اربنيم

الفصل الثالث

ليخلد الجميع الى النوم ويحل الهدوء فى كل مكان الا تلك الحجره التى تتواجد فى اعلى مبنى القاده التى تكاد تنقطع الأنفاس لمجرد المرور من جوارها ليدلف إليها أحدهم فى حذر شديد ليظل واقفا فى صمت بإنتظار أن يأذن له ذلك السيد الذى يجلس فى هدوء على مكتبه واضعا يديه فى بعضهم البعض ليوجه أحدها إلى أحد الكراسى بالقرب منه مشيرا إلى ذلك الرجل للجلوس ليبدأ حديثه : مرحبا سيد ظليم لم أكن أريد أن أتى فى ذلك الوقت من الليل ولكن الوقت قد تطلب ذلك يجب أن نعرف متى يجب أن يتم الأمر
لينهض من مكانه موجها بصره فى النافذه التى خلفه قائلا : سوف يتم كل شئ عندما اريد الوقت معنا و كل شئ فى يدنا لا يوجد داعى للتوتر
_ اعلم سيدى و لكن أنت تعلم ماذا سوف يحدث اذا تأخرنا ولم نضرب ضربتنا الاولى و الغابه سوف. ….
ليقطع ضاربا على الطاوله : ماذا الغابه ؟ ماذا ؟ هل سوف تدمرنا الغابه ؟من الذى يملك الغابه برأيك لكى نخشاها ؟ كل شئ سوف يتم عندما ارى ان ذلك الوقت المناسب نحن مازلنا فى بادئ الأمر وإذا تعجلنا أو فعلنا كما ترى انت فسوف تخسرون اول معركه وانت تعلم ظليم لم يخسر يوما حتى يخسر الان و كذلك لم اعتمد على أحد طوال حياتى حتى اعتمد على عقل أحدهم الان أنا لقد اتيت اليوم لأمر واحد فقط اخبرك به
_ ماذا يا سيدى
ليخرك خنجر من جانبه و يقوم بالاقتراب من ذلك الرجل ليغرسه به مستمرا بطعنه قائلا : لم اعد بحاجه لك ….

لتمضي تلك الليله و يأتى اليوم الذى يليه ثم الذي يليه وتتعاقب الشهور و يأتى فصل يليه الآخر  ليصبح هؤلاء الطلاب يعتادون على تلك الحياة وروتينها المستمر لتبدأ عقولهم تتغير ويصبح جسدهم أشد قوة وصلابه و قلوبهم أصبحت أكثر تمسكا ليصبح المرء منهم كأنه جندي على اهبت الاستعداد لدخول المعركة لا يخشى شئ ليأخذ بسلاحه عشرات من أرواح البشر ليمضى كل ذلك إلى أن اتت تلك الليله التى سوف ينتهى معها ذلك العام الأول فى المدرسة ويحصلون على ذلك الشهر لعلهم يصلحون القليل مما تدمر فى قلوبهم ومبادئهم ليبدأ الجميع بإعداد حقائبه و تجهيز نفسه وهيئته إلى أن تحين ساعة التحرك من تلك القلعة في تمام الساعة السادسة صباحا ليبدأ الطلاب بالتجمع عند مخارج القلعه و يبدأ كل فرد منهم بإعتلاء العربة التى سوف تنقله إلى ديارهم ليركب ليث أحد العربات و معه ياسين أما بشر فكان فى منطقه اخرى يقيم ليركب عربة أخرى ليظل ليث يرسل نظره فى كل ناحيه لعله يرى الفتاة ذاتها إلا أنه لم يراها فى ذلك الوقت ليظن أنها قد غادرت أو ربما لم تخرج بعد ليقطع تفكيره تحرك العربة و صوت ياسين محاورا له : واخيرا يا اخى لا اصدق اركب عربه واتحرك إلى بيتى حقا غير معقول
ليلتفت له قائلا : ولا أنا أصدق حقا .. لا أستطيع أن أتخيل أنني بقيت في ذلك الجحيم أحد عشر شهرا
ليشير إلى المبنى ياسين قائلا : انظر إليه كلما ابتعدنا يبدو وكأن اربنيم تجمعت على اسوار ذلك المكان لم يكذبوا عندما قالو على تلك المدرسة قلعه لا يستطيع أحد مهاجمتها
_ تعلم نظرتى إلى ذلك المكان الآن تختلف كثيرا عن المره الاولى كنت أنظر إليه بشوق كبير اريد استكشاف ذلك المكان بشدة الآن اريد أن اقتل ذلك العقل الذى أتى بى الى هنا .
لينظر له ضاحكا : ولكن لا تنكر أنه جعلك تكتشف أمور بك لم تكن تكتشفها لو عشت عمرين فوق عمرك
_ معك حق فى ذلك اخبرنى ماذا سوف تفعل عندما نصل ..
_ سوف افعل الكثير اولا سوف سوف انام ثم أنام ثم انام ولن اشبع من سريرى ووسادتى الجميله و سوف أأكل كثيرا ولن اترك شئ الا وسوف أفعله و سوف أخرج هنا وهنا ومن المؤكد اننى سوف اذهب الى الساحه يوم الجمعة وسوف تأتى معى هذه المرة أنت أما انت اخبرنى ماذا سوف تفعل ؟
_  أننى من التأكد أننى سوف انام ولكن ليس كثيرا فأنا لا أملك من حياتى سوى شهر افعل به كما أشاء بعد أن انام سوف أذهب إلى أحد أصدقائى و اتحدث معه فى الكثير ثم سوف اتنزه و أرى الدنيا قليلا وطبعا سوف اذهب مع ابى إلى العمل لقد اشتقت للخيل كثيرا وكذلك سوف اجلس مع امى طوال الليل احكى لها تفاصيل الاحد عشر شهرا كاملا ..
_ يا لها من خطه جيدا ولكن لن اتركك فى أيام الساحة سوف تأتى معى بالشدة واكيد سوف نجد هناك ذلك المختل بشر لنقضى بعض الوقت معا خارج ذلك الجحيم ..
ليجيبه ضاحكا : حسنا لا يوجد مانع فى ذلك ..