نظر پول للساعة المُعلقة على الحائط في المقهى ثُم أرتشف مِن القهوة السوداء التي طلبها ثُم أخرج كِتاباً من حقيبته أخذ يكتُب بهدوء .. تقدم نحوه نادِل رجُل هزيل و العِظام تظهر في يده بدلاً من الشَحم عروقه بارزة ذو بشرة بيضاء شاحبه كأن اللون أُمتَص منها يمتلك عينان جاحظتان و شعرهُ أَمْهَق
- النادِل : هل تُريد شيئاً آخر يا سيدي ؟
- پول : لا، شُكراً لك
- النادل بابتسامة : أعذرني على تطفُلي لكن هل أنت مِن مدينة آمثست ؟
- پاول : أجل
- النادِل : أنا كذلك لكن أتيتُ هُنا للعملأكتفى پول بالنظر لدفتره
- النادِل : إذاً ماذا تعمل ؟
- پاول : رسام
- النادِل : مُذهلهز پول رأسه بالموافقه ثُم أعاد نظره للدفتر كتلميح منه أنهُ لا يُريد أكمال الحديث فهم النادِل و أبتعد عنه و بعد دقائق قليلة أقفل پاول كِتابه و نظر نظره حادة للساعة مرة أُخرى ثُم سارع بالخروج مُجدداً
****
عِندما خرج بسُرعة شديدة من الباب الصغير الخاص بالمقهى أرتطم بقوة بجسد غليظ كان هو الآخر يمشي بنفس السُرعة لدرجة أن نظاراته أنكسرت و انفه بدأ يُنمل من شِدة الألم- دوقلاس بصوت مبحوح مُتحسساً لصدرة : و كأنني ضُربت بالحديد
حرك پول يده بشدة ضارباً صدرَ دوقلاس مُمازحاً ثُم اتجه الاثنان للسيارة مُجدداً لأكمال طريقهما بينما دوقلاس يروي لهُ ماحدث
- پول : وهل أنت مُتأكد من انها لم ترك ؟
هز دوقلاس رأسه بالموافقة : لقد جريت بسُرعة
- پول وهو يُشعل سيجارته : رُبما هي بالفعل تملك بعض الأجوبةوصل الأثنان للقرية.. فالواقع لم تكُن قرية كبيرة و لم يكن عدد سُكانها كثيراً
الأرض الحشيشة في كُل مكان و الأشجار فيها عالية و متنوعة
توجه دوقلاس للفُندق الوحيد المتوفرتأمل دوقلاس و پول المكان بانبهار شديد عند دخولهما مُباشرة
الأرض كُلها يُغطيها الباركيه المصنوع من خشب الأرز بينما الجُدران مُزينة بورق الحائط العتيق بدرجة أخضر تُسمى ( البسلة )
في وسط الطابق السُفلي توجد طاولة كبيرة باللون البُني المحروق تقف بجانبه سيدة مُسنة تبتسم لهما