عندما ضاقت جدران القصر العباسي بالكتب، على مدار ثلاثة خلفاء كان أولهم المنصور، أسس هارون الرشيد بيت الحكمة، وبعد أن جاءته المنية واقتتل أبناؤه على الحكم، ازدهر بيت الحكمة كما لم يزدهر من قبل ومن بعد، فقد كان الخليفة المأمون مولعًا بالعلم والفلسفة، مؤمنًا بأن العلم طريق الازدهار والتطور واستدامة الأمم، فقد ازدهرت في عهده العلوم وعلى رأسها الترجمة.
ساعد تطور هذا الصرح العظيم، الذي يعد أكبر صرح علمي وثقافي في تاريخ العالم الإسلامي ازدهار صناعة الورق، فقد مهدت الفتوحات الطريق للمسلمين للإفادة من التجربة الصينية في صناعة الورق، وقد شكلت هذه الصناعة ركنًا مهمًا من أركان الاقتصاد الإسلامي وظهر ما يعرف بطبقة الوراقين إلى جانب الطبقات الأخرى التي شكلت بنية المجتمع البغدادي.
تساوى الجميع في الصرح فقد أمّه الطلاب من كل أصقاع العالم القديم، ولم يقتصر به تعلم الذكور فقد تعلمت به النساء والعرب والأعاجم والمسلمين، وكان عماده الترجمة ونقل العلوم وتدوينها والحفاظ عليها، وأسست هذه الحالة التقدمية العلمية لكل العلوم التي اعتمد عليها المسلمون فيما بعد.
فما الذي حصل له؟ وكيف تدمر بيت الحكمة الذي تأسس قبل أربعة قرون من غزو المغول؟
أنت تقرأ
بيت الحكمة.. صرح العلم المفقود
Historical Fictionقامت أسسه في قصر أبي جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية، فنما وازدهر بنموها وازدهارها، إلى أن أصبح محجا للعلماء والجامعة الإسلامية الأولى. إنه بيت الحكمة، ارتقى مع مجد الدولة العباسية وضعف بوهنها، فما حكاية هذا الصرح؟ وكيف انتهى به المطاف؟ استمعوا لل...