المثلية في عصور الخلافة

14.8K 71 51
                                    

عرف العرب ممارسة "اللواط" منذ القدم.
هكذا كانوا يسمّون المثلية الجنسية، فصورته لم تكن كما صورته في ذهننا اليوم .

عندما نتحدث عن المثلية الجنسية، ولم يكن ممارسةً ينتج عنها تصنيف ممارسيها إلى فئات ذات رغبة متمحورة حول الذكر.

بل كانت ممارسة غالباً ما تجتمع مع ممارسات أخرى مع الجنس الآخر.

تعود معظم الأخبار والأشعار التي تتحدث عن المثلية إلى العصرين العبّاسي والأندلسي.

هذا لا يعني أنها ممارسة نشأت في هاتين الحضارتين، فقد عرفت قبل ظهور الإسلام واشتهر به بعض الخلفاء الأمويين.

لم يضع القرآن حداً واضحاً على من يمارس المثلية كحد الزنى ،او حد القذف .
واكتفى بالتطرّق إليها بشكل سلبي ، وبالذمّ بقوم لوط الذين مارسوها.

هذا الغياب سبّب أزمة بين الفقهاء حول الحدّ المفروض على من يمارسه.

تذكر كتب الحديث حديثاً ضعيفاً عن ابن عبّاس عن النبي يقول: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به".

تشير الروايات المنقولة عن الصحابة إلى تعاملهم الشديد مع ممارسها. منهم من دعا إلى رجمه بالحجارة حتى الموت، ومنهم من قال: "يُحرق"، ومنهم من قال: "يرمى به من أعلى شاهق"....

الذكر الأمرد المستحبّ :

كان المثليون يفضلون، بشكل عام، الغلام الأمرد (الذي لم تنبت لحيته بعد) لإقامة علاقة جنسية معه.

يقول إبن أبي البغل:

"وإلا فالصغار ألذ طعماً،
وأحلى إن أردت بهم فعالاً".

في التراث العربي أخبار كثيرة تدلّ على استثارة الغلمان للرجال.

يقول أحد الأحاديث: "قدم وفد عبد القيس على النبي وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة ، فأجلسه النبي وراء ظهره وقال: كانت خطيئة من مضى النظر".

وعن أبي هريرة: "نهى رسول الله أن يحدّ الرجل النظر إلى الغلام الأمرد".

كذلك، نهى بعض الفقهاء عن مجالسة المردان.
قال ابراهيم النخعي: "مجالستهم فتنة وإنما هم بمنزلة النساء".

بعض الشعراء العرب ذهب في التغزّل بالنساء إلى تشبيههن بالغلمان.

يقول الجاحظ في تعليق له على الشعر المنتشر في عصره :
"إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحسن قيل‏:‏
كأنَّها غلام ووصيفةٌ غلامية‏".

الجنس في الماضي والحاضر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن