلذاذ بذلك، المغزى لوجودي؟ لا أعلم ماهو، أعتقد انني سوف أكرر هذا السؤال مرةً أخرى، الأفكار تحاصرنا تعذبنا نريد التخلص منها وأخذ قليلًا من الراحة لنبدأ مجددًا في دوامة تفكيرٍ لكن، لماذا؟

معنى الوجودية قابل للتساؤل وفي إعتقادي أن اساسه مبني على العدم، كالتخبط بين صعيدين مختلفين في لحظة تكتشف
اسبابًا اخرى للعيش وتستشعر معنى الحياة وفي الأخرى تستيقظ لتعيد التفكير في اساس الفكرة، الفكر والجهل كعمله ذو وجهين
لا فكر دون جهل، إما أن المشكلة تكمن في حدودية الفكر كالذي يستيقظ ليعيش لأجل أفكار من ماتوا في قديم العصر دون أن يأخذ لحظة تمعن في الفكرة أو الفعل الآتي، لماذا ؟

ترون الكثير من الناس ينتمون الى تقمص اللا فكر
وتأييد ما الأجيال تتابعته دون إلتفات منهم لصحه ماقيل إليهم، تشعرون أن هناك خطأ ما ؟ أم فقط نحن المختلفون؟ أم اخترنا الطريق الصعب لا أكثر؟ سوف أخبركم، من اختاروا التعبد والخضوع تحت ما يُنقل هم فقط بسطاء محدودين الفكر
اختاروا ان يكونوا جهله لا أن يكونوا متشككين في كل مايفعلونه، أيضًا لو وضعنا اسئلة وجودية أمامهم جوابهم سوف يقتصر على " لا أعلم لكن هذا المشاع لدينا " الحدودية في الجهل.

تساؤلات كثيرة لا تفنى وإلى هذا اليوم ليس لها جواب بل إحتمالات، تدفن فكرة وتأتي أخرى
المغزى هو أن لا يدفن الفكر ولا يعلى الجهل وأن لا يأتي جيلٌ لا يفقه مُتعبد تحت فكرٍ معين
بل أن يبدأ حياته بسؤالٍ لنفسه، لماذا؟.

🎉 لقد انتهيت من قراءة تساؤلات وجودية 🎉
تساؤلات وجوديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن