الجحيم الأبيض / رقية علوين

اقتباس

ليلة مختلفة جدا حالكة السواد ظلامها دامس حتى القمر كاد يختفي بين السحاب
تخرج تلك الفتاة من ذاك المكان المتوسط بين الاشجار العالية بمكان شبه منعزل وهي تركض بأقصى سرعتها بتلك الهيئة المشفقه
بفستانها الأبيض المناقض لهذه الليلة تضع يدها على بطنها المنتفخة وتتمتم وهي تركض بكلمات تكاد تسمع من بكائها: يا إلهي أرجوك ساعدني أرجوك أرجوك أنقذني
تردف تلك الكلمات وشهقاتها تعلو أكثر فأكثر فوضعت يدها على فمها لعلها تكتم تلك الشهقات الخارجة منها وتركض وهي تلتفت يمينا ويسارا وعيناها تتجول بخوف
....
أتجهت بسرعة أكبر وهي ترى تلك القرية المضيئة التي لاتفصلها عنها سوى الطريق الرئيسي
شقت أبتسامة بوجهها المهلك وتنهدت بعمق وهي تتجه بسرعة أكبر غير منتبهة لتلك السيارة القادمة بسرعة
تصنمت وفتحت عيناها بأتساع وهي ترى ضوء السيارة يتسلط عليها وبوقها يشق ذلك السكون
تجمدت أوصلها ولم تخرج منها سوى صرخة أخترقت هدوء تلك الليلة …