عندمَا يحلّ النهارُ في شتاءِ مورمانسك

105 11 13
                                    

- في سيؤول... -
"سأتصل بك حالما انتهي"
"بالتأكيد "
هكذا انتهى اتفاق يونجون ووالدته التي ستشرع في البحث عن عملٍ مباشرةً.. وسينضم لوالدته في البحث حالما ينتهي..
مشي بخطواتٍ مثقلةٍ على الدرج يسير خلف الفتى الذي كانت خطواته تزدادُ بطئًا كلما اقترب منهُ يونجون..
التفت مباغتًا الريفيّ وصاحَ في وجهه بصوتٍ مرتعشٍ " توقّف عن اللحاق بي!!" أرادَ يونجون توضيح سوء الفهمِ لكن الآخر أضافَ متوسلًا " لا تؤذيني ارجوك" وانزوى على نفسه يتصبب عرقًا ويُحيطُ برأسهِ يديه محاولً  حماية نفسه.. تداركَ يونجون الموقف في رأسهِ " لابد من أنها نوبة هلع" أضاف قائلًا " لستُ هنا لأذيتك، حسنًا؟ تمالك نفسك، انتَ بخيرٍ وبأمانٍ تمامًا"
الا ان الآخر انهمر بالبكاءِ وضلّ ينحبُ بصمت.
اقترب يونجون منهُ ممسكًا بوجهه يُبعد شعرهُ المنسدل على عينيه، اتّسعت عيناهُ حالما تمعّن النظر في وجهه وعلّق في نفسه ' ياللهول'
" انظر الي جيدًا، لستُ أحمل شيئًا حادًا، اقسم على انني لن اقوم بإيذائك"
اردف بينما يمسحُ على جبين الآخر.. " هلّا اخبرتني باسمك؟" تمتمَ سوبين على مضضٍ باسمه.
" حسنًا سوبين ؟ هل هو اسمك؟ توقف عن البكاء فأنتَ بخيرٍ، وأنا هنا لمساعدتك.."

أخذ الأمر وقتًا حتى يهدأ سوبين، تنهّد يونجون ومدّ له قنينة ماءٍ سائلًا اياه " هل أنت بخيرٍ الآن؟"
لم يجبه سوبين، اكتفى بأن غمغمَ بغضبٍ
" تبًا، هذا محرجٌ حقًا"
" حسنًا، أنا ذاهبٌ الآن، هل تحتاج لشيء؟ هل اقومُ بايصالك؟ اه.. إلى اين انتَ ذاهبٌ على ايّ حال؟" " نهضَ سوبين نافضًا بنطاله وقال" حدث التوقيع، لكنه انتهى بالفعل" احتاج يونجونُ قرابةَ العشرِ ثوانٍ حتى يستوعب ما فعلهُ قبلَ قليل.. ضلّ يساعدُ شخصًا غريبًا بل ومريبًا وبسببه تأخر عن الحدث وضيّع فرصته الوحيده في لقاء كاتبه المُفضل...
" هل انتهى بالفعل؟، تبًا".. كان سوبين قد قرر بالفعل التزام الصمت وعدم اجابة اسئلة الآخر الكثيرة، لكن لسانهُ انطلق بلا سابق انذارٍ وبادر بالسؤال"هل أردت الذهاب بهذه الشده؟، سيُقامُ الحدثُ نفسُه الاسبوع المقبل، يمكنك المجيء"
" لا أقطن سيول، جئت حتى احضر الحدث اليوم ولن اتمكن من المجيء مجددًا"
تنهّد سوبين بداخله براحةٍ.. لأن اول ما تبادر لذهنه هو أنهُ لن يصادف هذا الفتى مجددًا، لكنه عاود الحديث قائلًا.." يمكنني تدبير موعدٍ لك معه"
" حقًا!! كيف هذا؟ هل هو صديقك؟ ام والدك؟ وااه! لحظة... هل كنت تكذب؟... لن اجعل هذا يمرّ ببساطةٍ حقًا!!"
" لماذا تطرح الكثير من الاسئلة؟ على كُلٍّ.. انه أخي"
" واه! كيف له ان يكون اخاك؟ مهلًا.. تشوي جين يونق يكون اخاك؟ انتَ حقًا حقًا محظوظ يعجزُ لساني عن التعبير ، أعني.. كيف لهذهِ أن تكون صدفه؟ من الافضلِ لك ان لا تمزح بهذا الشأن، هل يمكنك حقًا تدبير موعدٍ معه؟" في خِضم عاصفة الاسئلة اللامتناهية من يونجون.. كان سوبين قد اتّصل بأخيه بالفعل ودبّر للآخر موعدًا في منزله، انحنى يونجون ممتنًا مئات المرات " لن أنسى لك هذا المعروف ماحييت انا حقًا شاكر لك" التفت سوبين للاخر بينما يمشي و ابتسم مستطلفًا سعادة الآخرِ وأردف   
" لا بأس، هذا ردٌ لمعروفك قبل قليل، لن يبقى أحدنا ممتنًا للآخرِ بعد الآن" سرت كهرباءُ في كلّ انحاءِ جسد يونجون.. وتداعت فكرةٌ وحيدة في رأسه
' ماذا كان ذلك بحقِّ الجحيم' 

ترك سوبين يونجون فور وصوله مع اخيه ودخل غرفته يكادُ يفقد وعيهُ من شدة الحر ورغم ارتفاع درجة الحرارة تساءل بداخله ' ألن تشرق الشمس أبدًا؟ ' ، رمى معطفه على السرير وضلّ يتأمل في المرآه " اكرهك، من كلّ قلبي" شتم نفسهُ بينما يمنعُ الدموع مُكرهًا ان لا تنهمِر، أخذ ينظر بتمعنٍ لذراعيه المليئتان بالجروح والخدوش ومد يديه للمقصِّ الموضوع على طرفِ المكتبِ لكن اختهُ الصغرى داهمت الغرفة واول ماوقعت عيناها عليه كانت ذراع سوبين الذي خبأها خلف ظهره في جزءٍ من الثانيه
" ماذا كان ذلك؟ لماذا اخفيت يديك؟"
" لم اقم بإخفائها كفي عن مضايقتي واخرجي حالًا!"
" هل هذا بسبب ماحدث بالامس سوبيناه؟ قمت بايذاءِ نفسك مجددا الستُ على حق؟"

-قبل 12 ساعه..-
الثالثة فجرًا..

وصل سوبين للمنزل الهادئ متاخرا لا يسمع سوى ضحكات اخته الخافته،التي كانت تحادث حبيبها سرًّا في مدخل البيت، والذي لا يعلم أحدٌ لمَ تخفيه طيلة هذا الوقت... فالجميع يعلم بأمرِ علاقتهم المفضوحةِ تمامًا، خاطبها بصمتٍ مشيرًا بيديه "هل نامت امي"؟ ردت هي مشيرةً بيديها كذلك، "مازالت تنتظرك"
خَطى خُطى مثقلةٍ لغرفةٍ أمه..
" أمي.. لقد وصلت "
" ياللهول سوبين، هل تأذيت؟! لماذا تأخرت هكذا، كيف تخرج من المنزل هكذا متأخرًا بدون علمي؟ "
" أنا آسفٌ حقًا، لن أكرر هذا ثانيةً.. أعدك بهذا"
مرّ صمتٌ مطبقٌ لثوانٍ حتى لاحظ سوبين
"مهلًا أمي.. هل كنتِ تبكين؟"
عادت دموع السيدة تشوي تنهمر ببطءٍ وتبلل خدها الناعِم وقالت " ماذا يسعني غير القلق بشأنك؟ الا يمكنك ان تكون اقرب منّا، بحقك سوبين اخبرني فقط اين تذهب، قد خرجت اختك تبحث عنك عبثًا في الشارع، واتصلت عليك مرارًا لكنك لم تُجِب، ضلّ الجميع مستيقظًا لوقتٍ متأخرٍ ظنًا منهم بأنك أصبت بمكروه، الا يمكنك ان تكون مسؤولًا اكثر؟"
بعد تأنيبٍ وبكاءٍ طويلين، عاد الى غرفته البائسُ مثقلًا بالهموم، يكره نفسه أكثر واكثر
' ما الذي يجعلهم يقلقون عليك؟ لمَ لا يكرهك احد؟ هلا توقفت عن التسبب بالمشاكل؟ هلا توقفت عن كونك عالةً على غيرك؟ اللعنة عليك ' ملأت كل هذا الافكار رأسهُ وأخذ يجرحُ كلتا يديه،رقبتهُ وفخذيه -❌لا تسوونها❌-
أراد التخلص من نفسه أكثر من اي وقتٍ مضى...

هاي كيفكم؟؟
ادري تتساءلون وش هالعنوان الغريب بفهمكم
مورمانسك مدينه في روسيا ماتشرق فيها الشمس أبدًا طيلة فصل الشتاء
نفس عالم سوبين البائس تمامًا، وكأن كل الفصول ماتمر عليه الا فصل الشتاء<:
كونوا بخير وانتظروني بالفصل القادم💖

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 17, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Is Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن