عندما تسير الأمور على ما يرام فهذا يعني فقط شي واحد هو الهدوء الذي يسبق العاصفة فهذا القانون الكوني لم يكذب يوماًومهما كنت تظن بأنك ذكياً في طريقة وصولك لما تريد يجب عليك أن تعلم بأن هناك أشخاص مقدر لهم الفشل
و عندما تمر بيوم هادئ لا تدع هدوءه يغريك بأنه سيمر دون مأساة لا ترخي دفاعاتك أبداً
لكل قصة وجهان و أحدهما دائماً متجاهل وكأن ليس له حق بالتواجد و هذا التجاهل فقط يزيد من الظلم الذي بالطبع يولد الرغبه بالأنتقام فهم كسلسة متصلة لا نهاية لها
ومن أعط القدر الحق بأن يسلب الشياطين الرقصة الاخيره لهم مع الحياة
و كيف أن الحياة اعطتهم الامان فقط لتسلبه منهم بأبشع الطرق ...
هم ظنوا انهم نجحوا في الوصول الى النهاية وربح معركتهم التي قد رواهنوا بأرواحهم عليها ..
لكن أرواحهم ملعونه لا تستحق السلام حتى في الرحيل
ولم تكن طريقة موت واحدة كافيه لتشفي غليل الاشخاص و الحياة عليهم
و دعوني أخبركم بأن صوت اطلاق النار لا يمر بسلام
ليس على المتلقي ولا على الشهود فالأمر أشبه بفقد قدرتك على السمع للحظات لشاهد اما المتلقي فالأمر متروك لمخيلتك في تقدير حجم الألمتحرك عمر بترنح بعد ان استعاد بعض القوه في جسده باتجاه الشخص الملقى على الأرض
ليضع وجهه وجهه على صدر الشخص الذي كانت تشوهه الدماء بمنظر دموي يشهد على ما حصل له
ليستشعر دقات قلبه في محاولة منه لرفض رحيله هو شعر بتزامن نبضاته مع نبضات قلبه لكنها مع كل ثانيه هي تفقد قوتها وتبطأ أكثر و أكثر حتى توقفت ..
ليشعر بعدها بالبرودة تصدر من الجسد الملقى
البروده اصابته بقشعريره وكأنه كان يحتضن الموت
هو ابتعد و لا يزال ينظر للشخص الملقى على الأرض وكأن الحرب القائمه لا تعنيه صوت اطلاق النار بدأ لمسمعيه كلخفيه تصدر من مكان بعيد
كانت بداية هذا اليوم هادئة و كأنها تعهدت بأنه سيمر دون مأساة كيف لها أن تتحول الى جحيم
هم محاصرون في هذا المبنى الذي ظنوا بأنه سيكون الملجأ الأخير لهم و الذي لن يضطروا للهروب منه يوماً
لكن من كان يعلم بأن كل شي كان مخطط له وأنهم كانوا أشبه بفئران تجارب تحت أيدي الشرطة و الحكومة
هم أرادوا لهم منذ البداية أن يروا الموت و الرعب في أعينهم قبل أن يصبح حقيقة ليسري بأجسادهم
كانت هناك العديد من الفرص السانحة لهم ليقبضوا عليهم
لكن أعطائك الأمل ثم سلبه منك هو لعبة ممتعة بنظرهم فلا أحد سيضع في الحسبان كيف ستشعرو لايوجد هناك خيبة أمل أبشع من أن تصل إلى حلمك لتجد بأنه كان مراهنه بيد شخص تقوده مبادئه على من يقوم بالدفع له أكثر
لكن حقيقة وصولك لا تعني النهاية فالقصة يجب عليها الاستمرار وليس هناك نهاية حتمية يعرفها البشر سوا الموت
وعمر لا يزال لم يصل لهذه النهاية بعد..
و أن كان هناك درس تعلمه جيداً فهو أنه دائماً علية محاربة النار بالنار
لكنه يجهل الخطوة التالية التي يجب عليه فعلها فلا مجال لحدوث الأخطاء وهو منذ أن أفترق عن الرفاق الباقين لم يرا أحداً منهم
نظر للملقى على الأرض .. من منهم واجه نفس المصير ؟
هو منع نفسه بصعوبه من الهلع فهو لن يسمح لنفسه بذلك
بنفس الوقت الذي كان يحاول جاهداً ضبط أنفاسه وتهدئتها هو سمع خطوات تأتي من أسفل السلم هو شد على سلاحه بشكل غريزي لحماية نفسه مما يجهله
كان عمر لا يزال على ركبتيه وهو يحمل سلاحه للأعلى
لكن من قابله كان وجه مؤلوف له ليخفف من دفاعاتهمتجاهلاً التعب في ساقيه المتأرجحتين من المعركة المستمرة هرع سلطان له لكن منظر الجثه الملقاة استوقفه
هو جلس بجانبه يائس للعثور على أي وميض حياة أو أمل متبقى لرفيقه وهو كان يستشعر انفاسه و نبضه لكنه قوبل بصمت بارد
مشاعر عديده تأججت في عمر وهو يرى المشهد أمامه
تحدث وهو يقوم بسحب سلطان للأعلى ليقفا متقابلين
" أوقف ذلك ودعنا نذهب للبقية"
لكنه لم يتلقى أي اجابه من الأخر فهو لا يزال يحاول استيعاب الأمر ليس وكأنه لم يرى جثه من قبل لكن هوية الشخص و علاقتك به هي الفارق
"حسناً أبقى هنا أنا سأذهب لأيجادهم لا تقم بفعل أي شي " تحدث عمر بعد أن يئس من إيجاد ردة فعل من الأخر ليتحرك بعدها متجهاً للأسفل