١٨. لا ينسى.

8 1 0
                                    

كما توقعت.. إن العقاب حرمان من الطعام لأربع أيام..
◇◇◇

كنت أذهب إلى المدرسة وفي بعض الأحيان يأتي أحمد إلي، وغالبا لا تخلو يديه من هديه.. لا أستطيع رفضها لأن الهدية شيء أريده بشدة.. مثل كتاب خاص لإحدى العلوم أو الأدوات الخاصة بنفس تلك العلوم، حتى لو رفضتها أجبر على أخذها على أي حال.. كم أنا مدين له.
وفي نهاية الدوام التقي بفطيم، يريد قول شيء ما ثم يبلع لسانه، ولن أسأله عن هذا الشيء الذي يريد قوله حتى يخبرني هو بنفسه.
كان فُطيم يدعوني لمنزله كثيرا.. حسنا.. أنا أكذب فأنا أتي إليه دون دعوه..
◇◇◇

بإحدى المرات بزياراتي له.
لم يكن لدينا شيء لذا أخذت كتاب قد أحضرته معي
وقرأته بالمقلوب لإضاعة الوقت لا غير.
فطيم بسخرية: هل تريد أن تتعلم القراءة بالمقلوب الآن؟
قلت: نعم.
فطيم: هل أنت جاد؟
رفعت حاجبَي: نعم..؟
فطيم بضجر: ممل.
قلت: بل الممل أنك لا تنسى أبدا.
شد انتباه فطيم حيث قال بتعجب وهو يغير وضعيته: وهل أنت لا تنسى أبدا؟
أغلقت الكتاب ونظرت إليه وابتسمت: نعم.
فطيم بتساؤل: منذ متى؟ أو ما أول مارأيت؟
قلت: بعد أسبوع من مولدي، وأنا بحضن جدي الذي مات بعد يوم، وبتمام الثالثة عصرا حيث كانت هناك ساعة على الجدار فوق جدي.
فطيم بذهول: واهه لقد كنت مع شخص أندر من الألماس طول هذه المدة وأنا لا أعلم إذا.
قلت: نعم، فيحق لك الفخر بأنك صديقي.
فطيم: إذا أيها الصديق الذي لا يوجد منه اثنان في العالم أخبرنا عن هذا.
ابتسمت وقلت: نعم نعم نعم سأخبرك بشيء ما.
أردفت: هل تحب سماع القصص التي تتحدث عن الميراث أو ما شابه؟
فطيم وهو يقوم من على الكنبة ويجلس بجانبي:
لا بأس
قلت: جيد.. فهذه التي سأحكيها لك فيها شيء من قصص الميراث..

( قابل للحذف )

فُطيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن