الصبي : هيييه المطر بدأ بالهطول ، ليتنا احضرنا مظللتينا
الجد : لا بأس بني فقد شارفنا على الوصول
اكمل كل من الجد و حفيده مسيرها نحو الامام حتى وصلا إلى مأواهما كان عبارة عن منزل صغير ذو شبابيك تغطيها الخشب و ثقوب تملأ الجدران ، اخرج طاعن السن وهو يسعل كومةً من المفاتيح يبحث من بينها على مفتاح هذا المنزل
الصبي : يا جدي أأنتَ بخير ؟
الجد : نعم لا تشغل بالك بشأني يبدو بأنها نزلة برد و ليس إلا ... ( سعال )
و عندما وجد العجوز اخيراً مفتاح المنزل قاطعتهما ذات الرداء الداكن قائلةً بصوت شديد البرود :
نيه ايها الصبيارتبك الصغير فـتخبأ خلف جده ممسكاً بمعطفه مما جعل كبير السن يضع يده عليه ليطمئنه و بعدها رد على ذات الرداء :
كيف لي ان اساعدكَ سيدي ؟ذات الرداء : لم ابتغي المساعدة لقد ناديت على الصبي لأجذبن مسامعه نحوي
الجد : و ما عساك تريد منه ؟
ذات الرداء : ان يستمع الي فقط
الجد : اعتذاراتي سيدي و لكنني قد ربيت حفيدي على ان لا يتكلم او يستمع إلى الغرباء ، و ايضاً امسى الجو شديد البرودة و المطر يتزايد لذا علينا الدخول كي لا يأتينا داء
ذات الرداء ببرودٍ قاتل : يا رباه ، لربما علي ان اكون اكثر خشونة ؟
ارتعد الجد خوفاً على صغيره فـسارع بإدخال المفتاح في محجر الباب ففتح و عندما التفت إلى صغيره وجده فاتحٌ عينيه على مصراعيها فـهرع نحوه الجد صارخاً :
بين ما الامر ؟! ، هل أنت على ما يرام ؟!رد الطفل مصدوما و رافعاً لسبابته الصغير : جـ - جدي ... ظلك انه ...
التفت الجد نحو الوراء و اذا به يرى ظله قد قام و بدأ بالتشكل على شكل حبل طويل فقالت ذات الرداء :
" إربــطهـما "فألتف الظل نحو الصغير و جده رابطهما ببعضهما البعض ثم تقدمت ذات الرداء الاسود نحوهما ، وهى تقول :
احسنت ظلٌ مطيـ ...قاطعها الجد : ما الذي تبتغيه - ( سعال ) منا ؟ الا ترى بأننا مساكين - ( سعال ) بالكاد نؤمن لقمة عيشنا ليومٍ - ( سعال ) واحد ؟ و من ثم - ما مرادك بصغيري - بين ؟! اياك ان تمس شعرة منه ( يسعل دماء )
صرخ الصبي : جـ - جدي ؟!
ذات الرداء : هل رأيت يا صغير ، هذا ما كان جدك العزيز يعنيه بـ " الرمق الاخير "
الصبي : ايه ؟
ذات الرداء : المرض هو الداء و لكل داء هناك علاج و لكن هناك امراض ما لها من العلاج شيء لكونها قاتلة ترد صاحبها مقتولاً و هذا هو داء جدك ما ان لم يخب ظني
أنت تقرأ
إليك يا زهرتي السوداء
Romanceصـدقوني هناك ... هـناك شخص ما مـفقود انها انـا .. انا نفسـي ذاتـي التــي فقدتـها ردوهـا إليّ لما تستمـرون بتشـويهها هكـذا ؟ القصة تدور حول موهوبــة الصقيع الاسود التي تـجمد اياً كان من يقف عائقاً في وجهها حتى سُجلت كموهوب خطير يعم في مدينة يوكوهاما...