قصة شعر (الجزء الثاني)

755 51 19
                                    

آخر مرة يقص فيها ليفاي شعر هانجي...

كانت الساعة الثانية عشرة ليلا....وكالعادة ليفاي لم يكن قادرا على النوم....ازدادت كوابيسه بشدة في الفترة الأخيرة.....لدرجة أنه كان يتجنب النوم ليهرب من كل تلك الأحلام المؤلمة.. .!

مضى شهر على مأساة استعادة شيغانشينا ...رغم أن ليفاي وبقية الناجين كانوا منهكين من شدة المسؤوليات التي ألقيت عليهم خلال النهار....لكن الليل كان  يأتي ليرمي بثقله عليهم....ليعيد تلك الأحداث عليهم مرارا...وليفتح جروحا ماكان مكتوبا لها أن تندمل ..!!

كان ليفاي على وشك أن يغفو حين سمع طرقا على الباب....لم يكن يرغب في الاستجابة للطرق لو لم يكن توقيت الزيارة مربكا...من الذي قد يزوره في منتصف الليل!!!

"ليفاي.....إنها أنا...هانجي!!"

فتح ليفاي الباب ليرى مشهدا غريبا....كانت هانجي بملابس النوم تقف حاملة معها مقصا ...ويبدو شعرها بحالة رثة كأنها قد خرجت مع معركة مع عملاق للتو !!!

"اللعنة!! ماالذي حدث لشعرك يا هانجي؟؟؟ماهذه الفوضى المرعبة  !!"

لم يكن ليفاي معتادا بعد على هانجي الجديدة....لا تزال فكرة أن صديقته المقربة أصبحت قائدة غريبة ...كان عليه أن عليه يخفف قليلا من  لهجته الساخر معها.

تنهدت هانجي وهي تدخل الغرفة...مشت متجاوزة ليفاي وجلست على حافة السرير واطرقت رأسها بصمت!!

"كنت أحاول أن أقص شعري...والنتيجة كما ترى !!"

"ولماذا بحق الحجيم تريدين قص شعرك في منتصف الليل ؟؟مالذي يدور في عقلك "

"أنت تسأل كثيرا...هلا ساعدتني فحسب! أنا متعبة ! "

أشفق ليفاي على هانجي....لقد تحولت في ظرف شهر واحد من تلك العالمة المتهورة التي يعتني موبليت بها كطفلته الصغيرة....إلى قائد فيلق الاستطلاع الذي يحمل مسؤولية انقاذ جزيرة البرادايس من حقد العالم اجمع !! لا بد أنها منهكة .

"لا بأس....اجلسي على الارض وسأحاول إصلاح الوضع قدر الإمكان !"

جلس ليفاي على الكرسي وألقى نظرة على المجزرة التي قامت بها هانجي في شعرها ....الأطراف الخلفية مقصوصة بشكل مسنن ...الاطراف العلوية مشذبة بشكل قصير جدا.....تنهد قائلا...

"سيكون عملا شاقا..."

"لا بأس...لست معتادة على هذا...لكن إن شرحت لي الخطوات فسأفعلها بنفسي بشكل صحيح ..."

بدأ ليفاي بفرد الشعر على الجوانب ....وأخذ يحاول ترتيب الاطراف وجعل قصة الشعر تسير بصورة متدرجة لإصلاح ما يمكن إصلاحه...وهو يشرح لهانجي طريقته الخاصة...الغريب أن هانجي كانت هادئة بشكل مريب...وقامت فقط بهز رأسها لتؤكد لها أنها فهمت ما يقول !

"هانجي ..."

"ماذا؟"

"لم قصصت شعرك بهاذا القصر؟....أعني....كان يبدو جيدا عليك"

"أنت تعلم ليفاي...أنا القائد الآن....أحتاج لأن أظهر أمام القيادة بشكل محترم ...ولا وقت لدي للعناية بشعر طويل...لذا قصصته ...!"

"حسنا!"

لم يكن جواب هانجي مقنعا بأية حال....لكن ليفاي لم يرد أن يزعجها بإصراره...

"لن أزعجك مرة أخرى ليفاي....لقد ساعدتني كثيرا في الماضي....وكذلك فعل......موبليت... !"

علقت كلمة موبليت في حلق هانجي ...لا تزال تجد صعوبة في ذكر اسمه دون أن يجدد ذلك حزنها  ،ولم يكن ذلك يخفى على ليفاي ....

"سمعت ذات مرة....أنه عندما يمر الإنسان بظرف سيء أو علاقة لعينة فاشلة...فإنه يغير مظهر شعره كإعلان لبداية جديدة ...ربما هذا ما يدور في عقلك الباطن أيتها القائد "

"ربما" علقت هانجي ...

" هل بإمكانك أن تستديري الآن ؟"

ألقى ليفاي نظره على وجه هانجي ....كانت تبدو لطيفة بشعر أقصر...لطيفة بشكل يذيب القلب

"ليس سيئا..!"

"هل تستطيع...." قالت هانجي مترددة...."هل تستطيع أن تجعل مقدمة الشعر أقصر قليلا....أعني....أن تغطي قليلا رقعة العين "

رفع ليفاي حاجبيه متفاجئا....هل فعلا ندبة العين تلك لها ذلك الأثر السيء على هانجي ؟!...هل تخشى من مظهرها أمام الآخرين !

"سأفعل" قال هامسا

"لا تفهمني بشكل خاطئ...أنا فقط...لا أحب أن أراها....إنها تذكرني بما لا أريد تذكره"

"لا بأس....لكن ...ذلك الأثر...يعني أنك نجوت....وأنك هنا ...
وأنك تقومين بواجبك من أجلهم...لتجعلي لموتهم معنى" قال ليفاي كلماته تلك مذكرا نفسه وهانجي بدورهم الحالي

"أنت محق "

"انتهيت...تبدين قبيحة تماما كما من المفترض أن يكون القائد." 

"لم يكن إيروين قبيحا....كان دائما لامعا متألقا "

"وأنت كذلك...فقط لو تستحمين أكثر قليلا!!"

"إيييه....وكأن الفرق بيني وبين إيروين فقط الاستحمام !!! لا تقلق ...سأفعل يا مهووس النظافة...لن تضطر للحفاظ على مؤخرتي نظيفة ، أعدك..."

نهضت وهي تضع يدها على كتف ليفاي ضاغطة بلطف..

"شكرا لوجودك هنا إلى جانبي.."

"في خدمتك...أيتها النظارات القذرة "

راقبها ليفاي وهي تغادر ...وكأنها تحمل ثقل الدنيا فوق أكتافها....لا يمكن أن ينسى أن خسارة هانجي كانت مثل خسارته وربما أشد....لكنه تعهد لنفسه أن يدعمها حتى اللحظة الأخيرة....فقد كانت هي كل ما تبقى له من رفاق الروح....وكان هو سندها الأخير والوحيد في مواجهة مستقبل غامض يجهلانه ...المستقبل الذي ائتمنهم عليه كل الرفاق الموتى .

........................
انتهى العمل الأول....

مرحب بأي اقتراحات كأول وآخر مرة لليفاي وهانجي...بس ما تكون طلبات رومانسية زيادة وأمور أخرى 😅!

أول...وآخر...Where stories live. Discover now