أكتشفت أن ألذ طعام تناولته في حياتي هو خبز خالة ( مرة الحجي )
خالة ( أخلاص ) , أسم على مسمى مخلصة ووفية .....
عندما كنت أسكن في حينا القديم ( دور المعهد ) ومنذ أن كنت طفلا" صغيرا" كنت أُحب خبز ( خالة أخلاص ) ,فعندما كانت تُعِدُّ التنور لصنع الخبز , كنت أشُم الرائحةالزكية وأطرق بابهم :
- خالة أريد خبز , خبزج ريحته طيبة وطعمه كلش طيب
- يعيون خالة , عيوني تصير لك خبز , ولك نطيني بوسة حبيبي ,
- حتى وأن أعدت التنور في الساعة الثانية من ظهر تموز , أشُم رائحته من بيتنا الذي يبعد عنهم ببيتين وعرض شارع , وأترك التلفاز وأخرجمن بيتنا قاصدا" بيت خالتي إخلاص (مرة الحجي ) , فلن تمنعني براكين تموز , ولن تعُيقني ألف دبابة ولا خمسون طائرة هيليكوبتر عن تناول خبز خالتي إخلاص ( مرة الحجي ) , ففي زمننا حطمت الحرب كل الأحلام الآمال والأمنيات , وجردتنا مِن وما نُحب .....
كُنت أخرج رغم صافرات الإنذار , فصادفني في أحد المرات على الطريق رجل مُلَثّم لا أعرف من هو , ومن أين ؟ ... وهذا لايهمني في اتلأصل , فلقد خرجت
من أجل خبز خالتي أخلاص :
- وين رايح ؟ متشوف الأمة محتركة !
- رايح علة بيت خالة أخلاص , دتخبز ,
- ولك ياخبز !! روح للبيت,
- أي ميخالف أجيب خبز وأرجع للبيت .
ومن قال بأن الجهاد للكبار فقط فأنا الولد الصغير في الخامسة من العمر الذي كان يخرج مجاهدا" في سبيل الخبز , وأي خبز هو !! فهو خبز ( خالة أخلاص ) ..
فكُلُّ يجاهد في سبيل ما يُحب , ولأجل ما يُحب ...
أما ليلا" فلن تُخيفني أشباح الظلام , ولا القطط السوداء اللامعة العينين , فخبز خالتي ( أخلاص ) هو البدر المنير في الليلة الظلماء .....
أنت تقرأ
خبز خالة اخلاص(مرة الحجي)
Short Storyمن الولد الصغير الذي لايزال طفل خالته: مصطفى غازي جليل الى القلب الحنون والركن الدافئ , أمي وصديقة طفولتي , سعادتي وبطلي الخارق , تاريخي وسجل ذكرياتي , أملي وروحي , بدايتي ونهايتي , خالتي المفضلة , العزيزة الغالية , المخلصة الوفية , ...