هل يجب أن أصف نفسي بالمحظوظ ؟
قتلت شريكي في التخييم بسبب خطأ سخيف قد ارتكبته ثم هربت من المكان خوفا من اعتقال
الشرطة لي ، ولم أقم بدفنه لأنني لم أعتبرها جريمة تستحق ذلكلقد هربت خائفا إلى الغابة ثم حدث شيء مريب للغاية وكأنني أعيش اللحظة بكابوس مرعب
حتى وجدت نفسي بأحضان وحش مخيف للغاية ، والذي قد أطعمني وألبسني وعاملني كما لو أنني شخص عزيز عليه
لقد كان كالخادم بل أكثر من ذلك
ينام معي دائما ويحتضنني بحضنه الدافئ ، ويكون معي حين تراودني الكوابيس
إنه يعيش معي كل لحظة أقضيها بهذا المكان الغريب
لم أتكلم معه إلا نادرًا ، ليس خوفا هذه المرة بل محرجا منه خصوصا حين يجلسني على فخضيه
إنه حنون للغاية ، إنه يشعرني بالدفئ الذي حسدت الجميع عليه . . . . لقد بدا كأمِي
"يوجي بماذا تسرح ؟"
" لا لاشيء مولاَي "
هذا الشعور حين يناديني باسمي ، إنه إحساس النشوة التي أمست تراودني بكثرة هذه الأيام
"أصبحت تسرح كثيرا هذه الأيام ، ترى مالذي
تفكِر فيه ؟ هل تريد العودة لعالم البشر أم ماذا""مستحيل !"
نطقت متهجما نحوه بغير استيعابوحين أدركت تلك الطريقة التي تلفظت بها كلمتي ، أمسكت فمِي بكلتا يداي بجزع
"ألفاضك صغيري ، ألفاضك نحوي "
"آسف ، آسف حقا !"
اعتذرت راكعا له ، فصحيح أنه مطيع لي لكنَه يبقى ملكًا متكبر ومتعالي"لا أقبَل اعتذارك جرب طريقة أخرى "
نظراته تلك لا تبشر بالخَير أبدًا ، هل هو غاضب
لهذه الدرجَة ؟" كيف أعتذر ، أخبرني كيف وأنا سأنفذ "
قلت ممسكا يدَ أحَد أذرعه بكلتا يداي الصغيرتين مترجيا إياهأمال رأسه ، ليضع ما بيداه متقدمًا ناحيتي بشكل غريب لم أعهده ، لقد كان قلبي ينبض بقوة كبيرة حتى كاد أن يخرج من صدري
أرقدني أرضًا معتليا إياي ، وشيئا فشئًا أخذ حجمُه يصغر واختفَت كلتَا ذراعيه حتى أصبح بهئة وجسدٍ بشري ، وكم كانَ يشبهنِي بهذه اللحظة
"مولاي !"
قلت متعجبًا من مظهره هذا الذي لم أعهده سابقا"بهذا الشكل سيكُون الألم أقَل حدِه "
أردفَ ، لأستوعِب مرادَه ، ولم ألبث حتى احمرَ وجهي بشكلٍ كبير ، خصوصا حين بدَء جسدِي ينتشِي
بنفسِه فجأة"لا تخف ، ستكون بخير صغيري ، فقط لا تشدَ نفسكَ كثيرا "