انكم لا تستطيعون ان تتخيلوا مدة الألم والحنق اللذين يغزوان نفوسكم حين تعبرون عن فكرة عظيمة قدستموها طوال حياتكم، فأذا بأفراد جهلة يجرونها على أرض الشارع وسط أناس لا يقلون عنهم غباء وحماقة، ثم أذا انتم فجأة ترونها في السوق وقد تغيرت سحنتها حتى لا تكاد تعرف، وتمرغت في الوحل وتشوهت وتكسرت، وتغيرت أبعادها وفقدت انسجامها، كلعبة بين ايدي اطفال.....لا! لم يكن الأمر كذلك في عهدنا، ولا الى هذا صبونا. لقد أصبحت أنكر كل شي ولا أعرف شيئا. يجب أن يعود زماننا فيرد الى الطريق القويم كل ما يترنح اليوم ويهتز، والا فما عسى يحدث؟