توران

8K 554 24
                                    


                         
                    
                                          "......"

أتولدت فى أوائل  التسعينيات , فتحت عينى لاقيتنى فى دار أيتام ,  كان شكلى شبه  أى طفل عادى لكنى مكنتش طبيعى .

من بداية أدراكى للحياة وأنا حاسس أنى فى جسد غير جسدى !! بحلم بحيوات تانية  فى عصور مختلفة،  فى أجساد مختلفة .

كنت  هادى جدا لكن مريب للى حواليا خاصة بالليل !

زمايلى فى العنبر  كانوا كل ليلة بيصحوا  مفزوعين على صوت صراخى وانا نايم  بحلم  .

مشرفين الدار  عرضونى على شيوخ ودكاتره وكلهم أكدوا أنى طبيعى ومفيش حاجة فيا او عليا  .

وبالرغم من كده كل اللى فى الملجأ أطفال والمشرفين خدوا قرار  بينهم وبين نفسهم   أنهم يعزلونى عنهم  , لكن  مشرفة واحدة  رفضت الفكرة وقررت تخرج الجنى اللى لابسنى على حسب أعتقادها .

كانت بتحبسنى  وبتنهال عليا بالضرب  اما ( بالخرزانة ) أو بالحزام , أوقات كتير كانت بتجوعنى  و فى أيام الشتاء القارصة  كانت توقفنى عريان فى عز البرد  , أما فى الصيف كانت بتوقفنى على رجل واحدة فوق سطح الملجأ لحد ريقى ينشف وأترجاها تشربنى .

عذبتنى سنة ونص كاملين بلا نتيجة ,  برضه كنت بشوف الاحلام   ويصرخ كل ليلة وانا نايم ،  بالعكس  الاحلام كانت بتزيد أكتر وبيزيد معاها كرهى للناس والعالم اللى موجود فيه ...

وفى ليلة من الليالى  كنت بصرخ وانا نايم  , الملجأ كله أتلم كالعادة , فيه اللى كان بيصوت وهو مرعوب وفيه اللى حلف انه ماهينام  فى العنبر بتاعى تانى لما شافوني  متشعلق فى الهوا وأنا نائم

دخلت المشرفة  فأترزعت على السرير ، فوقت وفتحت عينى لاقيتها فى وشى ...

أنهالت عليا بالضرب ,  جرجرتنى من شعرى ودخلتنى الأوضة
اللى بتعذبنى فيها.

وهى بتضربنى سمعت صوت فى ودنى بيقولى :

أقتلها !!

صرخت من الألم ورديت على الصوت اللى فى ودنى وقولتله بصوت عالى  :

أقتلها أزاى ؟!!

المشرفة سمعتنى , وقفت ضرب شوية وقالت :

أنت قولت أيه يابن الكلب ياملبوس ؟!! عايز تقتلنى , طيب خد

ونزلت بعزم مافيها بالخرزانة على جسمى ...

غمضت عينى وأنا بصرخ ..

الصوت اللى  بسمعه فى ودانى سيطر عليا و صورلى  أنى بقتل المشرفة ..

فجأة الضرب وقف ..

فتحت عينى لاقيت المشرفة واقعه على الأرض  بتصرخ وبتفرفص .

كل المشرفين اللى فى الملجأ أتلموا على صريخها ووقفوا مذهولين لما شافوا  عروقها  الزرقاء وهى  بتتضخم  , عروقها فضلت  تتضخم وتتضخم  ,لحد ما أنفجرت  ،اتنطور الدم فى كل حتة  على الجدران وعلى هدوم المشرفين و نضارتهم وعلى هدومى ...

ميراث نور الجزء الثامن " سر ناير "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن