#حوش_اخريبيش
الجزء الثاني....زي العادة ينوض سعيد قبل أذان الفجر، يصلي ويلبس كبوطه العسكري الخضر الطويل ويحط طاقية صوف علي راسه ويطلع ايجيب في خبزة ساخنة من الكوشة، يروح يلقى امه مولعه الكانون وحاطة عليه براد الشاهي في وسط الحوش بحكم حواشين اخريبيش العربيات من غير صقف في وسط الحوش.
خش سعيد للدار فيده اشكارة الخبزة واشوي ولحقاته الحاجة مبروكة بصفرة الشاهي والحليب، خش يوسف كيف نايض صبح عليهم وقعمز يفطر معاهم، اما مرعي ف كان يا دوبه امروح من سهرته وخش للمبروعة طول اللي داير فيها افراش في التركينة امفرش فوقه بطانية عسكرية اشهبة وفوقها نطع وعالجنب امطبق بطانية ايتغطى بيها، وسالمة راقدة في نفس الدار اللي يفطروا فيها وهذي هي دارها هي وامها وهي دار لمة العيلة اللي ديما فيها يتغدوا ويتعشوا ويشربوا شاهي العشية وفيها ذكراياتهم مع سهاري امهم وهم صغار.
كمل سعيد فطوره وناض يلبس في كندرته في فم الدار وهو امقعمز ع العتبة، والتفت علي انه قاللها تبي شي يا امي قبل نمشي!! قالتله تربح يا باتي تمشي واتجي طيب، طلع يوسف يبي يمشي لداره يلبس ويوتي اكتاباته ويمشي للمدرسة، خطم في جنبه سعيد حطله خمس قروش في يده ضحك يوسف وكمض عليهن فايده وعدى شور داره.في جيهة من البحر اسمها # الكبترانية ملتمين البحارة والرياس قريب من الشط مولعين نار كبيرة يدفوا عليه وهم امصبيين وحاطين جنبها براد شاهي حمرا، وكانت السماء امغيمة سودة والجو صقع يضرب في العظام، صبح عليهم سعيد وقاللهم شنو اليوم ازعمك نخشوا ولا تخافوا البحر يعلى، قالوله توا نشربوا الشاهي وكل حد يجهز فلوكته وبعدين انديروا رأي.
شربوا الشاهي وتما كل حد لاهي في خدمته، اللي يخلص في الشبك واللي يحط في عوالته في الفلوكة وكل حد لاهي في حاله.
كلا سعيد عدى شور الحاج اشتيوي اللي هو صاحب الفلوكة ويخدم معاه سعيد، والحاج اشتيوي كان شايب كبير بالعمر زوجته متوفية وعياله متزوجين كل واحد في مكان، وهو عايش في براكة عالبحر بروحه كانوا كل ليلة يلتموا عنده البحارة والرياس يونسوا فيه ويهدرزوا عنده، وكان هو كبير الرياس وكلمة ماشية عليهم بحكم عمره وخبرة في البحر من صغره مع بوه.
قعمز جنبه سعيد وقاله شنو يا عمي اشتيوي شكلك مش ناوي علي طلعه اليوم !!
قاله اليوم نحس في روحي تاعب وعطيها ليا برد، لكن انكان اسقم الجو واطلعوا الجماعة خوذ معاك واحد من الشباب واطلع حتى انت معاهم بالفلوكة.في حوش سعيد زي العادة ناضت اخته سالمة افطرت وابرمت علي دارهم طبقت البطاطين وافتحت الرواشن واكنست الدار، واطلعت علي دار خوتها سعيد ويوسف ضمتها، وخشت علي امها في الكوجينة لقتها طارحة نطع وامقعمزة تبرم في كسكسو.
اشوي ودق باب حوشهم اطلعت سالمة تفتح وهي عارفة من اللي يخبط عليهم عالصبح، افتحت وخشن جاراتهم اللي متعودت كل صبح بعد يسقدن رجالتهم للخدمة وعيالهم للمدارس ايديرن برمة علي حواشينهن ويلتمن عند الحاجة مبروكة يفطرن مع بعضهن ويقعمزن علي عالة الشاهي يهدرزن ويوسعن خاطرهن لعند اقريب الظهر.