الفصل الثاني ( ذنبٌ و داءٌ )

283 30 25
                                    

الصبي : هيييه المطر بدأ بالهطول ، ليتنا احضرنا مظللتينا

الجد : لا بأس بني فقد شارفنا على الوصول

اكمل كل من الجد و حفيده مسيرها نحو الامام حتى وصلا إلى مأواهما كان عبارة عن منزل صغير ذو شبابيك تغطيها الخشب و ثقوب تملأ الجدران ، اخرج طاعن السن وهو يسعل كومةً من المفاتيح يبحث من بينها على مفتاح هذا المنزل

الصبي : يا جدي أأنتَ بخير ؟

الجد : نعم لا تشغل بالك بشأني يبدو بأنها نزلة برد و ليس إلا ... ( سعال )

و عندما وجد العجوز اخيراً مفتاح المنزل قاطعتهما ذات الرداء الداكن قائلةً بصوت شديد البرود :
نيه ايها الصبي

ارتبك الصغير فـتخبأ خلف جده ممسكاً بمعطفه مما جعل كبير السن يضع يده عليه ليطمئنه و بعدها رد على ذات الرداء :
كيف لي ان اساعدكَ سيدي ؟

ذات الرداء : لم ابتغي المساعدة لقد ناديت على الصبي لأجذبن مسامعه نحوي

الجد : و ما عساك تريد منه ؟

ذات الرداء : ان يستمع الي فقط

الجد : اعتذاراتي سيدي و لكنني قد ربيت حفيدي على ان لا يتكلم او يستمع إلى الغرباء ، و ايضاً امسى الجو شديد البرودة و المطر يتزايد لذا علينا الدخول كي لا يأتينا داء

ذات الرداء ببرودٍ قاتل : يا رباه ، لربما علي ان اكون اكثر خشونة ؟

ارتعد الجد خوفاً على صغيره فـسارع بإدخال المفتاح في محجر الباب ففتح و عندما التفت إلى صغيره وجده فاتحٌ عينيه على مصراعيها فـهرع نحوه الجد صارخاً :
بين ما الامر ؟! ، هل أنت على ما يرام ؟!

رد الطفل مصدوما و رافعاً لسبابته الصغير : جـ - جدي ... ظلك انه ...

التفت الجد نحو الوراء و اذا به يرى ظله قد قام و بدأ بالتشكل على شكل حبل طويل فقالت ذات الرداء :
" إربــطهـما "

فألتف الظل نحو الصغير و جده رابطهما ببعضهما البعض ثم تقدمت ذات الرداء الاسود نحوهما ، وهى تقول :
احسنت ظلٌ مطيـ ...

قاطعها الجد : ما الذي تبتغيه - ( سعال ) منا ؟ الا ترى بأننا مساكين - ( سعال ) بالكاد نؤمن لقمة عيشنا ليومٍ - ( سعال ) واحد ؟ و من ثم - ما مرادك بصغيري - بين ؟! اياك ان تمس شعرة منه ( يسعل دماء )

صرخ الصبي : جـ - جدي ؟!

ذات الرداء : هل رأيت يا صغير ، هذا ما كان جدك العزيز يعنيه بـ " الرمق الاخير "

الصبي : ايه ؟

ذات الرداء : المرض هو الداء و لكل داء هناك علاج و لكن هناك امراض ما لها من العلاج شيء لكونها قاتلة ترد صاحبها مقتولاً و هذا هو داء جدك ما ان لم يخب ظني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إليك يا زهرتي السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن