الفصل الاول

206 8 0
                                    

لطالما يظن المرء أنه اصيب بأبشع الأمور التي قد يواجهها على الاطلاق الا أنه يدرك مؤخرا أنه لم يرى شئ بعد… لطالما كان الفقر يبسط نفوذه على اولئك البشر ليجعل نفوسهم عالقه بيده إلى الأبد ليكونوا عبيد في يد من له جاه و سلطان ليبدأ الجميع ببيع روحه من أجل القليل من المال أو ليضيف بعض من الوقت بأيامه المعدوده الباقيه ... ليظل الجميع خاضعين منتظرين رحمه غير موجوده بتلك البلاد أمل لن يأتي وان زاد الدهر وتغيرات الأحوال ولا أحد يعلم أهذه لعنه ام نفوسهم سبب ما حل بأهل تلك البلاد ليصبح ليلهم جحيم و نهارهم نار هادئة تقوي عند ساعه الغروب .. تلك الساعة التي لطالما علت بها صوت دقات الطبول وصارت الشمس بها حمراء وكأن حان الوقت لترتوي الأرض بدماء هؤلاء البشر دون أن تفرق هل من يقع صريعا هذا اهو مذنب ام شخص كان ذنبه الوحيد أنه خلق بتلك البلاد ليصير عبد للساده عندما يحلو لهم التخلص من جسده الهالك يلقي على الأرض مقطوع الرأس ، إلا أنه لا تسير هذه القاعده على الجميع فمنهم من يقضي هو حكمه على روحه بعيدا عن ذلك الصخب بعيدا عن حزن كاذب يظهره هؤلاء القوم مواسين بعضهم البعض ليبدأ بالخلاص بعيدا بتلك البحيره التي لطالما امتلأت بأرواح هؤلاء الذين قبلوا مصيرهم بعيدا عن ذلك الضجيج ، وأما من بقي فيكون نصيب السحره بتلك الغابه المظلمه ليدمروه كما يشاءون



ولكن في بعض الأحيان قد تمنح تلك الحياه بعض من السعاده المؤقته لإحدى هؤلاء البشر .. فإذا بإحدى تلك البيوت الباليه و إذا بتلك المرأة التي لطالما ألقت الحياه عليها الكثير من الهموم تنال قسط من الراحة من ذلك العبث لتمنحها تلك الحياه ذلك الرجل الذي كان نجاه لها كما كانت هي عون له ليبدأ كلاهما بشق تلك الحياه مع أملا في حياه بعيده عن ذلك الصخب ليصبحا زوجين أملهم الوحيد بصبي يهبوه أرواحهم ليكون سندهم بتلك الحياه ... فإذا بذلك الصبي يأتي لهم بعد معاناه شديده ليصبح كل ما يملك ذلك الرجل وتلك المرأة لتبدأ الحياه تستقيم لهم ويبدأ الحزن الذي أصابهم يخف مع مرور الوقت ومع كل ابتسامه يطلقها ذلك الصبي بعيونه البنيه التي تلمع مع ضوء الشمس وبشرته البيضاء التي لطالما رأت امه "نور " أخيها بذلك الفتى لتراقبه يوما تلو الأخرى إذا به يبلغ 15 من عمره ليصبح صوره طبق الأصل من أخيها الذي قد فقدته فى اليوم ذاته التي فقدت فيه ابيها على يد الطغاه ليصبح ذلك الفتى هو كل شئ لها و إذا بها تطلق عليه الاسم ذاته " ليث " وبالرغم من تلك الحياه الشاقه إلا أن ذلك لم يقف بطريق تلك العائله وإذا بذلك الرجل " مجد " يسعى جاهدا من أجل أن يخرج بإبنه من ذلك الهلاك لا محاله فهو يعلم الطريق الذي ينتظره أما أن يذهب إلى المدرسة العليا ويصبح من من لهم حق الحياه أحرارا بعيدا عن ذلك العبث أو يبقى بذلك المكان كالبقيه يعمل في الجبل الشرقي أو يتسكع مع الشباب التي لا فائدة منهم ويكون مصيره مثل الاغلبيه الوقوع في يد ذلك الظالم الذي يقتل الأبرياء دون شفقة ،، فإذا به يتخذ القرار بأن يذهب ابنه و ينجو من ذلك الهلاك الذي قد يصيبه فإن ذلك العام هو موعد التحاقه بالمدرسه وان تأخر عن ذلك العام فلن يكون له نصيب بذلك وأتي هذا اليوم الذي يجب فيه الترتيب لكل شئ لكي تتخذ الأم القرار ولكي يعد الأب كل شئ وإذا بمجد يعود بعد يوم شاق كعادته إلى بيته البالي الذي لطالما تمتلئ اركان البيت بخيوط العنكبوت و الاثاث القديم الذي يكاد ينهار من شده ما مر عليه إلا أن ذلك لا يهم فقد يتغلب على كل ذلك حبهم وإذا به يدخل على نور ليجدها جالسه كعادتها بإنتظاره مبتسمه ليبادلها الحديث مقبلا رأسها : مرحبا عزيزتي اعتذر أن زاد تأخیری مجددا فأنتي تعلمين ..
لتربط على يديه ناظره بعينيه : طالما انت بخير فأنا لا ينتابني القلق ابدا كيف كان اليوم ..
_ كعادته أشخاص داخلون خارجون اصلح سرجهم
_لا أريد أن أزيد من تعبك ولكن علينا أن نتكلم بشأن ليث
ليبدأ بالاعتدال ليجلس على اريكته قائلا: أجل معك حق مع نهايه ذلك الاسبوع سوف ينتهي التقديم لا تقلقي لقد قمت بتجهيز كل شئ سوف اقوم بأخد ليث في خلال يومين يكون هو الآخر اعد نفسه انتي تعلمي أن الأمر ليس بسهل وأنه سوف يدخل في مكان لا نعرف هل سيرجع منه ليث الذي نعرفه ام فتى يافع مثله مثل باقی الجنود
_لا يا مجد لا تقول ذلك ليث ليس مثل الباقين هو مختلف أنا أعلم أنه سيغير كل شئ سيكون هو المستقبل لنا
_ اخشى ذلك المستقبل يا نور كلانا يعرف الحقيقه ولا مجال أن نتغافل عنها ولكن نحن نعمل ما بوسعنا
_ لا تقلق سوف ينجح الأمر أنا أثق بذلك ام انك تريد أن تلقی به ولا يذهب ليلقى مصير اسوء
لينظر إليها واضعا يديه على كتفها : حسنا يا نور لا تقلقي سيكون كل شئ على ما يرام الان دعينا نستريح قليلا قبل أن يبدأ ليث بالسفر اعلم أن الأمر صعب عليكي كثيرا ولكن تلك هي رغبتك


اربنيمWhere stories live. Discover now