اقتباس

5.1K 155 20
                                    

صف سيارته السوداء أمام البنايه التي يسكن بها،أغلق محرك السياره بأصابع متشنجه لا يعلم من تعب اليوم ام من تعب قلبه في حياته الممله الروتينيه منذ ان بدأت،يشعر بالسخريه الشديده من نفسه متزوج منذ خمسه أشهر فقط ويشعر برتابه في حياته،لن يصدقه أحد ان إشتكي حتي،والدته مازالت تُلقبه بـ "العريس" ابتسم بمراره عندما رنت تلك الكلمه في اذنه ببطئ تقولها والدته دائماً بسعاده وإبتسامه واسعه ومحبه كبيره ما ان علمت بما يكنه ولدها الكبير بداخل أعماق قلبه،لم يشعر بالفرحه حتي لايام، لا يعلم لماذا حقاً وهذا ما سيجنه عن قريب،فدائما زوجته صامته حتي ابتسامتها يشعر بإنها متكلفه مصطنعه دائما،حتي انه كره تلك الابتسامه بشده كرهها للغايه،تلك الابتسامه المزيفه تقتله،تقتل مشاعره وتدمر نفسيته المُحطمه من الاساس ليته لم يتزوجها ليته لم يتزوج عموماً.. تنهد بإختناق ونظر الي البنايه في شرود حزين كان يريد تطبيق مقوله ابيه الغالي "كن صارماً في عملك مترفقاً في بيتك" هو بالفعل صارماً في عمله بل صارماً للغايه بالشهاده الجميع حتي أخيه ولكن أين بيته هذا، أغمض عيناه متحسراً ولكنه سيصبر سيصبر حتي ينفذ صبره نهائياً ووقتها سيحدد ما عليه فعله، فتح باب السياره بإرهاق وخرج منها بهدوء صاعداً حيث شقته التي تحتل الطابق العاشـر في تلك البنايه الفاخره، دخل الي المصعد بخطوات هادئه دقيقه او اثنان وكان يقف أمام شقته يزفر في ضيق يغمض عيناه في آسي يتمني ان يدخل ويجد ما لم يجده كل يوم هو فقط يتمني ابتسامه وحديث قصير ويأكلوا سوياً كأي زوجين طبيعين يعيشان علي الكره الارضيه،التوي جانب شفتيه في بسمه ساخره يسخر من نفسه مجرد أمنيه بسيطه يشعر بإنها مستحيله الحدوث، وضع المفتاح في الباب يفتحه في هدوء،الشقه هادئه بشكل كئيب،الاضاءه منطفئه نهائيا فقط نور التلفاز هو من يضئ وصوته ضعيف للغايه ايضاً، دخل ملقياً السلام فردت "نـورا" بنبره هادئه عاديه،كان يتمني ان تستقبله بإبتسامه ودوده ولكنه صمت،جلس مقابلتها يتنهد في هدوء رسم بصعوبه ابتسامه خفيفه علي شفتيه قائلا

- جعان يا نورا، ياريت النهارده تكوني استنتيني بدل ما اكل لوحدي..!

ابتلعت لعابها بضيق زافره الهواء الحار من انفها هي حقاً لا تطيق حياتها معه،هو لم يخطأ في حقها مره،لم يهينها،لم يقسو عليها،لم يؤذيها ولو بكلمه غير مقصوده طيله الخمسه أشهر المنصرمه ولكنها لا تحبه قد غُصبت علي زواجها منه تشعر بنفور كبير اتجاهه فقالت وهي تنظر الي الشاشه

- لا للاسف انا طلبت أكل وكلت،ممكن تطلب اللي تحبه..!!

أخذ نفس عميق والتحمت اسنانه داخل فمه في قسوهٍ بالغه حتي لا يقوم ويصفعها من برودها هذا صمت بدل المره ألف ولكن  تعب حقاً من سكوته الذي تعب قلبه وشق روحه لنصفين فقال بنبره هادئه لكنها تحمل الغضب بين طياتها

- نـورا،انا تعبت وقرفت من الطريقه اللي احنا عايشين بيها،دي مش حياه اتنين متجوزين بقالهم خمس شهور ابداً،احنا من اول اسبوع وحياتنا ممله وفيها فتور انا متأكد انه مش مني،انا زهقت يا نورا وصبري قرب ينفذ

انتصب واقفاً يرجع خصلاته للخلف بأصابعه بحده يكتم غضبه في نفسه حتي لا ينقض عليها ويؤذيها حقاً بينما هي صمتت كعادتها وابتلعت ريقها في وجل،اقتربت منه وقد اقسم بينه وبين نفسه ان تلك هي محاولته الاخيره في التقرب منها فقال وهو يمسك رسغها بلين

- قولتلك اتكلمي معايا قولي ايه اللي مضايقك في حياتنا،ايه اللي مزعلك مخليكي تتعاملي ببرود في كل حاجه حتي علاقتنا يا نورا انا اتكلمت مره واتنين وألف بس بلاقي منك ديماً الصمت،انا بتحكم في غضبي منك بصعوبه حاولي تشوفي النقطه دي ارجوكي عشان قربنا نوصل لحيطه سد.!

رفعت عيناها الباهته تنظر الي عيناه الحاده الغاضبه،هي بالفعل تريد الانفصال عنه ولكن في الوقت المناسب،هذا الوقت لا يُناسبها ستحاول ان تتعامل معه بهدوء حتي لا يصلا الي مرحله صعبه لم تكن مستعده لها ووقتها ستفعل ما يحلو لها فقالت بلين

- حاضر يا نُعمـان

تنهد مطولاً مُدعياً ابتسامه فقط زينت شفتاه لم تمس عيناه ولو بقيد انمله حتي،انحني يمس شفتيها بهدوء وبطئ يتأهب رده فعلها المعروفه له كسبقاً الاستسلام ببرود ولكنها تلك المره خالفت ظنه وقد لفت ذراعيها حول رقبته تبادله قُبلته وهذا ما لم يتوقعه منها،دائما كان يجد لها حجه وهي الخجل ولكن خجلها منه يمنعها من فقط رد فعل بسيط،دائماً ما يلهي عقله عن التفكير في شئ آخر حتي لا تحدث أشياء هو لا يريد التفكير البسيط حتي بها

همس لها إنه يريدها فإبتسمت مثله ابتسامه زينت شفتيها وبداخلها نفور هي حتي حقه الشرعي منها لا تريد ان تُعطيه له ولكن ستتغلب علي نفورها حتي يأذن الوقت المناسب للفرار!

حملها بين ذراعيه القويتين داخلاً بها الي غرفتهم مغلقه الاضاءه التي يشعر بإنها تُطبق علي انفاسه في كل مره يتقرب منها منذ أول ليله بينهم وحتي الآن،لكنه سيحاول ويحاول حتي ينفذ صبره

ابتعد عنها بعد فتره وقد التفت وأعطته ظهرها فتجعدت ملامحه بضيق مستنشقاً كميه كبيره من الهواء حتي يهدأ من تلك النيران التي تشتعل بين جنبات صدره فتحرق قلبه بلهيب مستعر يكوي جوارحه بعنفٍ دون رحمه

لم يشعر بالراحه نهائياً رده فعلها بعد انتهائهم قتلت ما تبقي من صبره،شعر بإنها تحاول ان تبد طبيعيه معه،أهي تكرهه؟!،اذاً لما وافقت علي الزواج؟،لما لا تُصارحه أفضل الف مره من حالهم الآن معاً،شعر بالغضب الشديد فقام يخرج من الغرفه يغلق الباب خلفه بعنف شديد جعل صداه يرن في الشقه الواسعه بأكملها

شعوره بنفورها منه قتل رجولته وحطم نفسيته ، ضغط علي اسنانه الملتحمه في غضب جامح وهو يقف في منتصف الردهه أمام مائده مُربعه الشكل موضوع عليها انتيكه من الكريستال للزينه من شده غضبه دفعها بحده فوقعت ارضاً محدثه ضجيجاً عالياً مُزعجاً.

أسيـره جنون عشقه(مقيداً بأغلال الماضي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن