٣

3.4K 267 35
                                    

ـ أبي!

لمعة فرح ضهرت على مقلتيها ام أنها دموع الفرح

اشتاقت اليه... قدوتها في الحياة و كل ما لديها ... هو من علمها معنى الإبتسام و جعلها تتمسك بالسعادة

قد كان شابا طموحا لا يملك سوى قيثارة خشبية و قلبا نابضا مع ابتسامة مشرقة و دافئة ومع الحظ و الإيمان و الإصرار

قد استطاع أن يتحول من مغني على الطريق الى عازف في فرقة متوسطة الشهرة الى مايستروا له شأن لابأس به ....كان قد تزوج من الفتاة التي لطالما حلم بها ...قد كانت له خير سند و حافزه القوي للجري وراء أحلامه

يوم ولادة أماندا كان سيقدم عرضا موسيقيا في احدى الصلات الراقية و بمجرد أن وصلته مكالمة من احد جيرانهم ان زوجته ستلد

حتى راح يجري ليرى تلك الجوهرة المسمات ب أماندا زادت روعة الحياة في عينيه حين سمع ضحكتها لأول مرة

كانت قد ولدت في مستنقع ذاك اليوم على يد سائقة أجرة لأن السيارة التي ستأخذهم الى المشفى قد تعطلت في الطريق.. ولحسن حظهم ان السائقة كانت انثى

لم يبالو في المكان المزري الذين يجلسون فيه فلا الوقت و لا المكان يمنعهم من الترحيب بزهرتهم الجميلة

ـ اشتقت لسماع صوتك جميلتي

أرادت أن تصرخ بفرح و تخبره أنها تحبه و انها تشتاق اليه و تريد أن تحتضنه...

زين حين يسمع صوت امه يبتسم و ينسى حزنه للحظة ... أما أماندا حين تسمع صوت أبيها تنسى سعادتها و تحزن للحظة

ـ أنا أيضا... أرجوك عد

نبرة الأمل في صوتها تنضر للفراغ بينما تتكلم كأنها تراه امامها ثم تعرف أنه مجرد سراب او ربما طيف امل

ـ أنا حقا لا اعرف متى سآتي .. لكن ان بكيت لن اعود ابدا

كانت للحظة تفكر في البكاء و كالساذجة مسحت تلك الفكرة من بالها

لاتعرف انها لو بكت سيتخيل عن اي شيء ليحقق لها ما تريد وهو يحمد الله ان هذا لم يحصل بعد

ـ لن افعل ابي.. سأبتسم و سأسعد مادمت حية

هي لا تستطيع الإستغناء عن ذلك السحر المسمى السعادة ... أيا كان من القى عليها التعويذة فهي ممتنة له جدا

......

....

في مكان أخر كان "المتحكم" جالسا يفكر

كيف لشخص ان يجمع اكبر عدد من المال

جل تفكيره هو المال وزين هو آلته أو وسيلته المثلى للحصول على ثروة

لكن هذا ليس كافيا .. أخبرتكم أن لاحدود له

ـ أبي هل انت بخير

طلت فتاة صغيرة ن بعيد لتسأل عن أحوال أبيها فقلها الصغير فكر ان والدها قد يشكوا من خطب ما

أمسكت بإحدى أصابعه الكبيرة بكامل يديها الصغيرة

وتمسح بيدها الأخرى شعره

ـ أبي هل أنت مريض

وضعت يديها على مكان تلك الهالة التي قد رسمت تحت عينيه

ـ لاتقلقي ياجميلتي أنا فقط مرهق من العمل

طبع قبلة دافئة على جبينها و اصطحبها الى غرفتها لتنام

النوم... ذلك الشيء الذي لايعرف طعمه و يريد أن يحرم زين منه

ليجعله يحصل على المزيد من المال

.......

....

في صباح الغد استيقت الشمس المشرقة أماندا ء لتلقي التحية على كل جزء من الاستوديو الصغير خاصتها الذي تفكر في تغييره

كي لاتضطر الى الذهاب الى مقرات تصوير اخرى مجددا

فتحت كل النوافذ الموجودة هناك لتتخلص من رائحة الكسل التي تعم المكان

إرتدت ثيابها الفضفاضة ثم صنعت لنفسها كعكة صغيرة .. لم تكلفها غير وضع خليط عجيب مع القليل من الحليب في طبق و تحركهما

ـ مرحبا حبيبتي

بمجرد أن رصد أنف جانييت رائحة الطعام حتى دخلت تتودد إلى أماندا

ـ ما تبقى من الكعكة لك

فرحة طفلة صغيرة بدمية العيد هكذا يبدو شكل جانييت

ـ إذا هل هناك زبائن لليوم؟

سألت جانيت بعدما إستفاقت من خيبة الأمل الكبيرة بإنتهاء الكعكة

ـ لا أعرف

ـ إذا هل سنبقى هنا يوما كاملا؟!!

ـ أجل

رن هاتف أماندا ليقطع عليهم سلسلة من مغامرات جانيت التي لا تنتهي .. و بالطبع لمعظمها تافهة .. الغريب أن أماندا تنصت بإستمتاع و تشويق

ـ مرحبا أسوتديو للتصوير من معي.. حسنا .. تستطيع القدوم في أي وقت

عرفت من خلال هذه الرسميات أن هناك من سيأتي ليلتقط بعض الصور و عرفت أماندا أن جانيت ستسأل عن الشخص الذي سيأتي

ـ راين جوزلينج .. يحتاج إلى صور لفلمه الجديد.. تذكرت أيضا علينا الذهاب إلى منزل شاس كراوفورد لنساعد المصورين الآخرين في الإعلان الجديد

فتحت جانيت فمها على مصرعيه و كأنها قد تلقت خبر وفاة قطتها "ميلا"

ـ مالأمر؟

قهقت أماندا على شكلها و هي تسأل

ـ كل واحد منهما أوسم من الآخر .. ياإلاهي

لم تستطع أماندا كتم ضحكتها فقد كان أمرا سخيفا بالنسبة لها .. أن تقوم بكل هذه الدراما فقط لأنهم وسيمون

____________________________

زهــــــرة اللّـــــــوتِس خاصّتيـےحيث تعيش القصص. اكتشف الآن