لا طالما أغرتني فكرت تسليط الأضواء عليّ حيثما أغدو، شابة ذات شعبية يتلاهف الرجال خلفها و تحضى بصداقات متعددة، فقط يستحيل أن أكون منسية، أكثر شيء أخشاه..الوحدة.
ومن جهة أخرى أُفَضِل البقاء بغرفتي المُقفَلة فوق سريري المَرِنّ أشاهد مسلسلاتي لساعات دون توقف.
فقط أفعل ما أراه صحيحاً ويُسعدني، نفسي و حُريتي قبل كل شيء، ففي النهاية لا يمكن العودة بالزمن ، لا وجود للفرص، الدنيا تستحق التجارب والمغامرات لن أُهدر لحظة منها في تردد أخرق أو خجل لا يُسمِن ولا يُغني مِن جوع.
قلْ لي ما النفع أرجوكِ، من حلمٍ محاطٍ بالسواد، من فمٍ بلا شفاه، من سماءٍ بلا زرقة، من غابةٍ بلا أشجار، ومن حياة بلا حرّية!
في النتيجة نأتي إلى الحياة مرة، التحرّك أفضل من قول ليتني فعلت هذا لاحقاً.. على الأقل أقول جربت، المجهول اسوء من كل شيء.
أفضل الخسارة على الندم، الندم على فوات التجربة دون اختبارها، يسرّني أن أتذكر في يوم ما أنني -فعلت كل مابوسعي- وخسرت نعم، لكن دون ندم!
وما أصعب الندم..عليكِ أن تعلمِ أن التضحيات العمياء التي تُقدميها على حساب مصالحكِ الشخصية لن تفيدك شيئًا، لن يقف لكِ أحدًا يومًا ما ليصفق بحرارة على قتلكِ لذاتكِ، سيمضي بكِ العمر وتكتشفين أن جميع التضحيات لا يأتي من وراءها مُقابل، إما أن تفعليها لأجلكِ، لأنكِ راغبة بذلك، أو لا تقُومي بالتضحية أبدًا، تجنُبًا الوقوع في فخ الندم.
بطريقةٍ أو بأُخرى لطالما كنتُ أُحاوِلُ اللحاق بأحلامي، أن أكون امرأةً غير عاديِّة، أن لا تمُر على جسدي السنوات دون أن تفخَر لمرورها على جسدي
لا أُحِب أن يذكُرني رجلٌ أحبّني فيقول: "أين عساها تكون الآن!".. لا يُريحني أن أكونَ ذكرى مجهولة المصير، قُبلة فانية لا تشتهيها شفاه الندم!
لا استطيع إنجاب طفلة لهذا العالم إن لم أكُن قادِرة على جعلها تراه من الأعلى، الأزِّقة المُتَّسِخة والمعاناة الزاحِفة فوق تُربتِها ستجعلها عُرضةً للجلدِ، من مِنَّا يتمنَّى الجلدَ لأطفاله!
ما فائِدة السير طويلاً إن كانت آثار أقدامنا على قياس من سبقونا، كيف سيميِّزون مرورنا هنا، لا أُفضِّل التواضع حينما يتعلَّق الأمر بالخلود، علينا أن نختار ما بين أن نكونَ رقماً أو اسماً، علينا المحاولة على الأقل
داخل القلوب، فوق الشفاه، ضمنَ الدروس، حقيقة بين الحقائق، ابتسامة خفيفة، كلمة مكتوبة، صوتٌ مسموع، فكرة حائِرة، سؤالٌ أو جواب.. ليس على الحياة أن تمُر دون أن نكون شيئاً من تلكَ الأشياء
لطالما كنتُ أُحاوِلُ اللحاق بأحلامي، أن أكون شيئاً لا يلومني عليه أطفالي، لا تلومني عليه التجاعيد، لا يلومني عليه الموت.
وبقدر شغفي بالحفلات و التجمعات كنت قليلة الحديث، تروقني الأفعال و الحركة على أن يجفّ حلقي في الثرثرة، و الأمر نفسه كذلك بالنسبة للدردشة مع الآخرين بمواقع التواصل الاجتماعي الأمر أني لا أستطيع محادثة أيًّا كان ٢٤ ساعة متواصلة كل يوم، لا أحد يمكنه مُهاتفتي على الدوام، اليوم وغدًا وبعد الغد، هذا مُقرف للغاية.. يُصيبني الإشمئزاز ويستقر بي.
لست متناقضة وما شابه، نا أغيّر حياتي بشكل دائم في سبيل الحرّيّة. لستُ مغرماً بالتغيير. أنا مطارد من أقفاص الآخرين.
أنت تقرأ
𝐖𝐇𝐀𝐓𝐄𝐕𝐄𝐑 || P.JM
Romanceتنتقل "دَيانا" النابضة بالحيوية إلى العاصمة بحثاً عن بداية جديدة هرباً من ماضيها الجامح المبني على علاقات الاحتيال و المُتعة مع الجِنس الآخر، لتتفاجئ أنّها مُطاردة مِن قِبَل أحدّهم حتّى بعد مرور سنين.. ⚠️[للناضجين ٢١+]⚠️