1/12

3.6K 131 8
                                    


وِجهة نَظر ليسا .

حَدث ذَلك فِي أبرِيل عِندمَا كَانت أزهَار الكرز المُتأخرة لا تزَال تتساقط عَلى الأشجَار ، كُنت أقُوم بترتِيب الكُتب فِي مَكتبة مدرستنَا أنهَا وظيفتِي بِدوام جُزئي بَعد الفَصل ، لَا يُمكنني إنكَار حقيقة أنني مُغرمة بالكُتب ، هذَا هُو المكَان الوحِيد الذِي يُمكنني فِيه أن أهرب مِن الوَاقع .

حَان وقت إغلَاق المَكتبة تقريبًا ويبدأ الطُلاب الآخرون فِي المُغادرة ، عَلى طَاولة فَارغة رأيت دَفتر مُلاحظات تَركه صَاحبه ورائَه ، أخذت دَفتر المُلاحظَات عَلى أمل كِتابة اسم المَالك في مكَانٍ مَا ، لَقد قَلبت الصفحَات "يَوميات؟" سَألت نَفسِي ، تفاجأت عِندما قرأت مَاهو مكتُوب .

"لَدي بِضع سنوَات فَقط لأعِيشهَا ، بَعد أن تعَاملت مَع ذَلك ، كَتبت هذَا مِن أجل العَيش مَع مرضِي اولًا أعاني مِن مَرض القَلب".

"القَلب؟...يمُوت؟"

وأكدت صَوت مِن الخَلف "هذَا لِي" استدَرت ورأيت فتَاة قصِيرة تَنظر إلي ، وصولًا إلى دَفتر المُلاحظَات الذِي أحمِله "أُراهِن أنكِ مُتفاجئَة" ابتسمت وسَارت نَحوي بِحماقة "لَكن لَم اتفاجأ كمَا كُنت ، إعتقَدت أنني فَقدتها لِذلك جئِت أبحَث فِي كُل مكَان ، فَقط لأجِدك مُمسكةً بِها" قَالت بِمثل هذَا الحمَاس .

قُلت بِبسَاطة "أوه ، هَل هذَا صحِيح؟" "هَا انتِ ذَا" سلمتُهَا دَفتر اليوميَات الذِي أخذته بِكلتَا يديهَا ، مَررت بِجانبهَا وواصلت تصنِيف الكُتب كمَا أفعل دَائمًا .

"قرأتِيه ، ألَيس كَذلك؟" هِي سألت ، بقِيت صَامته بينمَا كُنت أضَع الكُتب عَلى الرفُوف .

"أسمِيهَا العَيش مَع المَوت ، مُنذ أن عَلمت بمَرض قَلبي استخدمته كمُذكرات لِي" التفت إلى وجههَا ورأيت عينيهَا المُرعبتَين تُحدقَان فِي دَفتر يومياتهَا بينمَا تتشكَل ابتسامة فِي شفتيهَا .

ابتهَجت "أنتِ ، لا تعتقدين أننِي أمزح صحِيح؟ حِس الدُعابة لدِي لَيس بهذَا السُوء" ضَحِكت ، لكنني لَم أقل شيئًا و واصلت عملِي وفجأه سكتت للحظة "قلبِي ينبِض بِشكل غَير مُنتظم وسرعَان مَا ..." كَانت الغُرفة بأكملهَا مُغطاة بالسكُون ولا يُمكِن سمَاع سِوى صوتِي وانا أُدخل الكتب عَلى الرفُوف "سأمُوت".

لَقد واجهتهَا "آه ، لا تقُل هذَا" قُلت فِي رتَابة وانتقلت إلى الرَف التَالي .

"ماذا؟! هذا كُل شَيء؟" صَاحت و اقتربت منِي "عادةً ما يتصرف النَاس النَاس بِمُفاجأة ويقولون شيئًا مِن المُمكن أن يُبهجني ، ألَيس لَديك ما تقُوله؟"

"لَا"

سَقط فكها ، إتسعت عينَاها تَنظر إلي لِفترة وجِيزة ، انفجرت فِي الضَحك وهِي تُمسك بطنهَا "هَل أنتِ جادة؟" واصلت الضَحك وتَمسح دَمعة نَزلت مِن عينهَا .

"عَلى أي حَال ، يَجب أن أذهب الآن" قُلت بينمَا كُنت أمشِي بِجانِب التِي كَانت لا تزَال تضحك .

-

كنت أسير إلى المنزل عندما رأيت شخصية مألوفة تتكئ على شيَء ربما تنتظر شخصًا ما .

"يالها من صدفة!" لوحت لي .

إنها الفتاة من الخلف في المكتبة .

"آسفة ، لكن لا تجرينِي إلى مصادفاتك" استدرت يسارًا من اتجاهها لتجنبها .

جاءت راكضة نحَوي وأنا أمشِي مبَاشرةً دون أن أنظر إليها.  "مرحبًا ، هل تحدثنا من قبل؟ دائمًا ما يكُون انفك في الكُتب" سارت جنباً إلى جنب معي "هل تعملِين بدوام جزئي في المكتَبة؟ هل تذهبِين دائمًا إلى هناك بعد الفصل؟" استمرت في ازعاجِي .

لَقد تحققت مِن سَاعتي لِمعرفة الوَقت "لا يزَال لَدي مهَام أُخرى أقُوم بِها ، إلى اللِقاء".

"حسنًا لَقد فهِمت ولكن قَبل أن تهرُب لَدي خِدمة أطلبهَا مِنك ، أُريدكِ أن تُبقِي مرضِي سرًا لم أخبر أحدًا عَنه" لَقد واجهتهَا "سَيكون سِرنَا الصغِير" غَمزت لِي .

أجبتهَا وهو ما صَدمها "لَن أخبر أحدًا ، لَا يعنِي ذَلك أن لَدي من أُخبره".

"لَيس لديك أصدقَاء؟" مَشت أمَامي مِن مَا جعلنِي أتَوقف "إذا اردتِ سأقضِي بَقية حياتي فِي التكسع معك" ابتسمت عَلى نِطاق واسع مما تسبب فِي إختفاء عينيهَا .

أخذت تنهِيدة عمِيقة "أفعلِي ما تُريدين".

أطلَقت ضِحكة مكتُومة لطِيفة "سَوف أفعل" وسَارت أمامِي ، لَوحت لِي بيديهَا "شكرًا" وابتعدت ، راقبتهَا وهِي تذهب حتى غَابت عن عيني .

See u in the next chapter..

I Give You My Heart | أُعطيك قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن