الفقاعة

88 7 10
                                    

تململت فوق العشب أُغلغل أناملي به، حدقت بالسحب من حولي حتى رأبت نجمة تلمع بالسماء لأثبت ناظريّ عليها، حتى شعرت بثقل جفوني، لتهبط وتتخذ موضع السكون فوق حدقتيّ، وقعت غارقة بين دروب عقلي الباطن فلا أجد من حديثًا يُهدء روحي، وجدت أحدهم يسير مكبل الأيدي والأقدام وتوجد غمامة محكمة فوق أعينه.

يسير مِن حوله العديد من الأشخاص بعضهم مكبلين مثله والبعض الآخر لا يقيده شيء لكن لا أحد حاول مساعدته، هل أنا فقط من أرى هذا الشخص؟

لمَ أنا وحدي من أراه أشعر بأنه يسير داخل فقاعة أرى تكونها من حوله أشعر بأنه لا يستطيع السير خارجها.

بداخل هذه الفقاعة يسير نحو بستان أزهار مليئًا بالأشواك.
هل هذا هو المكان المناسب له؟ بين بستان أزهار مليء بالأشواك؟ هل هذا المكان ملائم له؟

أنهم لا يشبهونه فهم مختلفون عنه تمامًا، تذكرت عندما ذهبت الى مدرستي بمرحلة دراسية ما، ووجدت صعوبة في التعرف على أناسٍ يشبهونني بالتفكير، فأخبرتني صديقة لي أن أتعرف على أي شخص، فهل يهم أن تتعرفي على شخص يشاركك بتفكيرك وصفاتك؟ فكرت بحديثها وذهبت في اليوم التالي وتعرفت على أشخاص لا يشاركونني صفاتي أو أسلوب تفكيري أو هواياتي لا يربطنا ببعض أي شيء حتى أن هناك بعض العادات السيئة بهم أيضًا، شعرت بعد أول سبعة أيام من مصادقتي لهم أنني لا أريد أكمال تلك الصداقة شعرت أن عند مصادقتي لأشخاص مختلفين عني وجدت أنني مثل الشخص المكبل الذي ذهب لبستان الأزهار المليء بالأشواك وظل يتساءل هل يناسبه هذا المكان؟

لا لم يكن البستان المكان المناسب ولا كان تعرفي على أشخاص لا يشبهونني ملائم أيضًا.

صحتُ بصوتًا مرتفع للمكبل الذي سوف يقع بين احضان الاشواك: لا تذهب هناك سوف تجرحك الأشواك أنها لا تلائمك.

عاد المكبل خطوة للخلف، لقد سمعني؟ أنه يسمعني.

فجأة سقطت الغمامة التي تحيط بعينيه، ظل يلتفت حوله بلوعة، فهو لا يعرف أين هو، سكن فجأة وثبت ناظريه باتجاه السماء وجدته ينظر لأكثر نجمة مضيئة بالسماء بدأ يحدثها ليتساءل: أتتذكري الوعد الذي قطعته بالبقاء معي؟

لحظةّ هنا، هل النجوم تقطع الوعود؟ جال بخاطري جملة ألقيت على مسامعي عند فقداني لشخص كان يحتل مساحة كبيرة من حياتي أخبرني أحدهم وقتها مواساة لي أن أنظر الى السماء وأبحث عن أشد نجمة تلمع وأحدثها لأن ذلك الشخص تحول إلى نجمة تلمع بالسماء ظللت كل ليلة بشرفتي أنظر إلى السماء وأحدث نجمتي، وأخبرها بكل تفاصيل يومي وكم أن وجودها معي بالحقيقة كان سيغير أشياء كثيرة إلا أنني أدركت أنها لم تتركني قط ظلت نجمتي تستمع لي كل يومٍ بلا كلل أو ملل كما لو أن ذلك الشخص لم أفقده منذ البداية.

لقد شعرت بالدفء بالبوح لنجمتي، أذلك الشخص المكبل يفعل مثلي؟هل سوف يسرد ما يضيق صدره به لنجمته؟

الفقاعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن