الفصل الأول

131 8 5
                                    

كان الجو شديد الحرارة، الشوارع مزحمة، تحتك الأيادي ببعضها وكل منهم يحاول أن يسرع ويتخلل من بين الزحام حتى يصل لوجهته، وفي إحدى محلات الكتب بالقاهرة كانت هناك فتاة في سن التاسع عشر، خصلات شعرها البني تنسدل لتغطي نصف ظهرها وعينيها عسليتان، يتوهم من يراهم في الشمس انهم بلون الزيتون، شفتاها مكتنزتين بشكل مغرى وغير مبالغ فيه، وانفها حجمه متوسط، اما بشرتها لونها ليس غامق ولكنها ليست بيضاء أيضا لون فاتح يتناسب مع ملامحها، كانت ترتدي بنطال ابيض وقميص بلون المشمش، لمعت عيناها وهي تقرأ روايتها المفضلة، منفعلة بتعبير وجهها بكل تفصيلة تقرأها حتى ايقظها من عالمها الخاص صوت حنون تعرفه جيداً انه جدها احمد ذلك الرجل المسن ذو القلب الطيب يظهر على وجهه تجاعيد الزمن ومنحني ظهره بعض الشئ متوسط الطول وملامحه بسيطة ابتسامته تعكس جمال قلبه
_ حنين بتعملي ايه
- كنت بقرأ الرواية الجديدة يا جدو معلش الوقت خدني ونسيت الزباين
بابتسامة ناعمة : ولا يهمك يا حبيبة جدو يلا تعالي ساعديني في ترتيب الكتب الجديدة دي عشان المحل مكركب ع الاخر
-حاضر يا جدو
ذهبت معه لتهندم مظهر المكتبة وتضع كل مجموعة من الكتب في أماكنها المخصصة وأثناء ترتيبتها لتلك الكتب كانت تتفحص وجوه المارة خارج المحل لديها موهبة تحليل الشخصيات وتشعر بنصر ان اتضح ان تحليلها صحيحاً، انتهت هي وجدها من ترتيب الكتب حتى رأت ابن خالتها سعاد هو شاب في سن الثلاثين طويل القامة وممشوق القوام، ملامحه شرقية لديه عينان سواداويان وشعر اسود ناعم تبدو خصلاته العشوائية لطيفة للفتيات وبشرته قمحية تميل للسمار لديه ذقن تكمل مظهره الرجولي انه رامز يعمل محامي ومستواه المادي متوسط، جاء بحجة الاطمئنان على جده ولكنه أتى ليرى حبيبته فهو يتيم بها يعشقها حد الجنون هي صغيرته التي ترعرت على يديه ويرى انه لا يحق لأي شخص ان يحظى بها سواه..
امتعض وجهها عندما رأته فاشاحت به للجانب الآخر
دخل المحل ليصافح جده ويحضنه بحرارة
رامز بنبرة متحمسة : وحشتني يا جدو ووحشتني قعدتنا سوا
العم احمد بنبرة لوم : يا بكاش اومال محدش بيشوفك ليه
رامز : والله الشغل يا جدو هو السبب كان ورايا قضية صعبة اوي بس الحمدلله كسبتها
الجد بفخر : طول عمري بقول انك هتطلع محامي شاطر
رامز بابتسامة : ربنا يخليك لينا يا جدو
وجه نظراته إلى حنين التي كانت تدعي انها تقرأ في رواية فظل يتطلع لها لثوان بشغف ثم خرجت الحروف ببطء من بين شفتاه: حنين، ايه مش واخدة بالك اني هنا مش هتسلمي على ابن خالتك ولا ايه
نظرت له وهي تحاول رسم ابتسامة مزيفة على ثغرها : رامز معلش كنت مندمجة ف القراءة شوية المهم انت عامل ايه وخالتو أخبارها ايه وحشتني اوي
رامز : الحمدلله كويسين وهي نفسها تشوفك جدا وانا اصلا هنا عشان اعزمكم انتِ وجدي عندنا انهارده، احنا من زمان متجمعناش
الجد بسعادة :وانا موافق يا ابني سعاد وحشتني وجوزها سمير كمان وحشني
رامز بحماس : بابا هو كمان بيسأل عليك دايما يبقى هنستناكوا انهارده ع الغدا ان شاء الله، مع السلامة
الجد بابتسامة: مع السلامة يا ابني
رامز وهو ينظر لحنين بحب : مع السلامة يا حنونة
حنين بجمود: مع السلامة
لاحظ الجد امتعاض وجه حفيدته ابنة بنته فتوجه بقربها ووضع يده على مقدمة ذقنها ليرفع وجهها قبالته
حنين باستغراب :في حاجة يا جدو
الجد بتنهيدة: هتفضلي تعاملي ابن خالتك كدة لحد امتى
حنين بتذمر : وانا عاملته ازاي
الجد بمكر: يا بت، يا بت دا انا جدك وعارفك اكتر من نفسك كل ما بتشوفيه بيركبك ميت عفريت، رامز بيحبك يا حنين طلبك مني قبل كدة بس انا قلتله انك لسه بتدرسي ف الجامعة
حنين بنبرة حادة : طلبني؟ انا مستحيل أوافق، انا مش بكره رامز يا جدو ولا حاجة بس مضايقة من مشاعره ناحيتي دا انا كنت بالنسباله بنته وانا صغيرة عمري ما شفته غير ابن خالتي لكن هو بيفكر ف حتة تانية خالص ودا مش هيحصل
الجد بتفهم : انا عارف انه اكبر منك ب11 سنة بس مش كتير اوي يعني هو بيحبك وشاريكي ومش هتلاقي حد يحافظ عليكي قده بلاش ترفضي النعمة برجليكي هتندمي
حنين بتذمر : يا جدو انااا...
رد مقاطعاً اياها : فكري الاول يا حنين فكري ادي لنفسك فرصة مش هتخسر حاجة ،عشان خاطري انا يا بنتي انا عايز اطمن عليكي
حنين بخضوع: هحاول يا جدو هحاول
ابتسم الجد : ايوا كدة متركبيش دماغك حاكم امك الله يرحمها كانت دماغها ناشفة زيك
ضحكت حنين ثم تشكلت ملامح الحزن على وجهها ليتفهم الجد السبب متحدثاً : وحشتني انا كمان
ضمها جدها إلى صدره فبكت وهي تتمتم قائلة : ماما وبابا وحشوني اوي يا جدو، مش عارفة ازاي فجأة راحوا مني كدة لحد الوقتي مش مستوعبة
ربت الجد على ظهرها بحنو وتساقطت الدموع من عينيه متذكراً ابنته التي تركته فجأة وصعدت روحها وروح زوجها الى خالقهما
.........
Flash back
في احدى منازل سوريا
كان يوم الجمعة قد جاء والذي تنتظره العائلة الصغيرة المكونة من جميلة وهي مصرية ولكنها تزوجت من نبيل السوري فقد اعجب بها أثناء زيارته لمصر من أجل العمل وتزوجها ثم عاد لوطنه وانجبوا حنين كانت هذه العائلة تتحمس لهذا اليوم ليستريحوا من عناء الاسبوع ويحظوا ببعض الوقت الممتع مع ابنتهم المشاغبة حنين، كانت في سن العاشرة وفي وقت الظهيرة الأم تحضر الطعام للغداء وزوجها يجلس على الاريكة أمام التلفاز اما صغيرتهم تلهو مع اولاد الجيران في حديقة المنزل بالأسفل وبينما كانت الصغيرة مع أصدقائها اخترقت اذناها صوت انفجار كاد يصمها وبعدها علت أصوات الصريخ شعرت بالخوف يقتلع قلبها فصرخت بقوة وتوجهت ناحية شقتهم لتكتشف ان حدث حريق بها والجميع يحاول إطفاء النيران المشتعلة حتى يأتي رجال الإطفاء، لم تستوعب ما تراه لتهتف بكل قوتها وهي تركض باتجاه الشقة التي يحاوطها الناس : امييييي، ابيييييي افتحوا وينكوا النار راح تحرقوا، اطلعوا بسرعة لا تتركونيييي
تطلع الجيران لتلك الصغيرة بأسى شديد فالنيران كانت مفجعة ومن المؤكد انها احرقتهم فاقتربت منها إحدى الجيران وحملتها وهي تربت على ظهرها بحزن : تعى هون حبيبتي النار راح تحرقك هيك، لا تخافي نحنا معك عم ننتظر رجال الإطفاء يجوا
انتظرت حنين حتى اطفئوا النيران كانت تظن ببرائتها ان أهلها سينجون من هذا الحادث وقد احتموا بشئ داخل المنزل من تلك النيران حتى رأت سيارات الإسعاف تأخذهم واجسادهم وجوههم مغطاه بالكامل لم تصدق ما تراه فصرخت صرخة خلعت قلوب الحاضرين وامسكوا بها ليمنعوها من الركوض نحو والديها المتوفين : اتركوني، امييي، ابيييي لا تتركوني انا مالي غيركن آآآآآآاااااااااااااااه
ظلت الطفلة بعد ذلك الحادث في حالة نفسية سيئة للغاية وتواصل الجيران مع أهلها بالهاتف حتى أتى جدها والد والدتها جميلة العم احمد فاخذها معه لمصر وتربت على يده وحاول تعويضها حنان الام والاب التي فقدته للأبد ولكن ايكفيها حنان العالم باكمله بعدما فقدت اغلى ما يمتلكه المرء؟ تأثرت بطباع المصريين واصبحت منهم حتى لكنتها السورية تناستها واصبحت تتحدث بالمصرية
********************************
عودة للحاضر
اخرج من بنطاله منشفة جافة ليمسح الدموع المنهمرة من عيون حفيدته ليقول بنبرة مرحة محاولاً تناسي حزنه : ايه يا بت هتقلبيها نكد ليه حاكم هما الستات كدة يحبوا يدوروا ع النكد برجليهم، يلا قومي عشان نروح البيت نغير هدومنا ونروح لخالتك سعاد يلاا
حنين بابتسامة باهتة : حاضر
*********************************
وصلت حنين مع جدها إلى منزل خالتها سعاد فاستقبلتهم بسرور بالغ وقامت بمعانقة والدها : ازيك يا بابا عامل ايه وحشتني اوي
_الحمدلله يا بنتي بخير وانتوا عاملين ايه
-الحمدلله كويسين
التفتت إلى حنين وعانقتها هي الاخرى ثم ابتسمت قائلة : ايه انتِ كبرتي علينا يا حنون ولا ايه معدناش بنشوفك وحشتيني يا حبييتي
ابتسمت حنين : وانتِ كمان والله يا خالتو معلش انتِ عارفة المذاكرة مع الشغل مع جدي ف المكتبة واخدين كل وقتي
سعاد بحنو: ربنا يعينك يا حبيبتي، يلا اتفضلوا عاملالكوا محشي هتاكلوا صوابعكوا وراه
............
بدأت الأسرة في تناول الطعام الشهي ورامز يختلس النظرات من حين لاخر ناحية حنين وهي تحاول التفكير في كلام جدها ولكنها عاجزة عن تحمل ذلك زفرت بضيق وانتهت من طعامها
سعاد بعتاب : راحة فين يا حنين انتِ كلتي حاجة
حنين بتعجب : كل دا ومكلتش تسلم ايدك يا خالتو والله الاكل تحفة وانا شبعت
سعاد بابتسامة : بالهنا والشفا يا حبييتي
نظفت حنين يديها وبعدما انتهى الجميع من الطعام فساعدت خالتها في حمل الأطباق للمطبخ وفي تنظيف السفرة وأرادت تنظيف الصحون معها ولكنها رفضت
حنين بعناد: يا خالتو سبيني اساعدك انا واخدة على كدة انتِ ناسية ان عايشة مع جدو لوحدنا
سعاد باصرار: وهتيجي هنا كمان تتعبي نفسك ارتاحي ع الاقل من شغل المطبخ دا يلا اطلعي اقعدي برا معاهم عما اعملكوا شاي
خرجت حنين من المطبخ وجدت جدها وزوج خالتها يشاهدون مباراة بالتلفاز، وهي تبغض هذه المباريات وما يتبعها من أعصاب مشدودة وتوتر بلا فائدة، فلاحظ رامز تواجدها معهم بعدما كان يجري مكالمة في الهاتف بخصوص عمله فاغلق الهاتف وجلس بجانبها ثم تنحنح قائلا : ايه رايك نطلع نقعد ف البلاكونة شوية بقالنا زمان متكلمناش
حاولت حنين التهرب منه: بس جدو هيزعل لو سبناه لوحده هنا خلينا كلنا مع بعض احسن
رامز بنفي : لااا جدو مش هيزعل ولا حاجة دا هو مش همه غير الماتش الوقتي
لوت حنين فمها بيأس فقامت معه : ماشي
دلفوا الى البلاكونة وكان الهواء رائع والجو تفوح به رائحة الورد والياسمين فهم في فصل الربيع
استنشقت حنين هذه الروائح واغمضت عينيها باستمتاع وراقب هو حركاتها في هدوء ثم قال بنبرة عذبة : بتحبي الورد؟
حنين بلهفة: جداا وبحب كمان الربيع في كمية أمل وتفاؤل رهيبة يمكن انا بس اللي بحس كدة
ابتسم واكمل : لا هو حلو فعلا بس بصراحة انا مش بحبه اوي بسبب الحساسية اللي بتجيلي فيه بس انا بحب الشتا جدا
حنين بأسى : بخاف منه وبالذات انه الفصل اللي توفى فيه بابا وماما، عارفة ان ملوش دعوة يعني بس عموما انا بخاف من الرعد والبرق وزاد خوفي لما حصل اللي حصل بقى
شعر رامز بالحزن من أجلها : الله يرحمهم
حاول رامز ان يغير الموضوع حتى لا تحزن اكثر فاردف قائلا : قوليلي بقى عاملة ايه ف الجامعة بتاعتك
حنين : ماشية الحمدلله بحاول اجيب تقدير حلو كل سنة عشان اتعين معيدة انا بحب قسم علم النفس اوي من يوم ما دخلت كلية آداب وانا مصممة أنجح ف المجال دا بحسه بيلمسني ،دراسة نفس الإنسان من أرقى الحاجات اللي ممكن حد يدرسها
ابتسم رامز : هو شئ حلو بس ممكن تحاولي تشوفي مجال تاني بردو تشتغلي فيه اصل دا معدتش بيأكل عيش الصراحة
ضحك وتوقع ان تبادله ضحكه ولكنها ردت بحدة : مين قال ان يهمني الفلوس انا حابة المجال دا عشان بلاقي نفسي فيه مش عشان الاقي فلوس فيه، وبعدين تفتكر الفلوس أهم من حبك للشئ اللي بتدرسه
رامز باهتمام : بصي بصراحة انا مش م الناس اللي تفكيرها عاطفي شوية بحب افكر بطريقة عملية اكتر لازم الزمن اللي احنا فيه دا نفكر ف شغلانة تجيب مكسب حلو لكن جو ان اشوف انا بحب ايه وكدة معدتش بيجيب اوي ف المجتمع بتاعنا
حاولت حنين استدراجه ف الاسئلة اكثر حتى تستطيع تحديد وجه التشابه والاختلاف بينهم وتستطيع معرفة ان كان يبهرها شئ في شخصيته يمكنها التعلق به حتى وان كان شئ صغير لكنها لم تجد، بينما هو ظن انها بدأت مشاعرها تتحرك اتجاهه وكان في قمة سعادته...
وبعد وقت طويل من الحديث معاً خابت ظنون حنين وتأكدت ان احساسها كان صحيحاً من ناحية رامز، فهو ليس الشخص المناسب لها ولشخصيتها نهائياً هي تريد شخص مختلف تعرف انه نادر الوجود، ولكنها لن تتزوج سواه فهي تتعامل يوميا مع عشرات الناس وخبرتها في قراءة الوجوه التي تستخدمها ولا مرة وجدت حبيبها الذي تبحث عنه في أي وجه منهم ..
