الحبُّ مذاقهُ مُرْ وإنْ بدا لكَ حُلواً ستتلظى بجمرهِ الذي حسبتهُ حلْوى..خداعهُ متقنٌ مُلقّن تحتَ يدِ ثعلبٍ ماكرْ..يجْعلُكَ تظنُّ أنّ البداياتْ ما هيَ سوى مقبّلاتٍ لحياةٍ أروعْ وما يفتأ ينقلبُ رأساً على عقِبْ ليتفشى سُماً يذهِبُ حياتُكَ ضنكاً..
ولا زالَ الجميعُ يُحب والمجانينُ منهمْ يعشقونْ..
.
.
في مثلِ هذا الوقتِ منَ الصباحْ أميلُ للإستيقاظْ فكلّ شيءٍ يبدو مختلفاً الآن تسرّبِ خيوطِ الشمس دافئةً منْ النافذة ،شمّ الهواء المنعش ذي النسيمِ الذي يُلامسُ بشرتي برقّة..وأخيراً رؤيةِ وجهها الملائكي وهيَ نائمة..
تنفردُ ملامحها بنعومة ترتدي الأبيضَ الناعِمْ كعادِتها مهما انقضى من سنينٍ لزواجنا لا زلتُ أراها كأولّ مرة..
أبغضُ حينَ تستيقظُ قبلي فلا أرى مشهدي المحبّبِ هذا..
فتحتْ عيناها تنظرُ لي بنعاسْ في كلّ حالاتها تجعلُ قلبي ينبضُ بجنونْ يليها تبسّمي فشمسي قد أشرقتْ لتوّها..
<<ألا تملُّ منْ ذلك؟>>.
.
<<منذُ أنْ أتيتِ حياتي نسيتُ ماذا تعني هذهِ الكلمة>>.
.
<<مُخادع>>.
رمتْ وسادتها ناحيتي تنهضُ ذاهبةً للحمّام ولكنْ لمَ العجلة!
.
<<ماذا عنْ قُبلتي الصباحية أينَ تذهبين>>.
.
<<ليس اليومْ عزيزي>>.
قالتْ مُسرعة لتغلقَ البابَ ورائها ما مشكلتها اليوم؟
هل حقاً سيتعكرُ مِزاجي فقط لعدمِ تقبيلها لي؟
.
خرجتُ لصنعِ الفطورْ فهي تحبّهُ من صُنعي..
وضعتهُ أنتظرها وها قد أتتْ تتزينُ عنْ العادة بفستانٍ أبيضْ كما تُحب وشعرِها الحريري مسدولٌ برقّة لا يصلُ كتفيها
جلستْ أمامي تأكلْ وبلا أن أتحدثَ معها هي حتى لمْ تخبرني أينَ ستذهبْ..
أضعُ أمامها كأسَ العصيرِ بغضب ليخرجَ صوتاً عالياً علّها تلاحظُ غضبي ولكنّها فقط باردة كالجليدْ
<<ناولني الخردل>>.
.
وضعتهُ أمامها بذاتِ الطريقة فهذهِ هي طريقتي لإظهارِ غضبي
؛جلستُ أمامها أتناولُ طبقي بلا شهيّة وحاجباي يعلنانِ ذلكَ بوضوحْ.
.
نهضتْ منْ كرسيّها تتقدّمُ نحوي وبدوري تصنّعتُ تجاهلها وهل أستطيع؟
قامتْ بإبعادِ يداي عن طبقي لأنظرَ لها باستغرابْ ولكنْ هي لمْ تنفكْ عن مفاجئتي مهما اعتدتها..
جلستْ على قدماي تنظرُ إلي بابتسامة قد تصنعُ جميعَ أيامي وها أنا أقاومُ الذوبانَ أمامها.
<<علمتُ أنّك غاضبْ يكفي>>.
.
أحاولُ التصرفَ ببرود آملاً ألا أُهزم منذُ أولّ محاولة..
<<ملاحظتكِ جيّدة أحسنتِ>>.
.
لا زالتْ تبتسم تُفقدني صوابي هي تعلمُ نقاطَ ضعفي جيّداً وجلي أنّها ستستخدِمها ضدّي..
قبّلتْ شفتي مسرعة تنظرُ إلي بذاتِ ابتسامتها
<<والآن؟>>.
.
<<لنْ أقعَ لكِ>>.
.
عاودتْ تقبيلي مجدداً أعمقُ منْ سابقتها أشعرُ بذبولِ عيناي ؛بالنسبة لي مفعولها يضاهي الكوكائين تخديراً..
.
<<وهكذا؟>>.
