ووصل الخبر الى ام جورجيت التي كاد ان يطير عقلها .. وبدأت تفكر اين تهرب
لتخبىء ابنتها ولكن لم يكن هناك وقت للتفكير فقد حضر شبان وكبار عائلة
الشامي لأخذ جورجيت وارسالها الى عائلة الدهري .. امسكت ام جورجيت بإبنتها
.. واخذت تبكي وتبكي معها ابنتها .. امسكوا ام جورجيت من شعرها والقوها
ارضاً وهي تصرخ وسحبوا جورجيت معهم وهي تصرخ وهم يشتموا والدتها وينعتوها
بالداعرة وان ابنتها ابنة حرام .تعالى صوت الصراخ والبكاء والنحيب وتلقت ام جورجيت وجورجيت عشرات الصفعات والركلات .
فسقطت ام جورجيت على الارض مغشياً عليها ليتبين فيما بعد انها ماتت بنوبة
قلبية من القهر والغيظ وحُملت جورجيت واُرسلت الى عائلة الدهري وهي لم
تبلغ الخامسة عشرة من العمر .وتم الصلح بين العائلتين وعادت المياه الى مجاريها وكأن شيئا لم يحدث.
جورجيت التي ما زالت تبكي وهي لاتدري ماذا يحدث حولها .. لماذا وكيف وماذا
فعلت ؟.. لم تعلم انها وعائلتها كبش الفداء للشامي والدهري .. ارُسلت
جورجيت الى بيت سالم الدهري حيث تسكن زوجته الثانية وطلب منها ان تُبقي
جورجيت عندها حتى يفرغ سالم الدهري من العزاء في اخيه وحتى تلك اللحظة لم
يرى سالم الدهري جورجيت بل سمع عنها مثله مثل الآخرين.جورجيت امضت ايام في بيت زوجة سالم الثانية وكانت تبكي ليل نهار وترجو
زوجة سالم ان تعيدها الى امها قائلة : " منشان الله يا خالتي رجعيني علي
امي .. انا ما عملت اشي .. مشان الله انا لازم اروح واطعم ابوي علشان ما
بقدر يوكل لوحدو" ..ولم يكن بيد زوجة سالم شيء لتفعله لهذه المسكينة سوى ان تحضنها وتبكي
لبكائها وتقول : يا ريت يا بنتي بايدي شيء اعمله .. ويا ريت بقدر ارجعك
لاهلك .. انت اليوم زوجة سالم الدهري الثالثة وعلى ذمته ، وين ما حتروحي
راح يلحقك ويجيبك ...وفي ساعات ما بعد منتصف الليل وبعد ان انتهى سالم الدهري من اخذ العزاء
بأخيه الذي قُتل وودع ضيوفه عاد الى البيت وما ان فتح الباب حتى رأى ما لم
يصدقه عقله.. ووقف مذهولا ، جمال جورجيت الاخاذ اذهل سالم الدهري وهو الذي
سمع بها ولم يراها من قبل لم يصدق سالم الدهري ولم يكن ليصل خياله وتصوره
بأن على هذه الارض مثل هذا الجمال ... وقف كالصنم وعيونه تتفحص جورجيت من
اخمص قدمها الى رأسها وقال لها : لقد كذبوا جميعا في وصفك فأنت اجمل مئات
المرات من الوصف الذي ذكروه .جورجيت جالسة في زاوية الغرفة بعد ان انهكها التعب والارهاق وما زالت اثار
الدموع في عينيها ، لم تفهم ما قصده سالم الدهري ولم تعرف من يكون هذا
الشخص الغريب ...اقترب سالم من جورجيت وجلس بجانبها واخذ يتحسس جدائل شعرها الطويل واتقدت
في عينيه نار الشهوة كذئب جائع استفرد بحمل وديع وبأصابعه اخذ يفك الجدائل
وبكل عفوية وبراءه سحبت جورجيت جدائل شعرها من يد سالم وقالت : لا تفكها
يا عمو ... ماما بتزعل مني بعدين ، ابتسم سالم الدهري ابتسامة صفراء خبيثة
ممزوجة بالشهوة ... وقال : لا تخافي ماما مش راح تزعل وانت كبرت على
الجدايل ولازم تفردي شعرك علشأن تصيري عروسه .