|فَأنا الأخضرْ|

252 46 78
                                    


'لا حول ولا قوة إلا بالله. '

..

~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~.~

~.~

اللون الأزرق له معانٍ مختلفة للجميع، قد لا يعني شيئاً
لبعضهم، وقد يكون البحر او السماء للبعض الآخر ، والحزن للبقية.

لي أنا هو ليس محضُ لونٍ ما، فلي شأن آخر بالازرق،
لا أربطه بالبحرِ أو بالسماءِ.

إنما بحزنٍ عميق ترعرع في جوفي.

لكأني وقتما أراه يعبر أمامي صيب من الحزن والمأساة
مأساةٍ خِلتني عشتها لسنواتٍ مديدة سرمدية ،

وأنا لا أُبالغْ -او أفعل- حين أقول ثقلها على كاهلي كالجبال.
تشبيهٌ ركيك من شخصٍ بسيط، لم يُعرف بتعقيد سوى حزنه، فاللون الأزرق بات لونه .

لمْ ينتقي الأصفر صيفاً ومرحاً، ولا الأحمر حباً وحياةً ، بل الأزرق حزنًا وصمتًا.

الأزرق لي يمثلُ رياحاً تجُرّ موجاً ليلطم شاطئاً مهجورًا ، أم هذا أنا؟،
حياةٌ مجردة من كل معاني إسمها لربما بقي لي الماء والخبز فقط.

لا أفقه رغبتي الملّحة الحقيقية في هذا العالم،  أغلب الظن أني لا اكترث بها، و ذات مرة أذكر أني كبر مقتي لصمتي هذا ،شعرت بالغضب مني ومن صمتي .

لكني ألفته الآن ، بل لا أظن لي مكاناً بعد بين الناطقين 

وأنا ازرق وهذا لا يهم احد.

انا لا انتظر إبتسامة من أحد، ولا تحية الصباح ولا السؤال عن الحال ، وهذا لا يعني أني ابتئست من ذلك كونه غاية لم أدركها، بل لأني لا أهتم، سواءٌ القوا التحية أم لم يفعلو هذا لا يحرك شيئًا في .

أنا بعيد جدًا الآن ، أبعد من تلك الأمور التافهة ،كانتظار التحية والبكاء لأني تعيسٌ وحيد ، أنا بعيد عن هذا وبعيد عن الجميع.

أنا في البحر الآن ،أنا في السماء ،انا في دموعِ الأطفال والنساء ،أنا في الوحدة والغربة ، الصمت والسكون ، أنا في الإنطفاء والبهتان.

فأنا أزرق.

أنا حزنٌ ألِفته كل العيون، نعم أقصد جميعها ، فأنا تكرمت على الجميع بخرقة زرقاء من ماعندي.
وهذا لأني كريم ؛ أحب العطاء ، على غرار ذلك ؛ لا يبدو أن أحداً يريد أن يبدي كرمه لي.

فَأنا الأخضَرُ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن