يحدث أن يأتي يوم نفقد فيه إحساسنا بكل شيء. فيحدث أن نختنق إلى أن تموت أرواحنا شيئاً فشيئاً. فيحدث أن نفقد رغبتنا بالحياة، ونبكي لسبب نجهله. فيحدث أن يدمر كل جزء داخلنا وكل حلم نتمناه،يختفي حتى ذاك الخيط الرفيع من الأمل ونغرق في بحار اليأس من جديد نخسر اهتمامنا بالوجود فيصيبنا تبلد مخيف نخشى فيه خسران قلوبنا.
فيحدث أن يأتي يوم نحتاج فيه إلى ذاك الشخص..نرتمي بين أحضانه علنا نرتاح قليلاً، نتخلص ولو بجزء بسيط من هموم تراكمت على قلوبنا، وأسرار عميقة نخشى البوح بها. ونحن أدرى بأننا لن نستطيع الكلام ..سنكتفي فقط بالبكاء.
فنحتاج إلى تلك اليد التي تمد لنا فتمسح ذاك الدمع، وتضمد ذاك الجرح.
فنحتاج لابتسامة تلاقينا، لنظرة أمل ودعوة صغيرة من غريب. فيكفينا اهتمام ولو سؤال واحد عن أحوالنا، ولو صديق يخبرنا بأن الدنيا لازالت بخير..وأن الجراح ستلتئم والآلام ستنتهي.
فيكفينا تلك البسمة على وجه طفل بريء ، تلك الكلمة التي تجمل أفكارنا المعتمة وتضيئها من جديد.
تكفينا أمور صغيرة ترسم البسمة على شفاهنا وتعيد الفرحة إلى قلوبنا ، ننسى بها جراحنا ونلون بها عالمنا.
فنحتاج أحياناً.. لسلام مغترب عنا وصديق مبتعد عن أنظارنا. نحتاج لأمل يحيي أرواحنا وتفائل يمحي اليأس من قلوبنا.
فيحدث وأن نحتاج لنور ليضيء ذاك الجانب المظلم ويعيد لنا شعلة الأمل التي فقدناها وخسرناها.
فيحدث وأن نحتاج لقلوب تفهمنا، تنسى ظاهرنا وتستمع لصمتنا..تستمع لصمت قد بلغ حده.
أمور نجدد بها أرواحنا ونحررها من يأس لازمها فأعتم زواياها وأنهى آمالها، نعيد النور لها فتشرق من جديد.
