1/1

31 16 49
                                    

🎵
أسافر عبر ذكرياتنا القديمة
حيث نكون أسفل الشمس البرتقالية
نرقص معًا بدون ظلال
حيث لا يوجد وداع محتم
نحن نلتقي في تلك الذكريات الجميلة
ونبقى شبابًا للأبد🎵 







طوال عمره لم يعرف للأمل طريقًا، كمركب تائة بين السفن الضخمة،  يخفونه بضخامتهم و قوتهم، كان هو هذا الضعيف الجالس على المقعد.
ايامه في الحياة معدودة، منذ أن ذهبت والدته به إلى الطبيب فأخبرها أن حياته لن تطول وأن الأمر عبارة فقط عن وقت حتى يسلم الروح،  ولحسن حظها أنه للأن حيّ وقد أصبح في المرحلة الأخيرة من المدرسة الثانوية،  ومنذ المدرسة الابتدائية وهو منبوذ من الجميع، فمن يريد أن يصادق فتى مقعد؟!
كان دائمًا جالس في أخر الساحة يشاهدهم وهم يلعبون الكرة ويركضون،  فقط يشاهد..!
كل يوم يذهب للمدرسة في السيارة ويعود في السيارة إيضًا، وفي أيام الأجازة يذهب للمكتبة ليقرأ، فمن ليس له صديق..الكتاب صديقه.

واليوم ها هو جالس في الصف كالعادة، وعلى غير المعتاد دلف المعلم للفصل وبجانبه فتاة، ملامحها ليست فائقة الجمال، ولكنها ملامح بسيطة ومريحة، عندما تحدق بها تشعر أنك تشعر بالراحة وعندما تبتسم هي تجعلك تبتسم تلقائيًا، لم تكن أجملهم ولكنها كانت جميلة بعين كل من يرى روحها الجميلة.

وقف الاستاذ في منتصف الصف وقال بصوت جهور

_هدوء، اليوم جاءت لنا طالبة جديدة، أرجو أن ترحبوا بها

تقدمت هي وانحنت بلطف، و بابتسامة خجولة قالت :

_مرحبًا، أدعى كيم جينا، أرجو أن تعتنوا بي

مع نهاية جملتها ردد الجميع مرحبًا وعلى وجوهم ابتسامات صادقة، ثم جلست بينهم وهم أخذوا يتعرفوا عليها ويحدثونها باهتمام
اما هو كان جالسًا في ركن الصف، يحدق بهم بأسى، رؤيته لهم كيف يرحبون بها يثبت لهم أن العيب به وليس بهم، هو يظن أن المشكلة تكمن به وان هو من يجب عليه أن يتغير وأنه سبب كل شيء سيء يحدث،  وأنه يستحق عدم الاهتمام هذا
  لو يستطيع العالم ومن به  أن يغيروا قلوبهم فقط..لكان الوضع أفضل

ظل يحدق بهم حتى ألتفتت جينا بالصدفة وألتقت عيناها بعينيه، الحزن الدفين الكامن بعينيه جذبها وجعلها تحدق به، أما هو أشاح بوجهه بعيدًا عنها، ففي النهاية أكثر ما يمقته هو الشفقة.

في نهاية اليوم المدرسي، أنتظر حتى يرحل جميع الطلاب ويأتي سائقه ليصله للسيارة، وهو خارج من الصف كانت جينا واقفة وعندما رأته هكذا، شعرت بغصة في حلقها، هي فتاة حساسة للغاية وعاطفية لدرجة أنها قد لا تنام طيلة الليل لمشهد قطة تسير وحدها على الرصيف، يمكنها التألم لألم الأخرين والشعور بهم لأقصى حد، رؤيته هكذا لم تكن هينة بالنسبة لها، حتى إن لم تكن تعرفه، هي الأن نتخيل كم المعاناة التي يعيشها مما يجعلها تشفق عليه وتحزن حد البكاء

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 27, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نهاية سعيدة B.BHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن