4

1.8K 115 42
                                    






هل يجب أن أصف نفسي بالمحظوظ ؟

قتلت شريكي في التخييم بسبب خطأ سخيف قد ارتكبته ثم هربت من المكان خوفا من اعتقال
الشرطة لي ، ولم أقم بدفنه لأنني لم أعتبرها جريمة تستحق ذلك

لقد هربت خائفا إلى الغابة ثم حدث شيء مريب للغاية وكأنني أعيش اللحظة بكابوس مرعب

حتى وجدت نفسي بأحضان وحش مخيف للغاية ، والذي قد أطعمني وألبسني وعاملني كما لو أنني شخص عزيز عليه

لقد كان كالخادم بل أكثر من ذلك

ينام معي دائما ويحتضنني بحضنه الدافئ ، ويكون معي حين تراودني الكوابيس

إنه يعيش معي كل لحظة أقضيها بهذا المكان الغريب

لم أتكلم معه إلا نادرًا ، ليس خوفا هذه المرة بل محرجا منه خصوصا حين يجلسني على فخضيه

إنه حنون للغاية ، إنه يشعرني بالدفئ الذي حسدت الجميع عليه . . . . لقد بدا كأمِي

"يوجي بماذا تسرح ؟"

" لا لاشيء مولاَي "

هذا الشعور حين يناديني باسمي ، إنه إحساس النشوة التي أمست تراودني بكثرة هذه الأيام

"أصبحت تسرح كثيرا هذه الأيام ، ترى مالذي
تفكِر فيه ؟ هل تريد العودة لعالم البشر أم ماذا"

"مستحيل !"
نطقت متهجما نحوه بغير استيعاب

وحين أدركت تلك الطريقة التي تلفظت بها كلمتي ، أمسكت فمِي بكلتا يداي بجزع

"ألفاضك صغيري ، ألفاضك نحوي "

"آسف ، آسف حقا !"
اعتذرت راكعا له ، فصحيح أنه مطيع لي لكنَه يبقى ملكًا متكبر ومتعالي

"لا أقبَل اعتذارك جرب طريقة أخرى "

نظراته تلك لا تبشر بالخَير أبدًا ، هل هو غاضب
لهذه الدرجَة ؟

" كيف أعتذر ، أخبرني كيف وأنا سأنفذ "
قلت ممسكا يدَ أحَد أذرعه بكلتا يداي الصغيرتين مترجيا إياه

أمال رأسه ، ليضع ما بيداه متقدمًا ناحيتي بشكل غريب لم أعهده ، لقد كان قلبي ينبض بقوة كبيرة حتى كاد أن يخرج من صدري

أرقدني أرضًا معتليا إياي ، وشيئا فشئًا أخذ حجمُه يصغر واختفَت كلتَا ذراعيه حتى أصبح بهئة وجسدٍ بشري ، وكم كانَ يشبهنِي بهذه اللحظة

"مولاي !"
قلت متعجبًا من مظهره هذا الذي لم أعهده سابقا

"بهذا الشكل سيكُون الألم أقَل حدِه "

أردفَ ، لأستوعِب مرادَه ، ولم ألبث حتى احمرَ وجهي بشكلٍ كبير ، خصوصا حين بدَء جسدِي ينتشِي
بنفسِه فجأة

"لا تخف ، ستكون بخير صغيري ، فقط لا تشدَ نفسكَ كثيرا "

Run awayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن