حياتي

483 11 4
                                    

في فصل الشتاء المثلج و العاصف و الصقيع محتل الارض
و قطرات الندى التي تجمعت و تجمدت على اوراق الاشجار
و كل حيوانات الظريفة في سباتها الشتوي نائمة بعمق و مسترخية
اغلقت المدارس و الجامعات و جميع في بيوتهم و يتأملون سقوط
الثلج على بيوتهم و حدائقهم
و هناك ملاك جميل بين احضان ذلك السرير الكبير
و ملفوفة بغطائها الابيض و تتأمل الاجواء بالخارج عبر النافذة
لكن تلك الملاك لم تكن محظوظة أبداً
رغم انها كانت تحب الجميع و تحترمهم وهي في صغرها
نبذها الجميع و تركت وحيدة
_ انتي نحن لا نريدك
_ يا رفاق انظرو لبياض وجهها كأنها شبح
_ اين هي عيناكي ، يا عمياء
_ من السهل ان تكوني فتاة و من الصعب ان تكوني انثى
_ انتي كنتي غلطة ، ما كان علي انجابك
_ ماذا فعلت لأحظى بطالبة مثلك
_ هي انتي لا تستطيعين الكلام او ماذا تكلمي لا تتجاهليني
_ يا لها من باردة و وقحة
_ احياناً يجب ان يفكر المرء قبل الجلوس معك يا مملة
_ مسكينة ، منبوذة ، تافهة . باردة ، عاهرة
كانت جالسة على سريرها و تتذكر اقوال أولئك الاشخاص
لها
و ما يحزن اكثر ان اكثر تلك السخريات من اصدقائها و اقاربها
و والديها
لم تكن تملك صديقاً أو اخاً أو اختاً
لكي تشكي يومها لأحد كانت تكتم كل شئ بداخلها و تفضل الصمت
على الكلام و هذا ما كان يزعج كل من حولها
لم يكن احد يتقبلها على ما هي عليه
فتاة هادئة و باردة كتومة وفية مخلصة
كان الجميع يظنوها على نحو مختلف
على انها
وقحة متكبرة عاهرة مغرورة كلاسيكية متوحشة
و كان لمظهرها يداً في هذا أيضاً
تخيل ان تكوني
فتاة مصابة بالعمى و لكن لحسن حظك يمكنك الرؤية بأغباش
و وجهاً ابيضاً جداً و شعراً مموج
و نادراً  ما تكشف مفاتنها
تحب القراءة و روايات و الاغاني
و ذات جسماً بمفاتن كبيرة و خصراً منحوت
و متعددة المواهب
و الغموض من أولوياتها و عند الغضب الشرار يتطاير من عينيها
ألفا فتاة في ٢٠ من عمرها
تعيش مع والديها
تعيش حياتها كأي انسان عادي و لكن الاختلاف
عند تدخل القدر و سلب حريتها

ملاك محطم _𝑏𝑟𝑜𝑘𝑒𝑛 𝑎𝑛𝑔𝑒𝑙Where stories live. Discover now