دلف الجد إلى البلاكونة وابتسم لرؤيته لحفيدته وحفيده يتحدثان معاً ظن هو الآخر أن حنين قد استجابت لكلماته في الصباح وبدأت تتعرف اكثر على رامز ثم تنحنح قائلا : احم.. يلا يا حنين الوقت اتأخر وهنمشي
رامز بضيق : ليه يا جدو بس ما تخليكوا قاعدين كمان شوية انتوا بتيجوا كل يوم يعني
الجد : ياض مكفكش كل الوقت دا، هنبقى نيجي تاني ان شاء الله
سعاد وهي تعانق ابنة اختها : هتوحشيني يا حنون ابقي خلينا نشوفك
حنين بابتسامة : ماشي يا خالتو
سعاد وهي تلكز ابنها في ذراعه : انزل يا رامز وصلهم ووقفلهم تاكسي
الجد بعتاب : ايه يا سعاد احنا ناس غريبة خليك يا رامز يا ابني
رامز باصرار : لا طبعا يا جدو من غير ما ماما تقول كنت هعمل كدة اصلا يلا ننزل
************
اسيقظت حنين في الصباح التالي وأخذت تنظف أسنانها بالفرشاة والمعجون والقت حبات الماء بوجهها لتنعشها ثم توضأت ودلفت إلى غرفتها لتصلي ركعتين الصبح، فتشعر ان بركة يومها لا تأتي الا بتلك الركعتين، فتحت خزانتها ثم وضعت اصبعها فوق ثغرها وهي تتأمل الملابس بحيرة تريد أن ترتدي شيئا ولكنها لا تعرف ما هو زفرت بضيق ثم تذكرت فجأة هذا الفستان الذي تحب أن ترتديه في الربيع فابتسمت بحماس ثم التقطته من بين الملابس فكان يزينه رسومات الزهور الرقيقة والتي تعشقها حقاً كان يبدو رائعاً عليها يصل لبعد ركبتيها قليلا واكمامه تصل لبعد مرفقيها قليلا أيضا، عقصت شعرها بطريقة عشوائية لتنسدل بعض خلاصته بشكل جذاب وعدلت من وضعية القلادة الذهبية التي تركتها لها والدتها فهي الشئ الوحيد الذي تبقى منها، وارتدت خاتم يزين جمال اصابعها النحيلة بعض الشئ ثم ارتدت أخيراً حذاء بلون البنفسج وخرجت وهي في كامل اناقتها مع جدها الذي أبدى إعجابه بحفيدته الجميلة..
تبقى شهر وستنتهي اجازتها لتعود إلى الكلية من جديد كانت شاردة تفكر في الدراسة والعمل ليقطع أفكارها صوت جدها
_تعالي يا بنتي شوفي الاستاذ عايز كتاب ايه
التفتت اليه حنين ليقع بصرها على ذلك الشاب ذو الطول المتوسط والشعر البني، عينان بنيتان، ولديه ذقن خفيفة وبشرته لونها قمحي فاتح كان وسيماً بنظرها ولكن ليس ذلك الذي جذبها له رأت به شيئا مختلف، شعرت انها تعرفه منذ سنوات بل تكاد تجزم انها رأته من قبل ولكنها لم تتذكر أين ومتى، تنبهت لصوت جدها الذي يحثها على القدوم : تعالي يا حنين يلا
بارتباك: ح.. حاضر يا جدو
شعرت انه الاخر يختلس بعض النظرات إليها ولم يختلف حاله عنها حتى أنه عندما ذكر جدها اسمها أمامه رأت ملامحه تبدلت وكأنه فعلا يعرفها فانشغل جدها بترتيب الكتب واتجهت حنين بخطوات متباطئة باتجاه ذلك الشاب حتى وصلت قبالته ولك يفصلهم إلا جدار قصير خشبي وقبل ان تتفوه بحرف رأته ينطق بنفس التعبيرات الحائرة:
_ اسمك حنين؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 15, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عشق التفاصيل Where stories live. Discover now