عندما نتحدث عن الجن و الشياطين ، تجد الكثير من المفندين للفكرة ، فكثيرون لا يؤمنون بالخوارق و ما وراء الطبيعة ، و لكن ماذا لو أخبرتك أن كل هذه الأماكن موجودة بالفعل و الشخصيات في هذه القصة مقتبسة من شخصيات أناس حقيقين عاشو في هذا العالم و لم تفصلنا عنهم سوى بضع و عشرين عاماً من يومنا هذا و لكن ! لا يوجد ما يثبت أن ما أخبرك به هو الحقيقة أيضاً ، فلا توجد أدلة و لا توجد صور أو تسجيلات لما حدث ، فلقد اختفى الآن كل شيء بالفعل ، كل ما تملكه الآن هو قصتي التي سأسردها عليك و بعض الشواهد التي تبعث في نفسك الحيرة ، هل ستصدقني ؟ أم ستتجاهل كل شيء و تدعي أنها محض صدف ...؟
...
قبل سبعة و عشرين عاماً من الآن في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة زالنجي ، تماماً أسفل الجبل (جبل مرة) تقبع قرية عشوم ، التي يعتمد أهلها إعتماداً كلياً على الزراعة و ما يحصدونه من خيرات الجبل الذي يمتاز بالطابع الإستوائي و النباتات البرية الخلابة التي تمتد على طول الجبل إلا أن المنطقة على ارتفاع ٧٠ متراً من الجبل هي منطقة مهجورة تماماً ، و جميع السكان المحليين يتوجسون من الصعود إلى ارتفاع أعلى من ذلك و هناك الكثير من القصص الشعبية حول أن من يتخطى ذلك الإرتفاع يتحول إلى حيوان بري غريب و يصبح محتجزاً في المنطقة العليا من الجبل و هناك أيضاً قصة حول وجود ستار خفي يفصل بين عالم الأحياء و العالم الآخر فجميع من يعبر ذلك الستار لا يصبح قادراً على العودة مجدداً ، كل هذه القصص تبدو طفولية بعض الشيء و لكن القصة الأقرب إلى الحقيقة و القصة الأكثر رواجاً هي قصة حراس الجن الذين يحيطون بالجبل كلياً بعد هذا الإرتفاع ، و ذلك بعد أن تمردت بعض القبائل على سياسة حكم السلطان و طالبت بنزعه من عرشه فما كان من السلطان الا أن استعان بأقوى سحرة السحر الأسود في ذلك العصر و صمم سجون ضخمة عليها مردة و قام بسجن أولئك المتمردين الذين يدعي البعض أنهم ما زالوا قادرين على سماع صرخات تعذيبهم القادمة من أعلى الجبل حتى الآن .
..
فالسؤال ما الذي حدث قبل السبع والعشرين عاماً تلك ..؟
...
استيقظ حمد صباح ذلك اليوم متأخراً كالمعتاد ، ثم جمع أشياءه بسرعة و بدأ بالركض كي يلحق بوالده الذي كان قد وصل بالفعل إلى مزرعة البرتقال ،أدركه حمد في المزرعة و هو يلهث و يلتقط أنفاسه..
قال والده و هو ممسك بيد الفأس الخشبية :
لم تكن بحاجة إلى الركض هكذا نعلم جيداً أنك ستأتي متأخراً كالعادة ، فلا حوجة لإثبات أنك تحاول كلّ يوم ..
قال كلماته تلك ولم يحرك عينيه عن الفأس الخشبي مما جعل حمد يشعر بالضيق و تأنيب الضمير في الوقت ذاته فلطالما كان يحس أن والده يراه بلا فائدة و لا يمكن الإعتماد عليه ، تنهد بعمق ثم تقدم نحو والده و أنحنى ليمسك الحبل الملقى على الأرض ثم بدأ بلفه بشكل دائري و أشاح بنظره عن والده الذي لم يبادره النظرات هو الآخر .
لاحظ عمه (سالم) الوضع المتوتر ثم قرر كسر هذا الجمود قائلاً: هل تعلم يا حمد لماذا يخشى أهل القرية هذا الجبل ؟
..
نظر إليه حمد باستغراب و رد ساخراً : لأنك ستتحول إلى حيوان بري اذا صعدت إلى أعلى ..
رد عمه بعد أن ضحك بسخرية : هذا ما يريد الناس تصديقه ، لكن الحراس لا يمتلكون القدرة لتحويل البشر ...
حمد : أيّ حراس؟
العم : حراس الجبل ، أو بالأحرى حراس كنز الجبل ، ألم تعلم أن السلطان علي جمع كل ثروته الطائلة من الذهب و الكنوز و العاج و ريش النعام في قصره الموجود أعلى الجبل و لكنه خشي أن يقتتل الناس بعده على تلك الثروة و يتكلوا عليها و ينصرفوا عن العمل ، فقام بجمع كل تلك الثروات و تخبئتها ثم تعيين مردة من الجن لحماية هذه الثروة ..
رد حمد باستهزاء : أنا لم أعد في العاشرة لتنطلي علي تلك القصص ..
ضحك عمه قائلاً: و لماذا تظن أنها خدعة ..يمكنك أن تسأل والدك فلقد رأَى كل ذلك بنفسه ..
قاطع هذه القصة والد حمد الذي كان ما زاا ممسكاً بفأسه قائلا بحزم : تصل متأخراً و الآن تريد أن تستمع إلى قصص سالم ، كان عليك أن تكمل دراستك لأنك لن تنجح في العمل معنا على أي حال ...
أنت تقرأ
جبل السلطان علي
Adventureتدور أحداث الرواية عن أسطورة جبل السلطان علي الذي سُجِن فيه أكثر من ألف مارد من الجن لأكثر من ثلاثمئة عام متتالية والصبي حمد ذي السابعة عشرة عاماً، الذي يقوده فضولة للقيام بخطأ فادح و هو تحرير هؤلاء المردة الغاضبين ... و لكن التعويذة تبقى فاعلة لمدة...