لا أستطيعُ التمثيلْ أكثرْ ملامحي تفضحُني أنظرُ إليها بِسُكر وكمُدمنٍ لا يستطيعُ تجاوزَ جرعتهِ اليومية جذبتها عميقاً إلي لا أخططُ لتركِها قريباً~
<<هلْ أنتِ راضية بما فعلتهِ بي الآن؟ ما رأيكِ بتأجيلِ خروجكِ وقضاء بعض الوقتِ معي؟>>.
أنظرُ إليها وكأنّ موتي فورَ نهوضها عنّي ولكنّها تهوى تعذيبي~
.
اقتربتُ لأقبّلها مجدداً ولكنّها صدتني بوضعِ فروالة في فمي وتنهضُ مُسرعة..
<<سأخرجُ مع صديقتي ولنْ اتأخرْ أعِدُك!>>.
.
<<ولكن!>>.
خرجتْ مسرعة قبلَ أكملَ حديثي ما الشيء المهم لتتركني هكذا منْ أجله!
.
.
الساعة أصبحتْ تُقاربُ الثامنة مساءاً وهي لمْ تعُد حتّى الآن..
القلقْ يسودُ عقلي وهي حتى لا تجيبُ على هاتفها..
ارتديتُ سترتي أنوي الذهابَ للبحثِ عنها
.
صوتُ مفرقعاتٍ قوي أوقفني أمامَ الباب بجفولْ أنظرُ حولي وكلّي دهشة ماذا يحدثُ هنا!
.
تقفُ هيَ أمامي ترتدي فستاناً أحمرْ مخملي تحملُ بالوناً كبير وحولها حديقةُ منزلنا مزيّنة بطريقة جميلة جداً تملئُها الشموع..
تقدمتْ نحوي تحتضِنني برقّة..
<<ميلاداً سعيداً عزيزي!>>.
.
أنظرُ لها بصدمة كيفَ حضّرت كلّ هذا أنا حتى لمْ أسمعْ صوتاً
<<ولكنْ كيف!>>.
.
<<ليسَ الآن أولاً أُنظرْ لهديتي>>.
.
مدّت لي علبة متوسطة الحجمْ مُغلفة جيداً تشيرُ لي لأفتحها
قمتُ بفكّها إنّه كِتاب هي تعلمُ جيّداً ما أفضّل..
<<إنّه لكاتبي المُفضّل أنتِ عظيمة!>>.
.
<<لمْ أقصدْ ذلك افتحهْ!>>.
.
حسناً لحظة! هل ما أراهُ حقيقي!
<<إنّهُ موقّع!! كيفَ فعلتِ ذلكْ!>>
.
<<هلْ أدركتَ الآنْ لمَ خرجتُ مُبكّراً لمْ أرِد تفويتَ حدثِ التوقيع>>.
.
<<هل كانَ اليوم! كيفَ لمْ أعلمْ ذلك!>>.
.
<<لأني لمْ أسمحْ لكَ بذلك هلْ تريدُ تخريبَ هديتي المُميزة؟>>.
قالتْ تقتربُ منّي تزيدُ ابتسامتي
.
<<سأحبّه أكثرْ بسببكْ>>.
.
<<جيّد..هيا لنقطع الكعك..>>.
.
.
قضيتُ برفقتها وقتاً رائعاً هي ليسَ لها مثيلْ تملأ حياتي ألواناً وبدونها أنا باهتٌ لا يجيدُ العيشْ كما كنتُ قبلَ رؤيتها..
.
بدا لي أنّها مُتعبة لذا حملتُها لتنامْ وذهبتُ لشربِ الماء..
جلستُ في الكرسي قليلاً أنظرُ للكتابِ الذي أهدتني إياه تكتبُ عليهِ عباراتِ غزلْ تجعلني أبتسم كالمجنونِ لوحدي~
.
اشتدتْ الرياحُ خارجاً تسقطُ صورةً ما بقوة من على الحائطْ نهضتُ مسرعاً لحملها ويبدو أنّ الزجاجَ قدْ تناثرَ على الأرضْ..
أغلقتُ النافذة واتجهتُ ناحية الصورة أحملها..
صورة تجمعُني معْ أسوأ كوابيسي كيفَ نسيتُ التخلصَ منها..
شخصٌ لا أودُّ تذكّره خصيصاً اليوم..
.
وضعتُ الصورة بغضب على الطاولة لأعودَ إلى غُرفتنا ولكنْ أوقفني صوتُ جرسِ الباب..من قدْ يأتِ بهذا الوقتِ منَ الليل..
تقدّمتُ لفتحهِ ببطء ليظهرَ هوَ بذاتهِ أمامي...
<<ميلاداً سعيداً أخي الصغير!>>.
.
.
.
حينَ تشعرُ بالرهبة منْ شيءٍ تهابه..تهيأ لهْ فإنّ قدومهُ محتومْ..